سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القصف يتركز على أنفاق غزة والعدوان "بلا سقف زمني" وخلافات على الاجتياح البري ... والقمة الطارئة تعقد في القاهرة اذا حظيت بالتوافق . إسرائيل تستقبل بفتور إقتراح أوروبا "هدنة إنسانية"
اتسم رد إسرائيل الاولي على اقتراح أوروبي طرحته فرنسا لوقف النار في غزة لمدة 48 ساعة للسماح ب"هدنة إنسانية"هدفها إدخال مساعدات إلى القطاع، بالفتور، وواصلت طائراتها امس قصف غزة مركزة عملياتها على الأنفاق المنتشرة على امتداد الشريط الحدودي مع مصر، ما أدى إلى سقوط عشرة شهداء جدد. وعشية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة العدوان على غزة، قالت مصادر ديبلوماسية عربية في لندن ل"الحياة"إنه ليس معروفاً بعد مصير القمة العربية الطارئة التي دعت إليها سورية وقطر،"لكن يتوقع في حال الموافقة عليها أن تعقد في البلد المقر للجامعة العربية، أي في القاهرة، وليس في الدوحة كما ورد في الدعوة". وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف عندما سُئل عن الاقتراح الفرنسي:"نحن نريد أن نرى قوافل الدعم الإنساني تدخل قافلة بعد قافلة، ونحن مستعدون للعمل في شكل وثيق مع كل الأطراف الدولية المعنية لتسهيل هذا الهدف. لكن في الوقت نفسه، من المهم استمرار الضغط على حماس، لا منحها متنفساً من الوقت لإعادة تجميع صفوفها وتنظيمها". وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك باقتراح لوقف النار لمدة 48 ساعة. وناقش الرجلان الاقتراح مرتين عبر الهاتف. واجتمع مساء أمس رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وباراك لدرس الاقتراح قبل تصريحات ريغيف. وأعلن قصر الاليزيه أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيستقبل ليفني غدا. وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قال قبل ساعات من الاجتماع إن"الصيغة التي نعمل عليها تقوم على أساس ثلاث نقاط أساسية، الاولى وقف نار فوري، والثانية فتح المعابر بين غزة ومصر وبين غزة وإسرائيل، والثالثة الاستئناف الفوري للمساعدات الإنسانية". وأكدت ل"الحياة"مصادر قيادية في"حماس"إن الحركة لم تتسلم أي اقتراح خطي حتى مساء أمس، وليست لديها أي بنود مكتوبة لدرسها. وفي سياق موازٍ، اتصل الرئيس الأميركي جورج بوش بنظيريه المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس لمناقشة الوضع في غزة. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة إن عباس الذي تلقى الاتصال مساء أمس خلال تواجده في عمّان، حض بوش والإدارة الأميركية على"البحث عن حل سياسي سريع للوضع". وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل"الحياة"إن واشنطن على تواصل"مكثف"مع أطراف إقليمية ودولية سعياً إلى"الوصول إلى وقف إطلاق نار"ودعم السلطة الفلسطينية. وأقر بأن تجدد أعمال العنف"يؤخر عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وبدا أن الخطوط العريضة لأي اتفاق تهدئة، بحسب واشنطن، ستشمل شروطاً مسبقة والعودة إلى"الهدوء النسبي"، إلى جانب دعم حكومة عباس باعتبارها ممثلاً شرعياً للفلسطينيين. ميدانياً، واصلت إسرائيل منذ ساعات الصباح الأولى أمس قصف غزة بعشرات الصواريخ، مركزة عملياتها على الأنفاق المنتشرة على امتداد الشريط الحدودي مع مصر، ما أدى إلى سقوط عشرة شهداء، بينهم طفلتان. واقترب عدد الشهداء من 400، فيما بلغ عدد البنايات التي تعرضت للقصف العدد نفسه تقريباً. هذا بخلاف نحو ألفي جريح. في المقابل، لم توقف الغارات إطلاق الصواريخ على البلدات والمدن والمستوطنات اليهودية المحيطة بغزة. وقتل أحدها جندياً إسرائيلياً، فيما جرح آخر أحد قاطني سديروت. وبعد ساعات من إطلاق دفعة صواريخ على سديروت والمجدل عسقلان اشكلون واسدود، شنت إسرائيل أعنف غارة لها على مدينة غزة بعشر طائرات من طراز"اف 16"الأميركية الصنع، استهدفت مجمع الوزارات في غرب المدينة، ثم قصفت موقعين للتدريب يتبعان"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون. واستمرت تهديدات أركان الدولة العبرية أمس بمواصلة العدوان وتوسيع رقعته. لكن تقارير صحافية تحدثت عن صراعات داخل القيادة الإسرائيلية على خلفية أصوات ترتفع مقترحة وقف العدوان،"بعدما نفد بنك الأهداف لدى الطيران الحربي وبعد أن فقدت إسرائيل عنصر المباغتة". ودعا بعضهم إلى البحث عن مخرج سياسي يتيح لإسرائيل فرض تهدئة جديدة بشروطها. وأعلن أولمرت خلال إطلاعه أمس الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على آخر التطورات الميدانية في القطاع أن"العملية العسكرية في القطاع في أوجها... والآن تجري المرحلة الأولى من مجموع مراحل أقرتها الحكومة الأمنية المصغرة". وأصدر تعليماته إلى الجيش في ختام جلسة مشاورات مع وزيري الدفاع إيهود باراك والخارجية تسيبي ليفني وقادة الأجهزة الأمنية المختلفة، بمواصلة العمليات من دون تحديد وقت لإنهائها. ورغم إصدار الجيش بيانات رسمية تتحدث عن أن القوات البرية جاهزة للتوغل"عندما يختار المستوى السياسي التوقيت الملائم"، فإن"العملية البرية"التي تهدد إسرائيل بشنها ما زالت مثار جدل. وذكرت صحيفة"هآرتس"أن ثمة صراعات داخل القيادة الإسرائيلية في شأن مدة العملية وطبيعتها، ففي مقابل جهات أمنية تدعو إلى مواصلة الحرب على القطاع لثلاثة أو أربعة أسابيع، هناك من يقدر في وزارة الخارجية أن"الساعة الرملية السياسية ستوقف إسرائيل في وقت مبكر أكثر بكثير". نشر في العدد: 16707 ت.م: 31-12-2008 ص: الاولى ط: الرياض