اعترفت الهند أمس، بأن هجمات بومباي التي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً الأسبوع الماضي كشفت ثغرات أمنية واستخباراتية، لكن رئيس الوزراء مانموهان سينغ أكد ان الأدلة أظهرت أن الهجوم نشأ على أرض دولة مجاورة، في إشارة الى باكستان. ويتعرض الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه حزب المؤتمر لانتقادات في شأن ما تصفه المعارضة بأنه"ضعف الحكومة في مجال الأمن"، بعد سلسلة تفجيرات نفذت السنة وبلغت ذروتها في مهاجمة عشرة مسلحين إسلاميين العاصمة المالية للهند لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي. وقال وزير الداخلية بالانيابان تشيدامبارام الذي تولى منصبه الأحد الماضي بعد استقالة سلفه سيفراج باتيل:"سيكون حديثي أقل من الحقيقة إذا قلت انه لم تحصل ثغرات والتي نبحثها حالياً، تمهيداً لمعالجة أسبابها"، كاشفاً ان نيودلهي تدرس اقتراحاً بإنشاء وكالة وطنية للاستخبارات مماثلة لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي"أف بي آي". وأشار تشيدامبارام الى ان الأدلة التي وفرتها لقطات صورتها محطة تلفزيون"سي سي تي في"، وتصريحات أدلى بها الناجي الوحيد في صفوف المهاجمين، تلمح الى تنفيذ عشرة إرهابيين الهجوم، و"إذا اضطلع آخرون بدور في العملية فلا أستطيع تأكيد ذلك حالياً". في غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء سينغ في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الذي يزور نيودلهي حالياً:"أكدنا لجميع زعماء العالم الذين اتصلوا بنا أن الشعب الهندي يشعر بألم وغضب كما لم يحدث سابقاً". وأضاف:"نتوقع ان يتوصل المجتمع الدولي الى النتيجة نفسها، وهي أن أراضي دولة مجاورة استخدمت في تنفيذ هذه الجريمة"، علماً ان باكستان دانت الهجوم ونفت تورطها به، متعهدة التعاون مع التحقيقات الهندية شرط حصولها على إثبات. وأوردت صحف هندية ان"جهاز الاستخبارات العسكري الباكستاني شارك في تدريب المتشددين الذين يعتقد بأنهم ينتمون الى جماعة عسكر الطيبة"، التي اتهمت بالوقوف خلف هجمات سابقة في الهند. وكتبت صحيفة"ميل توداي"ان المسلح المعتقل أبلغ المحققين انه تلقى تدريبات في أربعة معسكرات في باكستان على مدى الشهور ال18 الماضية. وصرح وزير الداخلية الهندي تشيدامبارام بأن"أدلة كثيرة تظهر أن مصدر الهجمات يرتبط بوضوح بمؤسسات كانت في الماضي وراء هجمات إرهابية في الهند". وفيما ما زالت حال التوتر تسود الهند بعد الهجمات، سمعت أصوات تشبه إطلاق أعيرة نارية في مطار نيودلهي الدولي، ما تسبب في ذعر أمني، لكن الشرطة أكدت أن أحداً لم يصب بأذى، علماً ان المطار في حال تأهب قصوى بعد تحذير استخباراتي من احتمال شن باكستانيين أو أفغان هجمات جوية على غرار اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وضاعفت الشرطة الهندية إجراءات الأمن، وكثفت عمليات التفتيش والتحقق من حقائب المسافرين وهوياتهم. كما نشرت كلاب بوليسية في عدد من المطارات، وحراس أمن على متن طائرات تعمل على خطوط حساسة. وجرى تطويق كل مداخل المطار، ونشر عدد كبير من عناصر الكوماندوس في المنطقة المحيطة به. وقال مفوض الأمن"في المطار ان سيارة بيضاء من طراز تويوتا تخطت أحد الحواجز، وفرت من دون أن ينجح عناصر الشرطة في اللحاق بها أو أخذ رقم لوحتها، ما زاد حال الإرباك. وفي باكستان، التقى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني رئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية اللواء أحمد شجاع باشا الذي أطلعه على الوضع الأمني، في ظل التوترات التي تلت هجمات بومباي، والتي تثير مخاوف من تجدد المواجهة وانهيار عملية السلام التي بدأت قبل أربع سنوات بين البلدين. نشر في العدد: 16682 ت.م: 06-12-2008 ص: 18 ط: الرياض