دعت أنقرة حركة"حماس"وإسرائيل إلى الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة. وأكدت مصادر تركية مطلعة ل"الحياة"أن مسار المفاوضات الإسرائيلي - السوري يسير في شكل جيد وأنه"حقق تطورات مهمة"، لكنها حذرت من ضياع"فرصة حقيقية"تراها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان محادثات مهمة مع نظيره الإسرائيلي إيهود أولمرت في أنقرة استمرت أكثر من خمس ساعات تناولت المفاوضات الإسرائيلية - السورية، ومسار التهدئة مع غزة. وكانت أنقرة سعت إلى الحصول على ضمانات من أولمرت بالتزام خلفه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية بما يتوصل إليه مع السوريين. وهي تعتقد أن تسيبي ليفني أو إيهود باراك سيتابعان المفاوضات من حيث سيتركها أولمرت، وأن هناك"شبه إجماع"بين الأطراف المعنية على ضرورة الانتهاء من مرحلة المفاوضات غير المباشرة والانتقال إلى التفاوض المباشر قبل أن يترك أولمرت السلطة، خصوصاً أن تصريحاته والرئيس السوري بشار الأسد تصب في هذا الاتجاه وتشير إلى أن الانتقال إلى تلك المرحلة بات قريباً. وطالب أردوغان أولمرت خلال عشاء عمل، بتجنب التصعيد العسكري في غزة. وأكد ضرورة رفع الحصار عن القطاع وضرورة التأني وعدم التسرع في اتخاذ القرار والحفاظ على التهدئة، بناء على طلب من رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة إسماعيل هنية في اتصال هاتفي أجراه معه قبل لقائه أولمرت بساعتين. وذكرت المصادر التركية ل"الحياة"أن مسار التفاوض السوري مع إسرائيل"يسير في شكل جيد يمكن معه دخول لبنان على خط التفاوض أيضاً، لكن مسار التفاوض مع الفلسطينيين بطيء للغاية بسبب حال الانقسام الفلسطيني"، علماً بأن أنقرة تشدد على توازي مسارات المفاوضات الجارية حالياً. وسعت خلال الأسبوعين الماضيين إلى دعم جهود فلسطينية وعربية لإعادة الحوار بين حركتي"فتح"و"حماس". وتعتقد تركيا بأن انفجار الأوضاع عسكرياً في غزة قد يعيق كل مفاوضات السلام لأن انشغال الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بأي عملية عسكرية إسرائيلية في غزة سينعكس سلباً أو على الأقل سيبطئ من سير المفاوضات السورية،"وهذا لا يخدم عملية السلام في المنطقة، لكنه قد يخدم مصالح بعض الأطراف الإسرائيلية المتطرفة أو جهات إقليمية تسعى إلى إبقاء الأمر على ما هو عليه في المنطقة لأطول فترة ممكنة". وترى كذلك أن هناك"فرصة حقيقية للسلام في المنطقة مع وصول الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، وأن على دول المنطقة أن تعمل على تمهيد الوضع في المنطقة وتهيئته من أجل دفع أوباما للتدخل، اما استمرار الانقسام الفلسطيني وانفجار الوضع الأمني في غزة، فهي أمور قد تدفع أوباما إلى إرجاء تناول ملف الشرق الأوسط، وتضيع بذلك فرصة تاريخية حسب وصف المسؤولين الأتراك".