سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأكراد ينددون والحكومة العراقية تعتبره "تصرفاً همجياً مشيناً" والتلفزيون الكويتي يتجاهل "اللقطة الحذائية" تضامن واسع مع الصحافي الزيدي ومطالبة بإطلاقه
توالت ردود الفعل على حادث رشق الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس جورج بوش بحذائه خلال مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس، وجاء معظمها مؤيداً ومتضامناً مع الصحافي والمطالبة بإطلاقه، فيما تظاهر انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدن عراقية تضامناً مع الصحافي وتنديداً بزيارة بوش للعراق. وأصدرت قناة"البغدادية"التي يعمل الزيدي في مكتبها في بغداد وتبث برامجها من مصر، بياناً طالبت فيه السلطات العراقية بإطلاق مراسلها. واوضح البيان الذي بثته القناة ان"مجلس ادارة قناة البغدادية يطالب السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن منتسبها منتظر الزيدي تماشيا مع الديموقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الاميركية العراقيين بها". واضاف ان"اي اجراء يتخذ ضد منتظر انما يذكّر بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري وما اعتراه من اعمال عنف واعتقال عشوائي ومقابر جماعية ومصادرة للحريات الخاصة والعامة". وفي العراق، وبدعوة من التيار الصدري، خرجت تظاهرات في بعض المدن، كبغدادوالبصرة والنجف، تضامناً مع الصحافي الزيدي وتنديداً بزيارة الرئيس جورج بوش الى العراق. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالعربية والانكليزية"اخرج يا بوش، نطالب بإطلاق منتظر الزيدي الذي عمل بمبدأ الديموقراطية"و"نطالب الحكومة العراقية بالحفاظ على حياة الزيدي الذي عبّر عن ارادة العراق بموقفه العظيم امام كبير الشرّ بوش". وقال حازم الأعرجي القيادي البارز في التيار الصدري الذي شارك بالتظاهرة في النجف 260 كلم جنوببغداد"نتظاهر اليوم لنعلن رفضنا واستنكارنا لزيارة كبير الشرّ بوش الى العراق". وأضاف"كما انطلقت تظاهرات في المدن العراقية كافة احتجاجا على زيارة بوش وللمطالبة بإطلاق الصحافي الزيدي". واضاف ان"مكتب الصدر سيشكل لجنة قانونية لمتابعة قضيته". وفي البصرة، تظاهر المئات من أنصار التيار الصدري احتجاجا على الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي الى العراق. الى ذلك، اعلن شيوخ ووجهاء عشائر في كركوك وديالى تضامنهم مع الصحافي الزيدي وطالبوا بالإفراج عنه. وناشد رئيس عشيرة العبيد في مدينة كركوك الشيخ وصفي العاصي في تصريح الى"الحياة"السلطات العراقية بإطلاق منتظر الزيدي"مشيرا الى ان"تصرف الزيدي ناجم عن حرية التعبير التي يتمتع بها العراقيون في ظل النظام السياسي الجديد"، ودعا الى"تنفيذ بنود الاتفاق الامني الخاص بصلاحيات القضاء العراقي في التحقيقات الخاصة وإعفاء الجانب الاميركي من التحقيق مع الزيدي". وفي ديالى طالب وجهاء عشيرة الزيدي والمجمع وعشيرة الرفاعي التي ينتمي إليها المعتقل بإطلاق الزيدي. وحذر الشيخ سامي الرفاعي في تصريح الى"الحياة"من ردة فعل شعبية عارمة في حال رفض السلطات العراقية مطالب العشائر. كما اكد الشيخ عبدالهادي المجمعي مطالبة عشيرته"بإطلاق الزيدي تماشيا مع الديموقراطية وحرية التعبير". وفي القاهرة، أصدرت صحيفة"الاسبوع"الاسبوعية المستقلة بياناً أمس أعلنت فيه"التضامن التام مع الصحافي العراقي الذي عبّر عن رفضه للاحتلال الاميركي لبلاده"، ودعت الى إطلاقه فورا. "عراقي وطني"خطط لرشق بوش بالحذاء منذ اشهر بغداد - أ ف ب، رويترز - أكد أحد العاملين في قناة"البغدادية"الاثنين ان زميله الصحافي منتظر الزيدي، الذي رشق الرئيس جورج بوش بحذائه"وطني متشدد"كان يخطط منذ أشهر لفعلته التي دانتها الحكومة العراقية. وقال جهاد الربيعي إن"الأمر متوقع من منتظر، اذ انه وطني متشدد جداً في ما يتعلق بالعراق". وأضاف ان"التصرف الذي بدر من منتظر شخصي يعبّر عن نفسه فقط وليس عن توجه القناة". وشدد على ان"القناة، التي لديها مقر في مصر، مستقلة ولا ترتبط بأي حزب". وقال مصدر في القناة إن"منتظر كان يعمل لقناة"الديار"المحلية سابقاً، وقبلها في عدد من الصحف المحلية، وهو شيوعي يساري في ميوله السياسية ومناهض للاميركيين والقوات الاميركية ومتشدد في معارضته للرئيس الاميركي". وأضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه"ان منتظر توعد قبل حوالي سبعة اشهر أمام عدد من الصحافيين بأن يلقي حذاءه على رأس بوش اذا سنحت له الفرصة بحضور مؤتمر للرئيس الاميركي إلا أن الآخرين اعتبروه مجرد كلام ليس أكثر". وقال عدي الزيدي، الأخ الأكبر لمنتظر 32 عاما:"الحمد لله اثلج منتظر صدور العراقيين والثكالى واليتامى. ما فعله يتمنى ملايين العراقيين وفي العالم ان يفعلوا مثله". وأضاف:"الحمد لله، جاءته الجرأة في أن يأخذ حق العراقيين من الذين دمروا البلد وأحرقوه وقتلوا أبناءه. منتظر كان دائما يقول إن أكثر من خمسة ملايين تيتموا بسبب بوش وأعوانه". وتابع:"رفع رأسنا ورؤوس العراقيين الذين اتهموا بأنهم استقبلوا الاميركيين بالورود. وهذا أكبر دليل للعالم كله على أننا غير راضين عن الاحتلال وقوانينه". وناشد عدي الحكومة اطلاق شقيقه. وقال ضرغام، الشقيق الآخر لمنتظر متحدثاً من منزل شقيقه في شارع الرشيد وسط بغداد إن"منتظر عصبي المزاج، خصوصاً عند وقوع أعمال عنف ومقتل عراقيين، لكنه يهدأ بسرعة". وأضاف:"نحن كأسرة نكره الاحتلال بكل أشكاله، ومنتظر يحمل الفكر ذاته، فهو يكره الاميركيين المحتلين ويعتبر ان بوش دمر العراق وقتل العراقيين". وبدا منزل الصحافي متواضعاً وقد وضع في غرفة نومه صورة للثائر الارجنتيني تشي غيفارا. من جانبها، اكدت والدته من خلف الستار ان"منتظر كان يتمنى أن يضرب بوش بالحذاء وفعلاً حقق ما كان يحلم به". واعتبر ضرغام الذي اعتقله في كانون الثاني يناير 2008 الجيش الاميركي لمدة 15 يوما للاشتباه بارتباطه بجماعات ارهابية، ما قام به شقيقه"بطولة أعادت لكل عراقي تعرض للإهانة من قوات الاحتلال، كرامته". وأكد ان"أخي مستقل ولا يرتبط بأي حزب على رغم اتهامه بكونه شيوعي او مرتبط بتيارات دينية". وغطى منتظر الزيدي احداثاً محلية كمعارك مدينة الصدر ويعمل احياناً في تغطية اخبار سياسية. وعلق الرئيس جورج بوش على رشقه بالحذاء بروح الفكاهة على الحادث، واصفاً هذا الحادث بأنه"الأكثر غرابة"خلال عهده الرئاسي. وقال بوش ممازحاً:"لا أعرف ما قاله الرجل، لكنني رأيت حذاءه". وأضاف هازئا:"هذا لا يزعجني. ان اردتم وقائع، فسأقول لكم ان قياس الحذاء كان 44"، وأضاف:"لا ادري اي قضية كان يدافع عنها، لكنني لم أشعر بأي خطر". وسارع عناصر الامن الاميركيين والعراقيين الى سحب الصحافي الذي كان يصرخ بأعلى صوته، فيما ابتسم بوش قائلاً:"قام بذلك من أجل لفت الانتباه اليه. هذا الأمر لم يقلقني ولم يزعجني. اعتقد بأن هذا الشخص أراد ان يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه. لم اشعر بأي تهديد". وتعرض الزيدي للخطف في تشرين الثاني نوفمبر 2007 لمدة اسبوع. وكان نقيب الصحافيين المصريين والامين العام لاتحاد الصحافيين العرب مكرم محمد أحمد اعتبر ان ما أقدم عليه الزيدي"عمل غير لائق بصحافي". وأضاف أن هذا العمل لا يبرر على رغم ذلك تعريض الصحافي العراقي لأي تهديد في بدنه أو عمله. وكان حمدين صباحي، رئيس تحرير صحيفة"الكرامة"وعضو مجلس الشعب ووكيل مؤسسي"حزب الكرامة العربية"تحت التأسيس اعتبر ما فعله الزيدي"لا غبار عليه لأنه عبّر عما يعتمل في نفوس العرب جميعاً". وقال رئيس تحرير صحيفة"الاسبوع"مصطفى بكري إن"ما حدث لبوش أقل مما كان واجباً"بعد اعتراف الرئيس الاميركي بأنه قرر غزو العراق بناء على معلومات مخابراتية قال إنه ثبت عدم صحتها. وفي عمّان، اعلن الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين المحامي خليل الدليمي ان نحو 200 محام عربي واجنبي ابدوا استعدادهم للدفاع عن الصحافي العراقي الذي رشق الرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه. وقال الدليمي إن"العمل يجري على قدم وساق من اجل انشاء هيئة دولية للدفاع عن الصحافي العراقي منتظر الزيدي. وأبدى حتى الآن حوالي 200 محامي عراقي وعربي واجنبي بينهم اميركيون استعدادهم للدفاع عن هذا الصحافي من دون اية اتعاب". واوضح الدليمي ان"هذا اقل ما يمكن فعله لرئيس دولة طاغية اجرم بحق العراق والعراقيين وتسبب بمقتل حوالي مليوني انسان بريء في العراق وافغانستان واماكن اخرى من العالم". وطالب الدليمي من الولاياتالمتحدة"العمل على إطلاق الزيدي لأنها البلد الذي لا يزال يحتل العراق والطرف الحاكم الفعلي في البلد الذي فقد سيادته". ومن جانبه، اكد علي القيسي، رئيس جمعية ضحايا سجون الاحتلال الاميركي في العراق، انه"لطالما استخدم الاميركيون الاحذية ضد العراقيين لإهانتهم وكان هذا امرا طبيعيا بالنسبة لهم". وطالب ب"الافراج عن الصحافي العراقي". ومن جهتها، كتبت صحيفة"الغد"الاردنية المستقلة في مقالها الافتتاحي انها"قبلة وداع ولا احلى طبعها منتظر الزيدي بحذائيه على وجنتي بوش ولو لم تصبهما". واضافت:"بمثل هذه القبلة يكون وداع القتلة وبمثل هذا الوداع يليق لهذا الصحافي اليساري ان يزهو حتى لو اعتقله رموز الاحتلال الاميركي في العراق وحتى لو اودعوه، كما يفعلون بشعبه في غياهب السجون". وفي طرابلس، قررت عائشة، ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيسة جمعية"واعتصموا"للأعمال الخيرية، منح وسام الشجاعة للصحافي العراقي. وقالت الجمعية في بيان لها"إن الصحافي منتظر الزيدي قال من خلال ذلك صراحة: لا لانتهاك حقوق الإنسان وعبّر عن موقفه بقذف حذائه على وجه الرئيس جورج بوش". واضافت ان ما قام به الصحافي يعد"انتصارا لحقوق الإنسان على المستوى العالمي". وطالبت الحكومة العراقية بمنح الصحافي"وسام الوفاء والشجاعة على هذا الموقف الشجاع". واصدر المركز الوطني للاعلام التابع لامانة مجلس الوزراء العراقية بيانا دان فيه"اعتداء الصحافي على بوش". وافاد البيان ان"منتسب احدى الفضائيات قام بتصرف همجي مشين لا يمت الى الصحافة بصلة اثناء المؤتمر الصحافي المشترك وذلك بأن حاول الاعتداء على الرئيس الضيف". واضاف"اننا في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل المشين نطالب الجهة التي ينتمي إليها هذا الشخص بتقديم اعتذار معلن عن هذا العمل الذي اساء الى سمعة الصحافيين العراقيين والصحافة بشكل عام قبل ان يسيء الى المؤسسة التي يعمل لصالحها، والذي كان موضع ادانة من زملائه الحاضرين". وقال مسؤول في مكتب رئيس الحكومة طلب عدم ذكر اسمه"لم يتخذ حتى الآن اي اجراء رسمي ضد الزيدي". كما دان نقيب صحافيي كردستان فرهاد عوني تصرف الصحافي الزيدي ووصفه بأنه تصرف غير اخلاقي. وقال عوني في تصريحات صحافية"نحن في نقابة صحافيي كردستان ندين الاعتداء و نعتبره بعيدا عن أخلاق ومهنة الصحافة، وهو عمل غير حضاري". وتجاهل تلفزيون الكويت الحكومي خبر رشق الصحافي العراقي الرئيس الأميركي بحذائه. وخلافاً لكل تلفزيونات العالم تقريباً لم تظهر اللقطة"الحذائية"في أي من نشرات الأخبار الرسمية الكويتية. وعلمت"الحياة"أن بعض معدي البرامج الحوارية والسياسية أبلغوا أنه ليس بوسعهم بث هذه اللقطة ضمن هذه البرامج في أي من القنوات التابعة لوزارة الإعلام، أما محطات التلفزيون الكويتية الخاصة فبثّت الخبر اعتيادياً. نشر في العدد: 16692 ت.م: 16-12-2008 ص: 8 ط: الرياض