حقق المرشح الديموقراطي باراك اوباما انتصاراً تاريخياً وساحقاً الثلاثاء على منافسه الجمهوري جون ماكين ليصبح وهو في السابعة والاربعين من عمره اول اميركي اسود ينتخب رئيساً للولايات المتحدة. وقال اوباما في اول خطاب له كرئيس منتخب امام عشرات الآلاف من انصاره المحتشدين في حديقة غرانت بارك الضخمة في شيكاغو "احتجنا وقتا ولكن هذا المساء بفضل ما فعلناه اليوم واثناء هذه الانتخابات اتي التغيير في الولاياتالمتحدة". واضاف "اذا كان هناك من لا يزال يشك في ان كل شئ ممكن في اميركا، او يتساءل اذا ما كان حلم ابائنا المؤسسين ما يزال حيا او يشك في قوة ديموقراطتيتنا، فهذا المساء جاءت الاجابة". واضاف موجهاً حديثه لانصاره "انه نصركم" . وحيا اوباما خصمه الجمهوري جون ماكين "الذي قدم تضحيات لاميركا لا يمكن لكثيرين منا مجرد تخليها". ووجه اوباما التحية كذلك الى زوجته ميشال وابنتيه مايا وساشا التي رافقنه على المنصة. وبعد ان انتهي اوباما من القاء خطابه، انضم اليه المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن واسرته. واطلق حوالي 65 الفا من انصار اوباما العنان لفرحتهم ورفعوا الاعلام الاميركية ولافتات كتب عليها "نعم يمكننا" وهو الشعار الذي اطلقه الرئيس المنتخب في بداية حملته وظل يتردد حتى اليوم. واجتاحت مظاهر الفرح عدة مدن اميركية اخرى من بينها العاصمة واشنطن. ويعد انتخاب اوباما تاريخيا في بلد لم يكن للسود فيه الحق في التصويت حتى نصف قرن مضى. وكان اوباما نفسه قال عقب فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي قبل اشهر "من كان يتصور ان اسودا في العقد الخامس من عمره اسمه باراك اوباما سيصبح يوما مرشح الحزب الديموقراطي". وياتي فوزه المنتظر في العديد من الدول بعد ثماني سنوات من ادارة جورج بوش التي اثارت غضب الراي العام الاجنبي بسبب سياستها الموصوفة بالعدوانية والاحادية. وسيرث اوباما وضعا اقتصاديا صعبا اذ تمر الولاياتالمتحدة ومعها العالم باثره باسوا ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في العام 1929. كما انه سيرث حربين تخوضهما بلاده في وقت واحد في العراق وافغانستان. وسيتعين على اوباما الذي خاض حملته الانتخابية تحت شعار "التغيير والامل" مهمة ثقيلة تتمثل في انعاش الاقتصاد الاميركي وادارة الحرب في العراق وافغانستان والتعامل مع عجز في الموازنة العامة يصل الى 500 مليار دولار وتحسين صورة الولاياتالمتحدة المتدهورة في العالم. وتعهد اوباما بخفض ضريبي 95% من الاميركيين تقل دخولهم عن 250 الف دولار سنويا وباطلاق مشروعات كبيرة في مجالي الطاقة النظيفة والبنية التحتية وبتوفير رعاية صحية للجميع. ويريد اوباما "انسحابا مسؤولا" من العراق في غضون مدة تراوح بين 18 و24 شهرا والتركيز على محاربة تنظيم القاعدة. وسيتولى اوباما السلطة في 20 يناير المقبل. لكنه قال في مقابلة قبل ثاثة ايام مع شبكة سي ان ان انه سيبدا على الفور، اذا ما انتخب، في مناقشة قضيتي الحرب في العراق وافغانستان خصوصا مع قيادات الجيش الاميركي على الارض. مسيرة تحرر السود الاميركيين منذ وصول اوائل الافارقة الى سواحل مستعمرة فرجينيا البريطانية حتى انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة مسيرة طويلة في تاريخ تحرر السود الاميركيين ونضالهم من اجل المساواة. الخطوط العريضة لبرنامج باراك اوباما في ما يلي النقاط الرئيسية في برنامج باراك اوباما الذي سيتولى في 20 يناير مهامه رئيسا للولايات المتحدة. وسيعمل اوباما على الارجح الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي بلغت مدىسابق له منذ الازمة الكبرى في 1929: الاقتصاد: - وعد اوباما بخفض الضرائب ل95% من العائلات الاميركية وزيادة الضرائب على العائلات التي يزيد دخلها على 250 الف دولار سنويا. اقترح خفضا ضريبيا سنويا يبلغ 500 دولار للموظف والف دولار للاسرة. سيلغي الضرائب المفروضة على المتقاعدين الذين لا يتجاوزهم دخلهم الخمسة آلاف دولار. اقترح انشاء صندوق بقيمة 50 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد والحيلولة دون فقدان اكثر من مليون اميركي وظائفهم. دعا الى تبني خطة ثانية لانعاش الاقتصاد قيمتها 60 مليار دولار. السياسة الخارجية: - وعد بانهاء الحرب على العراق والبدء في سحب القوات الاميركية من البلد فورا على ان يتم الابقاء على قوة اميركية في العراق للقيام بمهمات مكافحة التمرد وحماية الاميركيين. - يؤيد بدء حوار مع ايران بدون شروط مسبقة اذ يرى انها تشكل تهديدا خطيرا على منطقة الشرق الاوسط والولاياتالمتحدة. اشار الى ان المحادثات ستبدأ على مستوى منخفض اولا ويقول انه سيقدم عرضا لايران يقضي بانه اذا تخلت الجمهورية الاسلامية عن برنامجها النووي واوقفت دعمها "للارهاب"، فان الولاياتالمتحدة ستقدم لها حوافز مثل انضمامها الى منظمة التجارة العالمية واستثمارات اقتصادية والتحرك نحو اقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين. - يؤكد ان التزام الولاياتالمتحدة ازاء اسرائيل "غير قابل للنقاش" ويؤكد ضرورة عزل حماس وحزب الله اذا رفضا التخلي عن "الارهاب" والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. انتقد المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية وقال انها لا تساعد عملية السلام، واعرب عن تاييده للسياسات التي يمكن ان تعزز نفوذ المعتدلين الفلسطينيين. - يأمل في اغلاق معتقل غوانتانامو. - يدعو الى مواصلة الضغط على موسكو لتكون اكثر شفافية وديموقراطية. ويقول انه سيعالج التحديات التي تمثلها روسيا باستراتيجية تشمل المنطقة باكملها. التجارة العالمية: - اقترح اعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك ويريد التأكد من ان اتفاقيات "التجارة الحرة" يجب ان تشمل حماية للعاملين والبيئة. ما قاله زعماء العالم عن فوز أوباما فيما يلي مقتبسات من زعماء العالم: الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي "في وقت تحيق فيه الاضطرابات والشكوك بالعالم عبر الشعب الامريكي.. المخلص للقيم التي حددت دوما الهوية الامريكية.. بقوة عن ايمانه بالتقدم والمستقبل. "وفي الوقت الذي علينا ان نواجه فيه تحديات هائلة معا زاد انتخاباكم الامل في فرنسا وأوروبا وما ورائهما". الرئيس الافغاني حامد كرزاي "أحيي الشعب الامريكي على قراره العظيم وآمل ان تسير هذه الادارة الجديدة في الولاياتالمتحدةالامريكية وهذا الاهتمام الجماهيري بالبشر وعدم الاهتمام بالعرق او اللون في انتخاب الرئيس على طريق تحقيق نفس القيم في باقي انحاء العالم آجلا لا عاجلا. "آمل ان تجيء هذه الانتخابات وتسلم الرئيس أوباما المنصب بالسلام لافغانستان. الحياة لافغانستان والرخاء للشعب الافغاني وباقي العالم." الرئيس الكيني مواي كيباكي "نحن الشعب الكيني فخورون جدا بجذوركم الكينية. نصركم ليس فقط الهاما للملايين في كل انحاء العالم لكن له صدى خاص هنا في كينيا". رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر "أتطلع للقاء الرئيس المنتخب حتى نواصل تعزيز الرباط الخاص القائم بين كنداوالولاياتالمتحدة." رئيسة وزراء نيوزيلندا هيلين كلارك "حكومة نيوزيلندا تتطلع كثيرا للعمل مع ادارة أوباما الجديدة." السفارة الباكستانية في واشنطن "الرئيس "آصف علي" زرداري يأمل ان تتعزز العلاقات الباكستانية الامريكية تحت القيادة الامريكيةالجديدة التي منحت تفويضا شعبيا في انتخابات الثلاثاء." صائب عريقات مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "نأمل ان يحافظ الرئيس المنتخب للولايات المتحدة على المسار ويستمر في المشاركة الامريكية في عملية السلام دون تأخير. نأمل ان تنتقل رؤية الدولتين "الفلسطينية والاسرائيلية" من مجرد رؤية الى مسار واقعي على الفور." رئيس الوزراء الياباني تارو آسو "بينما يواجه العالم الكثير من القضايا الصعبة انا واثق من ان الولاياتالمتحدة تحت القيادة الممتازة للرئيس المنتخب أوباما ستتحرك قدما بينما تتعاون مع المجتمع الدولي. "التحالف الياباني الامريكي محوري بالنسبة للدبلوماسية اليابانية وهو أساس السلام والاستقرار في منطقة آسيا والهادي. مع الرئيس المنتخب أوباما سأعزز التحالف الياباني الامريكي أكثر ونعمل من اجل حسم القضايا العالمية مثل الاقتصاد العالمي والارهاب والبيئة." أمريكا والعراق قال وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في اول رد فعل من مسؤول عراقي على فوز باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية ان "فك الارتباط مع العراق لن يتم في وقت سريع". واضاف زيباري لوكالة فرانس برس الاربعاء "لن يكون فك الارتباط في وقت سريع"، مؤكدا ان "هناك الكثير من الرهانات المهمة هنا ونحن نتطلع قدما الى شراكة ناجحة". حماس تدعو اوباما الى استخلاص الدروس دعت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" الاربعاء الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى استخلاص الدروس من "اخطاء" الادارات السابقة "ولا سيما ادارة "جورج" بوش" حيال العالم العربي والاسلامي. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس في رده على سؤال حول فوز اوباما "يجب عليه ان يتعلم من اخطاء الادارات السابقة خصوصا ادارة بوش التي دمرت افغانستان والعراق ولبنان وفلسطين". واضاف "يجب عليه ان يحسن علاقاته مع الدول بدلا من سياسة العصا الغليظة الاميركية وان يتواصل مع الشعوب بطريقة حضارية". واوضح ان حماس تريد من اوباما ان "يدعم القضية الفلسطينية او على الاقل الا ينحاز الى الاحتلال الاسرائيلي". واكد "نحن في حماس ليس لدينا مشكلة مع اي دولة حتى اميركا رغم سياستها المنحازة للعدو الصهيوني وليس لدينا اي مانع من اقامة علاقات طبيعية مع اميركا لشرح عدالة قضيتنا الفلسطينية". من جهته قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس "ان حركة حماس لم تفرق بين أجندة كل من اوباما وماكين الانتخابية، ورغم ذلك فان الحركة ستحكم على اوباما من خلال أدائه ومواقفه السياسية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي". ودعا ابو زهري "اوباما الى اعادة النظر في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والتخلي عن حالة الانحياز لصالح الاحتلال ضد حقوق الشعب الفلسطيني" مضيفا "سنحكم عليه من خلال اقواله وافعاله". وسيط محايد وقد أعرب أمين جامعة الدول العربية عن سعادته بهذا الفوز واعتبره نصراً كبيراً للديمقراطية داعياً الرئيس الجديد إلى أن يكون وسيطاً محايداً ومؤثراً لحل قضايا الشرق الاوسط.