سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تلويح مسيحي بمقاطعة الانتخابات إذا لم تلب مطالبهم ... وطالباني لن يوقع قانوناً يحرمهم حقوقهم . يونادم كنا ل "الحياة": نطالب ب3 مقاعد في بغداد والموصل وواحد في البصرة
استمر الجدل حول نسب تمثيل الأقليات في انتخابات مجالس المحافظات في العراق حتى بعد إقرار قانون للأقليات ملحق بقانون انتخابات المحافظات. وفيما أكد الرئيس العراقي جلال طالباني"أنه لن يوقع على أي قانون يحرم المسيحيين من حقوقهم الدستورية"، هدد مسيحيو العراق بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات اذا لم ينقض مجلس الرئاسة القانون. وأثار اقرار البرلمان العراقي قانوناً يحدد حجم تمثيل الاقليات يوم الاثنين الماضي استياء ممثلي الطائفة المسيحية الذين أعربوا عن خيبة أملهم، ووصفوه بأنه"محاولة لتهميشهم". وينص القانون الذي صوت عليه البرلمان العراقي بغالبية 106 أصوات من مجموع 150 نائباً حضروا الجلسة، على منح مقعد واحد لكل من المسيحيين والصابئة في بغداد، ومقعد واحد للمسيحيين في البصرة، ومقعد واحد لكل من المسيحيين والأيزيديين والشبك في الموصل، فيما يطالب المسيحيون بثلاثة مقاعد في بغداد والموصل ومقعد في البصرة. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية تلقت"الحياة"نسخة منه أن طالباني استقبل ليل الخميس عدداً من الشخصيات والمسؤولين المسيحيين، ووعدهم بأنه"لن يوقع أي قانون يؤدي إلى حرمان مكون عراقي أصيل من حقوقه الدستورية والإنسانية". ونقل البيان عن طالباني إبداءه دعماً كاملاً"لنيل المسيحيين وسائر أبناء الأقليات حقوقهم كاملة غير منقوصة"، مؤكداً أن"منح الحقوق للأقليات لن يكون مّنة من أحد بل تنفيذاً لما نص عليه الدستور وإقراراً بحقوق مواطنين شاركوا في إرساء حضارة العراق منذ القدم". من جهته، أكد رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني ل"الحياة"أن"مجلس الرئاسة المكون من رئيس الجمهورية ونائبيه سيعقد اليوم السبت اجتماعاً خاصاً في شأن قانون تمثيل الاقليات". واعترف العاني بصعوبة موقف مجلس الرئاسة لأنه"بين نارين، الأولى تحضه على تلبية مطالب المسيحيين بإيجاد تمثيل عادل لهم وذلك لن يتم الا بنقض القانون، ما يقود الى تأخير الانتخابات المحلية، وربما لن تتمكن المفوضية من اجرائها في موعدها المحدد، والثانية المصادقة على قانون لا يرضي المسيحيين وبعض الأقليات"الأخرى. ولم يحدد العاني ما إذا كان مجلس الرئاسة سيصادق على القانون أم لا، مكتفياً بالقول إن المجلس"سيخضع هذا الموضوع إلى نقاش جدي، وسيستمع إلى آراء ممثلي الأقليات، قبل أن يتخذ أي قرار". يذكر أن قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي أقره البرلمان العراقي في 24 أيلول سبتمبر الماضي، حدد مهلة"للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات"حتى 31 كانون الثاني يناير العام المقبل لإجراء الانتخابات المحلية. وفي هذا السياق، هدد المسيحيون في العراق بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات إذا لم ينقض مجلس الرئاسة القانون الخاص بالأقليات. وقال ممثل الكلدو آشوريين المسيحيين في البرلمان يونادم كنا ل"الحياة"إن"ممثلي كل الطوائف المسيحية في العراق قرروا مقاطعة الانتخابات إذا لم ينصفهم مجلس الرئاسة". وأشار إلى أنهم المسيحيون تعرضوا إلى غبن كبير لأنهم أكثر من الصابئة بمئة مرة، ومع ذلك جرت مساواتهم معهم في توزيع المقاعد". وأضاف أن"القانون يحجم دور الأقليات ويزيد من تهميشها أكثر مما هي مهمشة حالياً". ورأى أن المسيحيين"ضحايا الصراع القومي العربي - الكردي على هوية محافظة نينوى". وعن حجم التمثيل الذي يرضي المسيحيين، أوضح كنا"أن المسيحيين وافقوا على اقتراح الاممالمتحدة الذي يمنح المسيحيين ثلاثة مقاعد في كل من بغداد والموصل وواحداً في البصرة. من جهته، أعرب سكرتير المجلس القومي الكلداني ضياء بطرس عن"خيبة أمله من القرار"، مشيراً الى أن"هذا التمثيل لا يعبر عن حقيقة حجم المكون المسيحي في العراق". وقال إن"البرلمان لا بد أن يدرك تماماً أهمية أن يمنح المسيحيين حقوقهم كاملة لأنهم مكون فاعل في العراق". أما النائب الإيزيدي محمه خليل فوصف قرار البرلمان بأنه"سابقة خطيرة تهدد مستقبل الديموقراطية في العراق"، مشيراً إلى أن"التصويت على قانون الأقليات وفقاً للصيغة الحالية إجحاف في حق مكونات العراق". نشر في العدد: 16654 ت.م: 08-11-2008 ص: 13 ط: الرياض