سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان يختتم زيارته الرسمية لبرلين اليوم ومركل تعتبر المشاكل اللبنانية مرآة لمشاكل المنطقة . ألمانيا ولبنان يشكلان لجنة للتعاون الاقتصادي والانمائي ويتفقان على توسيع مشروع ضمان الحدود مع سورية
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس اللبناني ميشال سليمان في نهاية محادثاتهما أمس في برلين، عن الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للبحث في مسائل التعاون الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي بين البلدين، ومدّ المشروع النموذجي الذي نفذ في شمال لبنان بمساعدة أمنية ألمانية لضمان الحدود مع سورية، إلى مناطق حدودية أخرى مع تركيز التعاون المشترك على إنماء القرى والبلدات اللبنانية المحاذية. ووصفت مركل العلاقات الثنائية ب"الممتازة"معربة عن اهتمام كبير لحكومتها بالوضع فيه"ومساعدته على حل أزماته الداخلية ومع محيطه أكان ذلك مع سورية أو إسرائيل"، مشيرة إلى أن المشكلات التي يواجهها لبنان"هي مرآة مشكلات المنطقة". وإضافة إلى سليمان ومركل، شارك في المحادثات التي أجريت في مقر المستشارية الألمانية، وزير الدفاع اللبناني الياس المر ووزيرة التربية بهية الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون والسفير اللبناني في ألمانيا رامز دمشقية. ورداً على سؤال ل"الحياة"حول ما إذا كانت المستشارة مرتاحة لتطور الوضع في لبنان، قالت إن الأمر"تطلب السير خطوة خطوة، وأنا مسرورة لوصول البلد إلى هذا المستوى". وأضافت:"الواقع أنني كنت أكثر تشاؤماً قبل الاجتماع، لكنني كلي أمل الآن". وشددت على أن حكومتها"تريد لبنان مستقراً سياسياً لكنها تعلم ارتباط وضعه بأزمة الشرق الأوسط، ومن هنا السعي إلى حل هذه الأزمة ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية والسورية - الإسرائيلية إلى الأمام لإنجاحها". وأعربت عن اعتقادها بأن الإدارة الأميركية المقبلة"تعرف الأهمية القصوى لهذه الأزمة في المنطقة"، وهي على قناعة بأن الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون سيعملان بجد لحلها. وشدد سليمان على ضرورة التعجيل في تنفيذ قرارات الأممالمتحدة الخاصة بلبنان، بخاصة القرار 1071، وحض على تكثيف الجهود الدولية لحل أزمة الشرق الأوسط تبعاً لمقررات المنظمة الدولية ومؤتمر مدريد والمبادرة العربية التي تؤكد إعادة الحقوق ورفض التوطين. وعن مزارع شبعا وسبب رفض سورية ترسيم حدودها إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي عنها، قال:"الترسيم عمل تقني يتطلب جهداً ليس فقط نظرياً، وإنما على الأرض أيضاً. والحدود بين بلدينا متداخلة فكيف في منطقة نحن بعيدون عنها لا نستطيع أن نحددها؟". وأردف:"المهم هو السلام وتحرير الأرض والاعتراف بلبنانية شبعا، وهذا ما أكدته القمة اللبنانية - السورية الأخيرة، والباقي سيأتي في حينه". وأضاف أن"لسورية موقفاً حالياً هو أن الترسيم يتم بعد جلاء القوات الإسرائيلية عن المزارع". وشكر سليمان لمركل وحكومتها"المساعدات المتعددة المجالات التي قدمتها ولا تزال إلى لبنان، ومساهمتها في القوات الدولية العاملة في جنوبه يونيفيل للحفاظ على الأمن والسلم، ودورها في إطلاق سراح اللبنانيين من السجون الإسرائيلية، ودعم الجيش اللبناني، واستعدادها أيضاً للمساعدة في تنفيذ الأعمال الإجرائية للانتخابات النيابية"التي ستجرى أواسط السنة المقبلة. وعن المحكمة الدولية قال:"لا نستطيع أن نستبق ما يمكن أن تصل إليه المحكمة التي نعتبرها قانونية وقضائية تمارس أعمالها في شكل متزن ومتوازن ومن دون أي علاقة بالشؤون السياسية، وهذا مقبول من كل الأطراف، وخصوصاً اللبناني". وعن تبادل السفراء مع سورية وأمن الحدود معها، قال سليمان إن تبادل السفراء سيتم قبل نهاية السنة،"وبالنسبة إلى الحدود شكلت لجان وسيبدأ الترسيم من الشمال وفي أي نقطة ضرورية". وكان رئيس الدولة الاتحادية هورسن كولر استقبل سليمان وعقيلته قبل الظهر في قصر"بل فو"واستعرض وأياه حرس الشرف على أنغام النشيدين اللبناني والألماني في حضور طلاب مدرّستين من أصل لبناني، وأجرى معه جولة من المحادثات شارك فيها السفير اللبناني. وسيلتقي سليمان اليوم وزراء الداخلية فولفغانغ شويبله والدفاع فرانتس يوزف يونغ والتعاون الاقتصادي والإنماء هايديماري فيتشوريك تسويل ويغادر برلين عائداً إلى لبنان. نشر في العدد: 16680 ت.م: 04-12-2008 ص: 12 ط: الرياض