تضاربت ردود الفعل في العراق حول واقعة رشق الصحفي منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد أمس الاول الاحد. فقد أشادت وكالة "الأخبار" العراقية امس الاثنين بالزيدي قائلة: إنها تحيي الصحفي وقناة "البغدادية" التي يعمل بها على "موقفه الشجاع الذي رفع رأس الصحفيين العراقيين وافهم المجرم بوش ان تقديره لدى شعب العراق ليس اكثر من حذاء وان كان زميلنا العزيز منتظر رماه بحذائين وليس بحذاء واحد". كما أشادت "هيئة علماء المسلمين" أكبر منظمة سنية في العراق ب"الموقف الوطني الشجاع للصحفي منتظر الزيدي في رشقه رئيس الادارة الامريكي بوش بحذائه امام جمهرة من الصحفيين". من ناحية أخرى، استنكر زياد العجيلي مدير "مرصد الحريات الصحفية" في العراق تصرف الزيدي واعتبره "غير مهني وبعياد عن الروح الصحفية"، مبينا أن سلوك الصحفي في حياته الخاصة لا ينبغي أن ينعكس على حياته المهنية. وقال المحامي العراقي المخضرم طارق حرب إن "العقوبة القصوى التي قد يواجهها الصحفي .. هي الحبس لمدة سبع سنوات ونصف اذا كيفت على انها جريمة شروع بالاعتداء على رئيس دولة اجنبية وفق المادة 223". واتصلت "الرياض" بالمحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن معتقلي العراق ومحامي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حيث أوضح ل "الرياض" أن هيئة الدفاع والاسناد المشكلة من 100محامي عراقي وعربي وأجنبي عقدت اجتماعها في عمان وانضم لها عدد من المحامين ليصل عددهم إلى 270محاميا عربيا وأجنبيا متطوعين للدفاع عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي. وأضاف الدليمي أنه لا يوجد أي وجه قانوني لاعتقال الصحفي الزيدي لأن بلده محتل والرئيس "بوش" أتى إلى بغداد من باب قائد حملة غزو وزيارته سواء كانت معلنة أو غير معلنة فهو لا يمثل ضيفاً مرحباً به، ومن حق أي مواطن عراقي أن يدافع عن نفسه ويهاجمه بكافة الوسائل ومنها "أحذية منتظر الزيدي". وحول كيفية اعتقال ومصير الصحفي منتظر الزيدي أفاد الدليمي ل "الرياض" أن الزيدي معتقل في المنطقة الخضراء ببغداد ويتعرض إلى ابشع وسائل التعذيب والتنكيل، من قبل "كلاب بوش السائبة" حسب وصفه. من جهة أخرى طالب صحفيون أردنيون الحكومة العراقية أمس باطلاق سراح منتظر الزيدي. وشدد عشرات الصحفيين في مذكرة سلموها للسفير العراقي في عمان سعد جاسم الحياني على عدم المساس "بالزيدي" وأعلنوا تضامنهم المطلق مع الصحافي الزيدي، الذي عبر عن انفة وكبرياء العراق العظيم وشعبه العريق، عندما ودع الرئيس الأمريكي جورج بوش بما يستحق". وقالوا: "نطالب باخلاء سبيله فوراً". ووصفوا ما فعله الزيدي بأنه: "يمثل احتجاجاً واضحاً وصريحاً على سياسة الاحتلال الأمريكي في العراق، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من مليون عراقي وجرح وتشريد الملايين وأسر مئات الألوف من العراقيين الأبرياء وتدمير العراق الذي يمثل الحضارة والإنسانية". من جهة اخرى تناقل الصحافيون الفلسطينيون صباح أمس الاثنين رسائل فكاهية عبر الهواتف النقالة تتناول الحادث. وجاء في احدى الرسائل التي أرسلت عبر الهاتف النقال "الرئيس بوش يطلب من الرئيس عباس والصحافيين المرافقين له الحضور الى البيت الابيض يوم الجمعة بدون احذية". ومن بين هذه الرسائل واحدة تقول "مرسوم رئاسي يلزم الصحافيين خلع احذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسمية". ايضا لم تكن حادثة قذف الرئيس الامريكي جورج بوش بفردتي حذاء صحافي عراقي امراً عادياً بالنسبة لكثير من الأردنيين، حيث اصبحت حديثهم وشغلهم الشاغل، واستقبلوها بالكثير من الثناء والترحاب. فبعدما نقلت المحطات الفضائية الحادثة بدقائق، تبادل الأردنيون الرسائل الخلوية والاتصالات الهاتفية التي حثوا فيها بعضهم البعض على متابعة الحادثة الحدث، فيما أرسلت مئات الرسائل الالكترونية التي تحمل اللقطة التي تظهر الرئيس الأميركي بينما كانت فردة حذاء الصحافي الأولى تطير باتجاهه. من جانبه اعلن عدنان حمد المدرب السابق لمنتخب العراق لكرة القدم وفريق الفيصلي الأردني المقيم حاليا في الاردن استعداده لدفع 100الف دولار ثمنا للحذاء المستخدم في الواقعة. وبعد اعتقال الصحافي سار الآلاف من سكان مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية شرق بغداد في تظاهرة أمس الاثنين لمطالبة السلطات الحكومية بإطلاق سراح مراسل فضائية "البغدادية" منتظر الزيدي.