تميّزت تهاني قادة العالم للرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة انتخابه، بتشديد على ما تشكّله ولايته الثانية من استمرارية لسياسة الولاياتالمتحدة، وتعاطيها مع ملفات ساخنة، ليس أقلها العلاقات مع روسيا التي سُرّت لخسارة المرشح الجمهوري ميت رومني، والشراكة الصعبة مع الصين، إضافة إلى التعاون مع ألمانيا وفرنسا لمواجهة الأزمة الاقتصادية في أوروبا. وتلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نبأ التجديد لأوباما ب «إيجابية كبرى»، إذ قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نأمل بتطوير وتحسين مبادرات في العلاقات الثنائية والتعاون بين روسياوالولاياتالمتحدة على الساحة الدولية، بما فيه مصلحة الأمن والاستقرار في العالم». وأعرب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف عن «سعادته بأن رئيس دولة كبرى تحظى بنفوذ، ليس رجلاً يعتبر روسيا أبرز عدو، هذا مضحك ونوع من الشعور باضطهاد»، في إشارة إلى تصريح لرومني في هذا الصدد. وأضاف: «بالنسبة إلينا، (أوباما) شريك يمكن فهمه وتوقع تصرفاته، وهذا أهم شيء في السياسة». وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده مستعدة ل «المضي إلى الحد الذي تكون الإدارة الأميركية راغبة في الوصول إليه»، مضيفاً: «نحن مستعدون لمواصلة العمل مع هذه الإدارة، على أساس المساواة والمصالح المتبادلة والاحترام». وأعلن ناطق باسم الخارجية الصينية أن الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو، وجها رسالة تهنئة مشتركة لأوباما، مضيفاً أن شي جينبينغ نائب الرئيس الذي سيخلف هو جينتاو هذا الأسبوع، وجّه أيضاً رسالة تهنئة إلى جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي. وورد في رسالة هو جينتاو: «في عهد تاريخي جديد، آمل بأن تعبر علاقاتنا الثنائية التي ترتكز على تعاون بناء، مرحلة جديدة». وأشار الناطق باسم الخارجية الصينية إلى أن الولاية الأولى لأوباما شهدت «تقدماً إيجابياً للعلاقات (بين البلدين)، بفضل الجهود المشتركة للجانبين». لكن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) كتبت في تعليق: «في ظل التداخل الاقتصادي بين البلدين، أكثر من أي وقت مضى ربما على الحكومة الأميركية الجديدة أن تتعلم كيف تبنى علاقة بناءة وعقلانية أكثر مع الصين». وهنأ رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا نظيره الأميركي، قائلاً: «أريد متابعة التعاون معه». كارزاي يهنئ و«طالبان» تطالب بانسحاب كما حض الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أوباما على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما دعت حركة «طالبان» الرئيس الأميركي إلى أن «يدرك أن (الأميركيين) خسروا الحرب في أفغانستان، لذلك عليهم ومن دون مزيد من الأكاذيب أو التأخير، مغادرة أرضنا المقدسة بسرعة والتركيز بدل ذلك على بلادهم». أما الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري فأعرب عن «أمله بأن تستمر العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة في الازدهار، خلال الولاية الجديدة لأوباما». وكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في موقع «تويتر»: «أحر التهاني لصديقي باراك أوباما. أتطلع إلى مواصلة العمل معاً». ورحّب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ب «الخيار الواضح» من أجل «أميركا منفتحة ومتضامنة وملتزمة بالكامل على الساحة الدولية»، مضيفاً: «إنها لحظة مهمة بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة والعالم أيضاً. أثق بأننا سنعزز شراكتنا لتسهيل عودة النمو الاقتصادي في بلدينا ومكافحة البطالة وإيجاد حلول للأزمات التي تهددنا، خصوصاً في الشرق الأوسط». أما المستشارة الألمانية أنغيلا مركل فذكّرت أوباما ب «لقاءاتنا ونقاشاتنا حول كل القضايا المتعلقة بتطوير العلاقات الأميركية – الالمانية، وفي شأن تجاوز الأزمة المالية والاقتصادية العالمية»، فيما أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله أن بلاده «تتطلع إلى مزيد من العمل» مع إدارة أوباما. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي جيليو تيرزي أن «أميركا باتت أقوى» مع إعادة انتخاب أوباما، فيما شدد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو على أن «الولاياتالمتحدة شريك استراتيجي أساسي للاتحاد، ونرغب في مواصلة تعاوننا الوثيق الذي أقمناه مع أوباما خلال السنوات الأربع الماضية». وأعرب الرجلان عن رغبتهما في «لقاء أوباما سريعاً، لتأكيد أولوياتنا وإعطاء دفع جديد لعملنا المشترك». وهنأ الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أوباما، معتبراً أن «الروابط عبر الأطلسي تبقى مهمة لإرساء السلام والأمن، وأثبت أوباما زعامة كبيرة لإبقائها متينة». وشدد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر على أن «العلاقة بين الولاياتالمتحدة وكندا، إحدى العلاقات الأكثر متانة واتساعاً في العالم»، فيما تطلّع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى متابعة «العمل مع أوباما وإدارته، بروحية الشراكة المستمرة بين الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة»، لافتاً إلى «تحديات، من وضع حدّ لسفك الدماء في سورية إلى إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط، إلى مواجهة تحديات التغير المناخي». وأكد الرئيس التركي عبدالله غل التزام بلاده «الحفاظ على شراكتنا النموذجية والجو الإيجابي، في علاقاتنا المتعددة الأوجه» مع الولاياتالمتحدة، معتبراً أن للعلاقات بين البلدين «مساهمات لا تقدّر بثمن».