"التحرير الصحافي: دليل عملي" كتاب جديد للدكتور أحمد زين الدين الذي اختبر في التدريس الجامعي وعلى الأرض مهنة البحث عن المتاعب. ما الذي يميّز صحافياً عن آخر؟ إنه المبدأ المهني ذاته الذي يميز بين نجار وآخر أو بين حداد وآخر. هو ذلك المقدار من الإبداع الذي يستخدم ابن المهنة معه الأدوات. جميع العاملين في صناعة الزجاج يستخدمون الرمل والنار والنفخ... لكنهم لا ينتجون الكؤوس عينها. من هنا، فإن الصحافة حرفة لا تختلف في عمقها عن أي حرفة أخرى. هذا ما يوضحه الدكتور أحمد زين الدين في كتابه الصادر أخيراً في بيروت بعنوان:"التحرير الصحافي: دليل عملي". يشكل كتاب زين الدين إصدار خاص توزعه مكتبة أنطوان في بيروت محاولة لإعادة الاعتبار إلى المعايير المهنية في العمل الصحافي العربي، وفق نظرة عملية حديثة، في ضوء تبلور مناهج التأهيل. فالعمل الصحافي في العالم العربي - بحسب الكاتب - يتّسم إجمالاً بغياب المعايير المهنية."وتكفي نظرة إلى ما تنشره صحفنا على امتداد هذا الوطن الكبير، لتبيان كميات الحبر والورق الضخمة المهدورة يومياً". لم يترك زين الدين في كتابه فناً صحافياً إلا ودرسه من كل جوانبه بإسهاب. من الخبر إلى الصحافة الالكترونية، مروراً بالمقابلة والتحقيق والمقال والبورتريه والصحافة الاستقصائية والنقد وإنتاج المطبوعة والتحرير الإذاعي والتلفزيوني ونشرة الأخبار... وغيرها من مجالات العمل الصحافي، الميدانية منها أو المكتبية. ولا يكتفي الكاتب ب"التنظير"في فنون مهنة البحث عن المتاعب، بل يقدم أمثلة تطبيقية عن كل مسألة يبحث فيها، ما يجعل الكتاب مميزاً، إذ يفتح للقارئ أبواب التعرّف الى المهنة في ثلاثة أيام فقط من دون معلم، فيما تبقى الخبرة الميدانية هي الأساس. يقدم زين الدين في كتابه الواقع في 175 صفحة من القطع الصغير، عصارة خبرتين: الأولى مهنية جاءت من العمل في عدد من المطبوعات اللبنانية والعربية على مختلف درجات السلم الوظيفي... وصولاً إلى مستشارية رئاسات التحرير. وتندرج ضمن هذه الخبرة دورات التدريب التي تولاها المؤلف في غير بلد عربي، منها الجمعية الدولية ل"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي وورلد تراست ومركز"الجزيرة"للتدريب والتطوير. والثانية أكاديمية كون المؤلف الحائز على شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الفرنسية هو أستاذ في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية. ويعتبر زين الدين ان كتابه"يهم طالب الصحافة، والأستاذ، كما المهني المبتدئ والمحترف المخضرم. للطالب يعطيه القواعد الأساسية للمهنة، وللأستاذ أداة منهجية للعمل مع الطلاب، وللمهني المبتدئ نوعاً من المفكرة التذكيرية بالمهارات، وللمحترف طريقة مبسطة لتوجيه العاملين معه". نشر في العدد: 16684 ت.م: 08-12-2008 ص: 28 ط: الرياض