في الوقت الذي يستعد فيه الأمريكيون للتصويت لاختيار رئيسهم القادم ، ينحاز الأفغان والباكستانيون إلى الجانب الذي يتفق ومصالحهم ولكنهم متشككين في أن يطرأ تغيير على السياسة الأمريكية. فالحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان تدخل عامها الثاني عشر. وحركة طالبان التي أطيح بها من كابول عام 2001 ، لا تزال عدوا منيعا رغم إنفاق مليارات الدولارات ومقتل آلالاف. وصرح الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني بأنهما سوف يسحبان القوات الأمريكية المقاتلة البالغ عددها 67 ألف جندي من أفغانستان بحلول عام 2014 . وبخلاف ذلك لم يتحدث أي من المرشحين كثيرا عن الحرب. وقال المحلل السياسي الأفغاني سليمان لايق إن طرق وأساليب تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية تختلف بين المرشحين. وأوضح إن ميت رومني والحزب الجمهوري هما الأكثر احتمالا لشن حرب جديدة ضد إيران. وقال النائب البرلماني سيد إسحاق جيلاني أيضا إن رومني إذا فاز "فان الأفغان سوف يكونون أحد الضحايا لمواقفه المتشددة ضد إيران". وقال جيلاني إن مليوني لاجئ أفغاني في إيران سوف يعانون وسوف ينتقل التركيز أيضا عن أفغانستان" تماما كما فعل جورج بوش الذي نقل حربه من هنا إلى العراق". وقال المعلق السياسي فضل الرحمن إن أوباما حسن علاقاته مع الرئيس حامد كرزاي في العام الماضي. وأضاف " إن أوباما زار أفغانستان خلال حملته الانتخابية عام 2008 ، بينما رومني لم يقم بأي زيارة. وهذا يوضح عدم مبالاته بالقضايا الأفغانية". ولكن مازاري صفا نائبة وزير شؤون المرأة الأفغانية سابقا قالت إن الانتخابات الأمريكية لن يكون لها أي تأثير على الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان. وفي باكستان التي تعاني من التطرف المتصاعد الخاص بها، قال المحللون "إن المفهوم الأوسع" هو أن أي رئيس جمهوري سيكون أكثر فائدة من إدارة أوباما. وقالت المحللة الأمنية ماريا سلطان إن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تركز بشكل أكبر على العلاقات الثنائية في حال فوز الحزب الجمهوري ، في مواجهة "الدور المتسع للأمن القائم على الاستخبارات" في ظل إدارة الحزب الديمقراطي. وقالت إنه ستكون هناك "وقفة هامة للتفاؤل" في العلاقة بين باكستانوالولاياتالمتحدة إذا "فاز مرشح جمهوري أكثر واقعية" بدلا من أي مرشح ديمقراطي. فمنذ أصبح رئيسا عام 2008 ، زاد أوباما من غارات الطائرات بدون طيار التي تقودها الاستخبارات الأمريكية ضد العديد من الجماعات المسلحة ومن بينها تنظيم القاعدة وشبكات حقاني المتمركزة في المنطقة القبلية في باكستان. وهذه الغارات التي تقول باكستان إنها تنتهك سيادتها قتلت أيضا الكثير من المدنيين وعززت من المشاعر المعادية للأمريكيين في البلاد. وقال سلطان إن الغارات بالطائرات بدون طيار من المؤكد أن تظل موضوعا هاما في العلاقات الباكستانيةالأمريكية". وقال المحلل العسكري الباكستاني رسول بوكس ريس إن الهجمات بالطائرات بدون طيار سوف تستمر أيا كانت هوية الرئيس الأمريكي. واصل المرشحان للرئاسة الأمريكية باراك أوباما وميت رومني حملتهما الانتخابية يوم السبت فيما يقترب السباق المحتدم إلى البيت الأبيض من نهايته . وحافظ المرشحان على الوتيرة الحامية للسباق، في واحدة من أكثر انتخابات الرئاسة احتداما في التاريخ الأمريكي، ليصل مجموع الجولات الانتخابية للمرشحين إلى سبع جولات في مسعى منهما للحصول علي كل صوت. وظهر المرشحان على بعد بضعة كيلومترات من بعضها البعض في ولاية ايوا ، وهى واحدة من سبع إلى عشر ولايات متأرجحة ستحدد من سيذهب إلي البيت الأبيض غدا الثلاثاء.