قال مسؤولون إن الشرطة الإيطالية شنت الثلثاء سلسلة من عمليات الدهم استهدفت شخصيات بارزة في"مافيا"باليرمو، في محاولة لإحباط محاولات قادتها إعادة تنظيم صفوفهم، بعد سنوات عدة بدوا خلالها وكأنهم يفتقدون الى قيادة. وانتشر اكثر من 1200 عنصر من الشرطة العسكرية، مزودين نحو مئة مذكرة توقيف، في المدينة وضواحيها، بحثاً عن أعضاء في عدد من العائلات القيادية في المافيا. والعملية التي أطلق عليها اسم"بيرسوس"تيمنا بالبطل الأسطوري الذي قطع رأس ميدوسا، كانت إحدى اكبر العمليات ضد المافيا في السنوات الأخيرة، وشملت استخدام طوافات وكلاب مدربة. ولم يتضح في نهاية اليوم عدد المتهمين الذين اعتقلوا، على رغم ان العشرات من المتهمين المقيدة أيديهم، ظهروا في النشرات الإخبارية على التلفزيون خلال نقلهم الى السجن. وأفادت الشرطة بأن بين المعتقلين الثلثاء، أفراداً يشتبه بأنهم قادة تسع عائلات تنتمي الى المافيا، او"كوزا نوسترا"، إضافة الى زعماء جريمة منظمة آخرين، وجميعهم من منطقة باليرمو. وأشارت الشرطة الى ان بعض المتهمين لا يزالون هاربين. وبعد ساعات على اعتقاله، اقدم غايتانو لو بريستي احد زعماء المافيا في باليرمو، على الانتحار شنقاً في زنزانته. وتتوج عمليات التوقيف تسعة اشهر من التحقيق الذي قام به مدعون مناهضون للمافيا في باليرمو. وتشمل الاتهامات الارتباط بالمافيا، والابتزاز وتهريب السلاح والمخدرات. وقال كبير المدعين المناهضين المافيا في ايطاليا بييترو غراسو ان أدلة من شرائط وإخباريات من مخبرين في الأشهر الأخيرة، أوحت بأن أبرز مسؤولي الجريمة المنظمة من منطقة باليرمو كانوا يخططون لإقامة مجلس قادة من العائلات التي تمارس الجريمة في المدينة، بهدف تحقيق تنسيق افضل لنشاطاتهم. وأضاف المدعي ان عملية الثلثاء"قضت على منظمة مسيطرة أرادت ان تمنح المافيا توجهاً استراتيجيا". وكان سالفاتوري"توتو"ريينا الذي اعتُبر"زعيم زعماء"المافيا حتى اعتقاله في عام 1993، ترأس مجلساً مماثلاً أطلق عليه اسم"كوبولا". وقال محققون ان المجموعة تبنت استراتيجية مهاجمة السلطات، ما أدى الى مقتل كبيري المدعين المناهضين للمافيا مثل جيوفاني فالكوني وباولو بورسولينو، في شكل متلاحق عام 1992. وقال غراسو:"لا نعلم ماذا كانوا يخططون"هذه المرة، لكن المحققين يشتبهون بأن الأمر كان ضخماً. وتعتبر هذه الحملة الأكثر أهمية ضد المافيا منذ عام 2006، حين اعتقل عدد من كبار قادتها، بينهم برناردو بروفنسانو الذي خلف ريينا، في صقلية خلال اشهر. وقال غراسو:"اذا كانت تلك العملية أقعدت المافيا، فإن عملية بيرسوس ضمنت الا تقوم لها قائمة بعد الآن". ورحب بالعملية السناتور المعارض جيوسيبي لوميا، وهو عضو في لجنة مكافحة المافيا في البرلمان. وقال:"لمرة، تحركنا قبل ان تنفذ كوزا نوسترا خططها التدميرية". لكن لوميا قال إن إيطاليا لا تزال تحتاج الى القيام بالمزيد، لإغلاق شركات تديرها المافيا ولقطع العلاقات بين المجرمين والسياسيين". نشر في العدد: 16694 ت.م: 18-12-2008 ص: 14 ط: الرياض