أصدرت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، كتاباً يعرض نقاشات ثلاثين ناشطاً حقوقياً وإعلامياً وكاتباً متخصصين بحقوق الإنسان على الانترنت من 12 دولة عربية، لكيفية توسيع مساحة الدعم المتبادل بين مؤسسات حقوق الإنسان وناشطي الانترنت والإعلاميين من أجل دعم قضايا حرية التعبير في العالم العربي. ويعتبر الكتاب تلخيصاً لورشة العمل التي عقدتها الشبكة العربية في مطلع العام الحالي، وحملت عنوان"الإنترنت وحقوق الإنسان - آليات للدعم المتبادل"، والتي استمرت يومين. ويسترجع الكتاب النقاش الموسّع الذي دار في تلك الورشة بين ناشطي حقوق الإنسان والمدوّنين الالكترونيين"بلوغرز"والصحافيين. كما يعرض تفاصيل عشر أوراق عمل قُدّمت الى الورشة، وتتضمن خبرات الناشطين واقتراحاتهم من أجل مزيد من التعاون بين جهات ثلاث هي الصحافة ووسائل الإعلام المرئية المسموعة وناشطي الانترنت. واعتبرت الأوراق أن هذا التعاون يرفع من قوة التعاون بين تلك الجهات، كما يقدم دعماً لحرية الرأي والتعبير في العالم العربي. وأولت الأوراق اهتماماً خاصاً بالدور الإيجابي الذي تلعبه الانترنت، خصوصاً في ظل تصاعد دور ناشطيها في مقاومة الاستبداد السياسي عربياً. وبحسب الكتاب، ساهم في إنجاح أعمال الورشة، تنوع خلفيات المشاركين الذين جاؤوا من مصر والسعودية والمغرب وتونس والإمارات والأردن وعمان وسورية وفلسطين ولبنان وليبيا والبحرين. ويقدم الكتاب تفاصيل القضايا المتصلة بالإعلام وحقوق الإنسان وحرية التعبير، بالطريقة التي تُثار بها تلك القضايا في الدول العربية، مع ملاحظة الخصوصية وظروف كل منها. ويُلاحِظ أيضاً أن أغلب هذه الدول تتوحد في عدائها لحرية التعبير وفرض قيود على استخدام الانترنت كوسيلة للتعبير عن حقوق الأفراد وغيرها. وشدّد الكتاب على تزايد أهمية الإنترنت كوسيلة لاكتساب المعلومات والمعارف في أغلب المجتمعات، خصوصاً التي يشيع فيها تقييد حرية التعبير وتبادل المعلومات، والتي يأتي العالم العربي في مقدمتها. وعلى رغم المساهمات المحدودة للمواقع العربية على الإنترنت، فقد أصبحت بعض هذه المواقع ذات أهمية كبيرة نتيجة سرعة نشر الأخبار التي تهم المواطن العربي، إضافة لقدرتها على تقديم آراء متنوّعة حول موضوعات تتعلق بمستخدمي الإنترنت من العرب. ونبّه الكتاب أيضاً إلى أن هذه المواقع الالكترونية فتحت مساحات واسعة للمشاركات العامة وللتفاعل مع الموضوعات العامة. ويكفي أن نرى أن مواقع مثل"العربية"و"الجزيرة"و"إيلاف"وغيرها، أصبحت مقروءة ومؤثرة على نطاق واسع، بل يفوق تأثيرها أحياناً تأثير الجرائد اليومية ومحطات الإذاعة والتلفزيون. إلا أن السؤال المحوري في ما يتعلق بحقوق الإنسان هو أين تقف مبادئ حقوق الإنسان وسط ثورة تكنولوجيا المعلومات؟ وهل تروج الإنترنت لمفاهيم حقوق الإنسان وتخدم القضايا الحقوقية؟ هل يمكن استغلال المواقع الإخبارية للترويج والدفاع عن قيم حقوق الإنسان؟ كيف يمكننا استخدام الإنترنت بطريقة تخدم حقوق الإنسان في شكل أفضل؟ وفي سياق محاولته تقديم إجابة على تلك الأسئلة، يُقدّم الكتاب تلخيصاً لتجربة استمرت 14 شهراً، قدمت خلالها"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"مجموعة من الاجتهادات التي تتصل في شكل الموضوعات التي تطرحها المواقع الإلكترونية الكبرى حول حقوق الإنسان وطبيعتها، وكذلك مدى استفادة المؤسسات الحقوقية من الإمكانات الهائلة التي تتيحها شبكة الانترنت لها. وفي جزء آخر من التجربة عينها، عقدت"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان"دورات تدريبية لناشطين ومتطوعين لتطوير مهاراتهم وقدراتهم على استخدام الانترنت وإكسابهم المعارف الأساسية عن حقوق الإنسان.