قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ان عصر الغاز الرخيص انتهى وان تكاليف تطوير حقول الغاز ترتفع بسرعة، ما يعني ان أسعار الغاز، على رغم أزمة المال العالمية، لا بد من أن ترتفع. وكان بوتين يتحدث أمام تجمع لوزراء اكبر الدول المصدرة للغاز في العالم، التقوا في اجتماع يرأسه. وتستضيف موسكو منتدى للدول الأعضاء المصدرة للغاز، ويضم 16 دولة، من بينها روسياوإيرانوقطر والجزائر وفنزويلا وروسيا ونيجيريا. وصرح بأن روسيا اقترحت جعل مدينة سانت بطرسبورغ مقراً لمنظمة البلدان المصدرة للغاز، ومنحه صفة ديبلوماسية، وتتحمل هي جميع نفقات وجوده وعمله في المدينة. وأكد الوزراء المجتمعون انهم لا يسعون إلى رفع أسعار الغاز، بل إلى مزيد من الدرس المشترك بحسب قول وزير النفط النيجيري اودين اغوموجوبيا، الذي شدد على الفارق الكبير بين النفط والغاز، إذ هناك سعر دولي واحد للنفط، بينما تتعدد أسعار الغاز. وأكد النائب الأول لرئيس شركة"غازبروم"الروسية الكسندر ميدفيديف، أن منتدى البلدان المصدرة للغاز ليس على غرار منظمة"أوبك". وأشار على هامش اللقاء الوزاري للمنتدى الذي عقد في موسكو، الى أن إنشاء هذا المنتدى غير مرتبط بأسعار الغاز بأي شكل. وأضاف أن أسعار الغاز تتحدد بقوانينها وقواعدها الخاصة. وأعلن مسؤولون روس أن مقر المنظمة الجديدة سيكون في مدينة سانت بطرسبرغ، ثاني اكبر المدن الروسية، وينتظر توقيع ميثاق يمكّن المنتدى من العمل في شكل رسمي. وتخشى الدول المستوردة للغاز، منها دول الاتحاد الأوروبي، من سعي المنظمة الجديدة إلى السيطرة على الأسعار مثل"أوبك". إلا أن الخبراء يجمعون على صعوبات فنية تجعل الأمر غير وارد حالياً. وكانت شركة"غازبروم"الروسية، اكبر شركات الغاز في العالم، وقعت في العام الحالي، اتفاقاً للتعاون مع إيرانوقطر لتنسيق سياسات التسويق بين الدول الثلاث التي تملك اكبر احتياط غاز في العالم. ونظراً إلى أن روسيا، أكبر منتج للنفط خارج"أوبك"، أعلنت أخيراً أنها تدرس مختلف البدائل للحفاظ على مصالحها، ومنها الانضمام إلى"أوبك". الى ذلك، أقترح نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والطاقة القطري عبدالله بن حمد العطية أن يكون مقر منتدى البلدان المصدرة للغاز في الدوحة، وأكد أن قطر تنوي زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال خلال السنتين المقبلتين الى 7.8 مليون طن. وقال العطية في اللقاء الوزاري لمنتدى البلدان المصدرة للغاز، إن بلاده تعتزم زيادة إنتاج الغاز من أجل تلبية الطلب المتنامي. وأضاف أن قطر تمتلك في الوقت الحاضر 56 ناقلة غاز مسال. ورأى أنه"يجدر درس اقتراح قطر، لأن الدوحة يمكن أن تكون خير مكان للمقر".