سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أميركا في "عصر التغيير" - كابول ستطالب الرئيس المنتخب بوقف قتل المدنيين الأفغان . ترحيب دولي برئيس "التغيير والأمل" وساركوزي يشيد بانفتاح اميركا وإيران تنعى سياسة بوش
اجمع قادة العالم أمس على الترحيب بانتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة. وتضمنت رسائلهم عبارات"التغيير"و"الأمل"التي شكلت شعارات حملة المرشح الديموقراطي، فيما حرصت إيران على تأكيد ان فوز أوباما يشكل"الدليل الأكبر على فشل سياسات الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش في أنحاء العالم". وكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة وجهها الى أوباما"ان الانتصار الباهر الذي حققته يثير أملاً كبيراً بأميركا المنفتحة والمتضامنة والقوية، ويكافئ التزامكم خدمة الشعب الأميركي". وأضاف:"كلّل فوزكم حملة استثنائية برهنت للعالم كله حيوية الديموقراطية الأميركية". وتابع:"اختار الشعب الأميركي بانتخابكم التغيير والانفتاح والتفاؤل، وأكد في وقت يشهد العالم قلقاً وشكوكاً وفاءه لقيمه التي تصنع منذ الأزل هوية أميركا وعبر عن إيمانه بالتقدم والمستقبل". وتمنى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، باسم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي،"النجاح الأعظم"لأوباما، مؤكداً ان"فرنسا وأوروبا والعالم يحتاجون إليه كرجل متمسك بالحوار ورافض للظلم ومصمم على السير قدماً لبناء عالم اكثر استقراراً وأماناً وعدلاً". وأشاد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بقيم أوباما"التقدمية ورؤيته للمستقبل"، لافتاً الى ان العلاقات بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا"حيوية بالنسبة الى ازدهارنا وأمننا". وهنأ رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الرئيس المنتخب قائلاً:"حان وقت تجديد الالتزام بين أوروبا والولاياتالمتحدة من اجل مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظرنا، وقيادة العالم الى عقد جديد". في ألمانيا، وصفت المستشارة أنغلا مركل فوز أوباما بأنه"تاريخي"، وقالت إنها تنتظر تعاوناً وثيقاً معه. وأضافت:"يقف العالم مع بداية عهدك أمام تحديات مهمة، وانني مقتنعة بأن التعاون المتين بين أميركيا وأوروبا سيسمح بمواجهتهما الأخطار والتحديات الجديدة". أما وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير فأعلن ان أميركا انتخبت التغيير في السياستين الداخلية والخارجية. في تركيا، أعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان أوباما سيتحمل الآن"عبء"مسؤولية تجاوز الأزمة المالية العالمية، مؤكداً ان العلاقات الأميركية - التركية ماضية قدماً بغض النظر عن الإدارة التي تتولى الحكم في الولاياتالمتحدة. وأمل بتحقيق اختراق في مجال المصالح"الاستراتيجية"بين البلدين الحليفين في الحلف الأطلسي ناتو. كما تمنى ألا تؤثر بعض المواضيع التي دافع عنها أوباما خلال الحملة الانتخابية على سياسة البيت الأبيض، في إشارة الى قوله انه سيعمل على الاعتراف بأن المجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية 1516-1917 تشكل"إبادة". ورأى رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد ان أوباما حقق"حلم"مارتن لوثر كينغ قبل 45 سنة بأن يحكم الرجال والنساء في أميركا ليس بناءً على لون بشرتهم بل على شخصيتهم. وقال الرئيس الصيني هو جينتاو في برقية تهنئة وجهها الى أوباما:"في هذه المرحلة التاريخية الجديدة آمل بأن تعزز جهودنا المشتركة الحوار والمبادلات الثنائية والثقة والتعاون، ورفع مستوى العلاقات الثنائية البناءة الى مستوى جديد". وأكد ان الصينوالولاياتالمتحدة تجمعهما مصالح مشتركة كثيرة ومسؤوليات مهمة تجاه مواضيع مهمة كثيرة تتعلق برفاهية البشرية،"لذا يعتبر بناء علاقات ثنائية طويلة الأمد وصحية وثابتة أمراً مهماً للحفاظ على السلام وترويجه وإرساء الاستقرار والنمو في العالم". وتعهد رئيس الوزراء الياباني تارو اسو خلال تهنئته الرئيس المنتخب، تقوية علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة، فيما عمّ الفرح مدينة أوباما اليابانية والتي تعني"الشاطئ الصغير"، حيث تجمع السكان المحليون للاحتفال بفوز المرشح الديموقراطي. وارتدى البعض زياً خاصاً برقصة الهولا في هاواي، مسقط رأس أوباما، وآخرون قمصاناً كتب عليها:"أنا أحب أوباما"، آملين بأن يزور بلدتهم يوماً، بعدما كان ذكرها في أحد خطاباته. وصرح رئيس الوزراء التايلاندي سومتشاي وونغساوات:"ألهمنا رؤية التاريخ يتجسد في الديموقراطية بأبهى حللها"، مبدياً ثقته في أن العلاقات التايلاندية - الأميركية ستشهد ازدهاراً بعد وصول أوباما إلى البيت الأبيض. في كوريا الجنوبية، حض لي هي مين المفاوض الرئيسي للتجارة الحرة الرئيس الأميركي المنتخب على عدم إعادة التفاوض على اتفاق للتجارة الحرة الذي وقع العام الماضي، والذي وصفه بأنه"مفيد للجانبين". في أميركا الجنوبية، هنأ الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أوباما على"انتخابه التاريخي"مبدياً أمله في فتح صفحة"علاقات جديدة"مع الولاياتالمتحدة ووضع"جدول أعمال ثنائي بناء"لما فيه خير البلدين. كذلك رحب الرئيس البوليفي ايفو موراليس بالانتصار"التاريخي"الذي حققه أوباما، داعياً إياه الى رفع الحظر الاقتصادي عن كوبا، وسحب القوات الأميركية من العراق. وأبدى الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون ارتياحه لفوز أوباما الذي"سيطلق مرحلة جديدة من التقدم في العلاقات بين البلدين". كما هنأت كولومبيا الحليف الأول للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية أوباما، و"كررت استعدادها مواصلة تطوير مواضيع جديدة". ترقب إيراني ل"الوعود" في إيران، صرح أحمد جوانفكر، مستشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بأن أوباما يجب أن يلتزم الآن بوعوده الخاصة بإجراء تغييرات في السياسية الأميركية"نعتقد بأنها تشكل ضرورة حتمية". ولم يستبعد أوباما على غرار بوش تنفيذ عمل عسكري ضد إيران، لكنه انتقد الإدارة الأميركية الحالية بسبب عدم السعي الى مزيد من الديبلوماسية وإجراء حوار مع إيران. وقال علي اغا محمدي، المقرب من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي:"التغيير في الشخصيات السياسية غير مهم، بل تغيير السياسة الأميركية". ورأى غلام حسين حداد عادل، المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية، ان انتخاب أوباما"خير دليل على فشل سياسات الرئيس الأميركي الحالي بوش في العالم"، معتبراً ان"الأميركيين مجبرون على تغيير سياساتهم لإنقاذ نفسهم من المستنقع الذي وضعهم الرئيس بوش فيه". وأبدى النائب المحافظ حميد رضا حجي بابائي، عضو مكتب رئاسة مجلس الشورى، ارتياحه لفوز أوباما, معتبراً انه سيكون"فرصة واختباراً"للولايات المتحدة، معلناً ان إيران تنتظر التغييرات التي وعدها بها الرئيس المنتخب حيال طهران. ووصف المحلل السياسي سعيد ليلاز القريب من المعتدلين انتخاب اوباما امراً ايجابياً، وقال:"خلق الرئيس المنتهية ولايته بوش عبر نزعته القتالية والازمة الاقتصادية مناخاً سيئاً جداً في العالم ضد بلاده في السنوات الاخيرة، وكان انتخاب ماكين سيؤدي الى تفاقم الوضع". واعتبر ليلاز ان تنفيذ اوباما وعد فتح حوار مع طهران سيضعف المتشددين في طهران والشعارات المتطرفة والمتشددين الذين لن يجدوا من يؤيدهم". في غضون ذلك، حذرت ايران القوات الاميركية في العراق من أنها سترد على أي انتهاك للاجواء الايرانية، في رسالة قال محللون انها موجهة على ما يبدو الى اوباما أكثر من القوات الاميركية. وافاد بيان للجيش الايراني بأن مروحيات اميركية تحلق على بعد مسافة قليلة من الحدود العراقية مع ايران، ما يعزز خطر انتهاكها الحدود والذي سنرد عليه". مطالب أفغانية وانضم الرئيس الافغاني حميد كارزاي الى لائحة المهنئين بفوز اوباما، لكنه حضه على انهاء الهجمات التي تتسبب في سقوط ضحايا في"الحرب على الارهاب"التي تقودها الولاياتالمتحدة في بلاده. وقال كارزاي ان"فوز اوباما نقل الشعب الاميركي وبقية العالم الى حقبة امل جديدة باختفاء العرق واللون والاتنية في السياسة". واعلن انه سيطلب من الرئيس الاميركي الجديد وقف سقوط قتلى مدنيين في افغانستان، ونقل الحرب الى اماكن تواجد اوكار الإرهابيين ومراكز تدريبهم، في اشارة الى مخابئ متشددي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"في مناطق القبائل المجاورة لباكستان. واضاف:"علاقتنا جيدة مع واشنطن، لكن مشكلتنا الأساسية التي تسببت في توترات بيننا اخيراً هي سقوط مدنيين". ودعا كارزاي الإدارة الأميركية الجديدة الى تغيير سياستها في"الحرب على الإرهاب"، بعدما فشلت القوات الأميركية البالغ عددها 70 الفاً في القضاء على التمرد الذي يقوده المتشددون. وشدد سلطان احمد بهين، الناطق باسم وزارة الخارجية الأفغانية، على ان أوباما يجب ان يركز على ثلاثة أشياء، هي: كيفية تدرب الإرهابيين وتقدمهم، وعلى تطوير مشاريع كبيرة في أفغانستان مثل الري والطاقة والنقل، وعلى دعم تولي الأفغان قيادة الحرب ضد الفساد والمخدرات. في باكستان، أكد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ان انتخاب اوباما سيشيع السلام والاستقرار في المنطقة، وقال:"آمل بأن تستمر الولاياتالمتحدة, في ظل قيادتكم, بأن تكون مصدراً للسلام ولأفكار جديدة بالنسبة الى الإنسانية". وفي القارة السمراء، حض الرئيس الجنوب أفريقي السابق نلسون مانديلا اوباما على مكافحة الفقر والمرض في أنحاء العالم. وكتب:"اثبت فوزك أن أي شخص يمكن أن يحلم بتحويل العالم الى مكان أفضل"، وأضاف:"نلاحظ التزامك دعم قضية السلام والأمن في العالم ونشيد به، ونثق بأنك أيضاً ستجعل مكافحة الفقر والمرض في كل مكان المهمة الأولى لولايتك". وأعلن الرئيس الجنوب أفريقي كغاليما موتلانثي ان أفريقيا"فخورة بانتصار أوباما، وتترقب باهتمام علاقات عمل مثمرة".