نفذت وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية بأجهزتها المتعددة، عملية أمنية كبيرة مفاجئة في منطقة بريتال ومحيطها في البقاع الأوسط أمس، بحثاً عن مطلوبين بجرائم متعددة بينها السرقة والاتجار بالسلاح والمخدرات. واستخدمت في العملية التي بدأت فجراً، الطوافات العسكرية. واسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين اقتيدوا الى ثكنة ابلح للتحقيق، وضبط عدد من السيارات المسروقة والعملات والاوراق الثبوتية المزورة، وذلك من دون وقوع اشتباكات مسلحة. وأفادت مصادر أمنية"الحياة"بأن العملية بدأتها وحدات من الجيش عند الثالثة فجر أمس، انضمت اليها لاحقاً وحدات من الأجهزة المختلفة لقوى الامن الداخلي من استقصاء ومباحث ومكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية، نظراً لمعرفة هذه الوحدات الاخيرة بسجلات المطلوبين. وعن توقيت العملية، أوضحت المصادر نفسها أن"الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، فوجود المطلوبين في هذه المنطقة وتزايد معدلات عمليات سرقة السيارات والسطو والاتجار بالمخدرات في الاسابيع الاخيرة في شكل خاص، باتا يشكلان احراجاً للجميع، الدولة والاهالي والقوى المختلفة، كما أنه كان يساهم في تزايد الاشكالات الأمنية في المنطقة ومحيطها والتي كانت تبدأ في شكل فردي ثم تمتد الى داخل العائلة الواحدة او تتخذ طابعاً عشائرياً". ونقلت ارتياح الأهالي والقوى السياسية على اختلافها للعملية، مشددة على أن"أهمية العملية تكمن في أنها ستؤدي الى كسر الحاجز النفسي الذي صار راسخاً عند اللبنانيين بأن هناك مناطق عصية على الدولة واجهزتها الأمنية". وأضافت المصادر أن عناصر الجيش والقوى الأمنية طاردوا المطلوبين الذين لجأ بعضهم الى الجرد، واعتقلوا عدداً منهم، كما صادروا سيارات وأسلحة وذخيرة ومخدرات واوراق ثبوتية مزورة والآت تستخدم للتزوير وعملات مزورة. كما أعلنت أنه"لم تحصل اشتباكات مسلحة، على اعتبار ان العملية جرت فجأة وبسرية تامة، وفاجأ الجيش المطلوبين في منازلهم، ولم يكونوا يتوقعون ذلك في موسم الاعياد". وكانت عشرات الاليات العسكرية والدبابات والمصفحات من فوج التدخل الاول والمغاوير ووحدات متعددة من قوى الأمن احكمت سيطرتها على بلدة بريتال بعدما طوقتها، فأقفلت جميع الطرق الترابية والفرعية من والى البلدة في اتجاه الطيبة شمالا وحورتعلا جنوباً والطرقات المؤدية الى الجرد في منطقة الشقرا، وكذلك المعابر والمنافذ المؤدية الى الطريق الدولي بعدما اقامت حواجز ثابتة ومتنقلة ونقاط تفتيش على الطرق. واخضع اي تحرك راجل او سيار الى تفتيش دقيق. وأصدرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بياناً أوضحت فيه تفاصيل العملية، وجاء فيه:"نتيجة للمتابعة والتقصي، وتوافر معلومات عن لجوء بعض المطلوبين للعدالة بجرائم مختلفة، بما فيها القتل وسرقة السيارات وتجارة الأسلحة والمخدرات، إلى بلدة بريتال، قامت وحدات الجيش المنتشرة في منطقة البقاع الشمالي، بمشاركة طوافات عسكرية، بعملية مداهمة واسعة لأماكن وجود المطلوبين". وأكد البيان"توقيف عدد من المطلوبين ومصادرة سيارات مسروقة وأسلحة وذخائر ووثائق ثبوتية مزورة وممنوعات اخرى، وتجري مطاردة الفارين في جرود البلدة"، معلناً أنه"بوشر التحقيق مع الموقوفين تمهيداً لإحالتهم مع المضبوطات إلى القضاء المختص". وكشف البيان أن العملية"لاقت ارتياحاً واسعاً لدى أهالي بلدة بريتال الذين شكروا الجيش على جهوده وطالبوا باستمرار وجوده في بلدتهم"، مضيفاً أن"قيادة الجيش تؤكد بدورها الحرص على أمن المواطنين وسلامة أرزاقهم، وتذكّر بأنها لن تتهاون في ملاحقة المخلين بالأمن والمتطاولين على الاستقرار العام في البلاد". نشر في العدد: 16701 ت.م: 25-12-2008 ص: 11 ط: الرياض