دعا الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الى تنفيذ إجراءات تقشف، بينها تقليص الدعم المقدم للعمال وإدارة أكثر صرامة، لانتشال البلاد من ضائقة اقتصادية ساهم في تفاقمها هذه السنة ثلاثة أعاصير والأزمة المالية العالمية. وأعلن في اجتماع للجمعية الوطنية بمناسبة نهاية السنة، ان الحكومة ستخفض الرحلات الرسمية إلى الخارج بنسبة 50 في المئة، وتلغي البرامج التي تكافئ العمال المهرة برحلات مجانية في العطلات، والتي تكلف الحكومة 60 مليون دولار سنوياً. وأكد كاسترو ان"الحسابات غير منضبطة، وينبغي ان نتصرف بواقعية وأن نعدل أحلامنا وفق الإمكانات الحقيقية". ونفذ كاسترو إصلاحات شملت السماح ببيع أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخليوية للكوبيين، وبدخولهم فنادق ومتاجر كانت مخصصة فقط للأجانب. وأشار كاسترو الى الآثار الاقتصادية للأعاصير"غوستاف"و"آيك"و"بالوما"، التي سببت خسائر بنحو عشرة بلايين دولار، محذراً من ان أحداً لا يمكنه توقع مدى سوء المشاكل الاقتصادية العالمية. بدوره، أوضح وزير التخطيط والاقتصاد الكوبي خوسيه ليوس رودريغز أن الاقتصاد الكوبي حقق نمواً ب4.3 في المئة خلال عام 2008 على رغم الكوارث الطبيعية التي حلت في البلاد، فيما أعلنت وزارة السياحة أنها حطمت الرقم القياسي التاريخي للسياح في نهاية الأسبوع الجاري. واعتبر رودريغز هذا النمو مهماً في ظل الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، واصفاً الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها الجزيرة بسبب الأعاصير بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد، وفقاً لوكالة الأنباء الكوبية"إيه سي إن". وقدر رودريغز الخسائر الناتجة من هذه الكوارث ب9.2 بليون دولار، لافتاً إلى أن 22 في المئة فقط من المنازل المدمرة أعيد إصلاحها. وأشار إلى أن النمو الذي حققته بلاده هو أقل مما كان متوقعاً، بسبب"الدمار الكبير الذي سببته الأعاصير والحرب الاقتصادية التي تلوح في الأفق والزيادة الملحوظة على أسعار النفط والغذاء خلال الفترة الأطول من عام 2008". ووصف السنة المنصرمة بأنها من أصعب السنين التي عاشتها الجزيرة منذ بدء"المرحلة الخاصة"، أي منذ انطلاق الأزمة الاقتصادية بالتزامن مع سقوط الاتحاد السوفيايتي. ولفت إلى انه على رغم تدهور القطاع السياحي في أيلول سبتمبر وتشرين الأول أكتوبر الماضيين، شهد القطاع نمواً بلغت نسبته 8.9 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها عام 2007. ونقلت"اي سي ان"عن وزير السياحة مانويل ماريرو ان كوبا ستحطم في نهاية الأسبوع الجاري رقمها القياسي التاريخي لعدد السياح الوافدين إليها والذين تجاوزا 2.319 مليون. وتوقع أن يسجل القطاع السياحي نمواً بنسبة 8.8 في المئة في 2009. وضربت كوبا خلال السنة الحالية ثلاثة أعاصير مدمرة محملة بالأمطار ورياح بلغت سرعتها أكثر من 240 كيلومتراً في الساعة، مخلفة الكثير من الأضرار والسيول. واضطرت الجزيرة إلى إجلاء مئات آلاف السياح غالبيتهم من الكنديين والبريطانيين والإيطاليين والأسبان. نشر في العدد: 16705 ت.م: 29-12-2008 ص: 23 ط: الرياض