اعلنت السلطات الاميركية وضع الصناديق الاستثمارية التي يتولى ادارتها برنار مادوف قيد التصفية أول من أمس، بعد اعتقاله الخميس الماضي، إثر كشف عملية احتيال ب50 بليون دولار، واتهم انه كان يدفع الفوائد المستحقة لزبائنه القدامى من رأس المال الذي أمنه من الزبائن الجدد. وتتابع إعلان المزيد من البنوك وصناديق الاستثمار في أنحاء العالم عن استثمارات ببلايين الدولارات خسرتها في شركات يسيطر عليها برنارد مادوف 70 عاماً، وهو رئيس سابق لبورصة"ناسداك"الأميركية. وأصبح مصرف"اتش اس بي سي"البريطاني أحدث بنك ينضم الى القائمة المتنامية، وأعلن ان لديه مراكز معرّضة ببليون دولار ما يجعله من أكبر ضحايا الاحتيال المزعوم. وأفادت"رويال بنك اوف سكوتلاند"ومجموعة"مان"في بريطانيا وپ"نومورا هولدنغز"اليابانية وبنك"ناتكسس"الفرنسي انها كانت ضحية شركات ترتبط بپ"مجموعة برنارد مادوف انفستمنت سكيوريتيز"، وهي شركته للاستشارات الاستثمارية. وأفادت"صحيفة وول ستريت جورنال"نقلاً عن وثائق لهيئة السوق أن"ووندركايند فاونديشن"، وهي مؤسسة خيرية أسسها المخرج السينمائي الأميركي الحائز جائزة أوسكار، ستيفن سبيلبرغ، استثمرت جانباً كبيراً من أصولها مع مادوف، الذي كانت شركته ساهمت بنحو 70 في المئة من دخل الفائدة والتوزيعات النقدية لهذه الجمعية الخيرية عام 2006. وأعلنت"مؤسسة حماية المستثمر"أن"حجم عمليات الاحتيال المشبوهة ووضع الحسابات في الشركة، يجعلان هذا الملف ذا صعوبة بالغة". وأفاد اثنان من كبار موظفي شركة الوساطة المالية في التحقيقات، أن مادوف كان يدير شركة استشارية منفصلة في طابق مستقل من مقر الشركة الاستثمارية، ويحيط أعمالها بالسرية المطلقة. وبيّنت وثيقة أعدها مادوف مع"هيئة الأوراق المالية"هذا العام ، أن نشاطاته الاستشارية تخدم ما بين 11 و15 عميلاً، ولها أصول تقدر بنحو 17 بليون دولار. لكنه أقر الأربعاء الماضي لكبار الموظفين بأن الأعمال الاستشارية مزوّرة، وأنه"انتهى"ولم يعد" يملك شيئاً على الإطلاق"وأن"الأمر مجرد كذبة كبيرة". ويواجه مادوف حالياً احتمال الحكم عليه، إذا دين بالعقوبة القصوى المقدرة بالسجن لمدة 20 عاماً، إضافة إلى غرامة مقدارها 5 ملايين دولار. إلى ذلك، افاد تقرير إسرائيلي ان 600 مليون دولار على الأقل من أموال جمعيات خيرية يهودية تبخرت جراء فضيحة الاختلاس المرتبطة بمؤسسة برنار مادوف. وأعلنت صحيفة"جيروزاليم بوست"ان خسائر الجمعيات اليهودية في الولاياتالمتحدة جراء هذه الفضيحة قد تصل الى 1.5 بليون دولار، إضافة إلى بلايين الدولارات التي خسرها أفراد وعائلات مستثمرين يعتبرون من بين المتبرعين الأساسيين للمدارس والكنيس والجمعيات الخيرية اليهودية.