تصاعت حدة الاعتداءات على وسائل الاعلام والصحافيين الفلسطينيين من حكومتي الضفة الغربية وقطاع غزة، وآخرها اعتداء شرطة الحكومة المقالة على مراسل اذاعة"صوت القدس"التابعة لحركة"الجهاد الاسلامي"علاء سلامة، واعتقال صحافيين، والتضييق على وكالة"رامتان"المستقلة في الضفة. وروى مراسل اذاعة"صوت القدس"كيف تم الاعتداء عليه بالضرب والاهانة، وتوجيه شتائم وألفاظ نابية الى الاذاعة، وارغامه على تناول الخبز محشواً بالطين عندما علم المعتدون أنه صائم، وذلك أثناء عودته من تغطية منع الحكومة المقالة الحجاج من السفر عند معبر رفح الحدودي أول من أمس. ولاقى هذا الاعتداء تنديدا من"الجهاد"والاذاعة والتجمع الاعلامي الفلسطيني، والمعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، وكتلة الصحافي الفلسطيني، ومنتدى الاعلاميين الفلسطينيين، الذين طالبوا جميعا بمحاسبة المعتدين. وفيما دان المكتب الاعلامي ل"الجهاد"الاعتداء على سلامة باعتباره"يمثل مساً خطيراً بحرية العمل الصحافي والإعلامي"، وصفت الاذاعة في بيان الاعتداء ب"العمل الآثم... والاعتداء على حرية الكلمة والحق في التعبير عن الرأي"، مؤكدة انها ستستمر في نهجها"وسياستها الوحدوية التي خطتها منذ انطلاقتها، بعيدا عن التشنجات الحزبية والتحيز لأي طرف من أطراف النزاع الداخلي، وفضح جرائم الاحتلال وكشف معاناة أبناء الشعب الرازح تحت نير الاحتلال والحصار". وسعى الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة لاحتواء الاضرار، وشدد على ان"الوزارة لا تسمح بمثل هذه الحوادث، وتتعامل مع الأمور حسب القانون"، مؤكداً انه"ستتم محاسبة الجهة التي تقف وراء الحادث مهما كان منصبها". والاعتداء على مراسل الاذاعة يأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات على الاعلاميين الفلسطينيين التي لا تقتصر على قطاع غزة، ففي الضفة اعلنت"شبكة الأقصى"التابعة ل"حماس"في بيان إن جهاز الأمن الوقائي اعتقل أمس مدير مكتب"قناة الأقصى"الفضائية في الضفة محمد اشتيوي وذلك"في إطار حملة تستهدف الإعلاميين وقمع الحريات". وقالت إن"وسائل الإعلام في الضفة المحتلة تتعرض لشتى أنواع التضييق وسط صمت رسمي وقانوني وعدم التفات ما يسمى نقابة الصحافيين لهذه المعاناة في وقت توقعنا فيه انفراجاً في العمل الإعلامي في الضفة بعد سلسلة اعتصامات كان آخرها تعليق عمل وكالة رامتان للأنباء احتجاجاً على المضايقات المتواصلة في حقها". في الوقت نفسه، استنكرت الهيئات والكتل الصحافية ومراكز حقوق الانسان استدعاء جهاز المخابرات الفلسطيني الصحافي نائل نخلة للتحقيق معه الخميس الماضي قبل اطلاقه، على أن يعود للتحقيق معه غداً. وللتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها العاملون في وكالة"رامتان"في الضفة، اعتصم عشرات الصحافيين في غزةورام الله أمس، فيما علقت الوكالة أعمالها في الأراضي الفلسطينية أمس وأغلقت موقعها على الشبكة العنكبوتية، ووضعت لوحة سوداء ونشرت بيانها الخاص بالمضايقات على الصفحة فقط. وطالب رئيس تحرير وكالة"رامتان"الزميل شهدي الكاشف في الاعتصام بكف يد الأجهزة الأمنية عن مكاتب الوكالة واعتقال كوادرها واستدعاء ثمانية من موظفيها من دون مراعاة للحريات وحرمة المؤسسة، كان آخرها إيقاف سائق"رامتان"ومصادرة إحدى سياراتها. وتساءل الكاشف عن سبب طلب الحكومة في رام الله من الوكالة"شهادة حسن سير وسلوك"، وقال:"نحن الذين قدمنا الكثير، ولا يطالب الأجانب والإسرائيليون في بلدنا ممن يفتحون استثمارات مشابهة في فلسطين، بأي أوراق ثبوتية أو تراخيص أو رسوم". وأضاف أن الوكالة لديها"استحقاقات مالية لدى السلطة تقدر بثلاثة ملايين شيكل إسرائيلي"، مستغرباً من طلب الحكومة للوكالة بدفع مبالغ مالية إضافية. ودخلت مؤسسات حقوق الانسان على الخط للدفاع عن وسائل الاعلام، اذ أكد مدير مؤسسة"الضمير"لحقوق الإنسان خليل أبو شمالة أن"وكالة رامتان نقلت على مدار السنوات السابقة وما زالت تنقل معاناة الشعب الفلسطيني وتفضح جرائم وممارسات الاحتلال الاسرائيلي، وأنها شكلت الحاضنة للإعلام الفلسطيني فى الضفة والقطاع". اما مدير مركز"الميزان"لحقوق الإنسان عصام يونس، فدعا إلى"إخراج الصحافيين والمؤسسات الإعلامية من السجال والخلافات السياسية"، مشدداً على"أهمية الإفساح في المجال أمام كل المؤسسات الإعلامية والصحافيين الفلسطينيين للعمل بحرية وعدم التضييق عليهم أو وضع عقبات أمامهم تحول بينهم وبين نشر الحقيقة والأخبار الصحيحة". بدوره، اعتبر رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الافرنجي أن"الخطير في الأمر أن السلطة لم تحم الصحافيين، بل تمارس في حقهم مضايقات يومية، داعياً الرئيس محمود عباس الى"الإيعاز لأجهزته الأمنية لاحترام الصحافيين وإفساح المجال امام وكالات الأنباء وتوفير أجواء الراحة لهم".