وكأنها انتخابات محلية في كل بلد عربي، كي لا نقول في كل بلد في العالم. طبعاً الأمور لن تحسم الليلة. فحتى الديموقراطية الأميركية لن تبدو شفافة الى هذه الدرجة. لكن السهرة على الشاشات التلفزيونية، ستكون ممتعة بالتأكيد: أوباما ام ماكين؟ الديموقراطي أم الجمهوري؟ الأفريقي الأصل ام المقاتل السابق الأسير في فيتنام؟ خليفة كينيدي ومارتن لوثر كينغ أم خليفة ريغان وبوش، ابناً وأباً؟ الرهان، كما يبدو حتى الآن، ليس صعباً. والنتيجة شبه مضمونة، من دون ان تغيب عن البال صناديق اللحظات الأخيرة، والنسبة المئوية التي لم يحسم أمرها بعد. في كل الأحوال الشاشات العربية حاضرة للمعركة. خصوصاً ان كثيرين يعتقدون بأنها ستحدد مصير العالم للسنوات المقبلة، من دون إغفال الأصوات التي تؤمن بأن الرئيس، أي رئيس حين تطأ قدماه عتبة البيت الأبيض لن يحدث فرقاً كبيراً، على الأقل بالنسبة الى قضايانا. ومع هذا، كثيرون سيسهرون الليلة لمتابعة التطورات. وعلى المحطات ان تقوم بالبقية: تعليقات، تحليلات، أخبار، بورتريهات، وعود... كل هذا ستبدأ نتيجته بالظهور الليلة على المحطات التي استنفرت كبار مقدميها، والمحللين والمعلقين والمناضلين والساخرين، لاستقطاب ملايين المتفرجين، وتمرير أفكار ورسائل وسط الزحام... وايضاً إعلانات بالملايين. طبعاً لا يمكننا رصد كل ما ينتظر المتفرجين هذا المساء على الشاشات، لذا نقدم بعض المختارات: 20 ساعة متواصلة على"العربية" تستنفر قناة"العربية"الإخبارية كبار مراسليها لتغطية الحدث الأميركي ابتداء من الساعة 11 بتوقيت غرينتش الى السابعة من صباح اليوم التالي. وتعتمد سياسة التغطية على المعلومات والتحليلات اضافة الى الترفيه. وتعد"العربية"مشاهديها بتزويدهم بما يحدث في الولايات قبل شبكات البث في الولاياتالمتحدة نفسها. وتشمل التغطية معلومات حول الولايات والتوزيعات الديموغرافية والعرقية والدينية وتأثيراتها على المرشحين. كما تتطرق الى تأثير الانتخابات على الصراع العربي - الاسرائيلي والعراق وإيران وملف الارهاب والأزمة الاقتصادية. وتتوزع التغطية ما بين واشنطن وفينيكس وديترويت اضافة الى مدن عربية وأوروبية مثل القاهرة وبيروت وعمّان ودمشق وباريس ولندن. ومن المراسلين المعتمدين لتغطية الانتخابات، هشام ملحم وطلال الحاج ومنى شقاقي وبيار غانم ومحمد شبارو من الولاياتالمتحدة، وريما مكتبي وطاهر بركة وصالح الثبيتي وعادل عيدان من دبي. "ال بي سي"في تغطية مباشرة شدا عمر التي عوّدت المشاهدين على متابعة الحدث بموضوعية ومهنية في برنامجها الأسبوعي"أنت والحدث"على شاشة"أل بي سي"، تواكب الانتخابات الأميركية من واشنطن ابتداء من العاشرة والنصف الى الثانية بتوقيت غرينتش، وتقدم تغطية مباشرة قبيل إقفال صناديق الاقتراع لإعطاء النتائج الأولية. وتستضيف محللين سياسيين أميركيين لقراءة النتائج والتعليق على النسب المئوية وحظوظ الربح والخسارة. كما تتضمن التغطية جولة على المراسلين من أمام مقار حملتي المرشحين باراك أوباما وجون ماكين. "أخبار المستقبل"بين واشنطن وبيروت يخصص تلفزيون"اخبار المستقبل"حلقة اليوم من برنامج"استوديو 24"مع نديم قطيش لمواكبة الانتخابات الأميركية ابتداء من الثامنة والنصف بتوقيت غرينتش حتى ساعات الصباح. ويلاحق البرنامج آخر الأخبار المتعلقة بصناديق الاقتراع والنتائج، ويحيط المشاهدين بالتحليلات، ويقدم الآراء المتنوعة حول المرشحين، وفرص كل منهما، من خلال نقل مباشر من سي ان ان ? أطلنطا وواشنطن مع مهنّد الخطيب. "بي بي سي العربية" وساعات بث طويلة على مدار 36 ساعة، من العاشرة صباحاً بتوقيت غرينتش الى العاشرة من مساء الغد، يقدم تلفزيون"بي بي سي العربية"تغطية شاملة وحيّة لمجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية، من خلال نشرات إخبارية مفصلة ومقابلات مكثفة مع محللين وشخصيات سياسية عربية وأميركية مباشرة من استوديو"بي بي سي"في واشنطن. وتتابع القناة آخر الأخبار من خلال شبكة مراسليها المنتشرين في عدد من الولايات الأميركية مثل الينوي وفرجينياپ وكذلك من مدينة نيويوركپوالعاصمة واشنطن. وسيتمكن المشاهدون من متابعة النتائج مباشرة على الهواء، وكذلك ردود الفعل من عواصم عربية وأوروبية. "الطريق الى البيت الأبيض"على"الحرة" "الطريق الى البيت الأبيض"هو عنوان البرنامج الذي تطلّ فيه قناة"الحرة"ابتداء من الثانية عشرة بتوقيت غرينتش على مشاهديها لموافاتهم بآخر المستجدات حول المعركة الانتخابية من خلال شبكة مراسليها المنتشرين في عدد من الولايات. وتتضمن التغطية متابعة للنتائج لحظة بلحظة، ومقابلات مع عدد من المحللين السياسيين لتقديم صورة لما ينتظر العالم مع تغير رئيس الولاياتالمتحدة. "تي في 5"في"احتفال"إعلامي وسياسي لكن هذا كله يبقى وربما في العالم أجمع خارج الولاياتالمتحدة لا شيء امام"احتفال"محطة"تي في 5"الفرنسية بالمناسبة. فهذه المحطة التي تبث في أنحاء عدة من العالم، وبلغات متنوعة، منها العربية من طريق محطة"فرانس 24"، لن تكتفي بأن تبث سهرة الانتخابات مساء، من داخل الاستوديو، أو عبر مراسليها في مناطق عدة من الولاياتالمتحدة، بل ستستنفر للغاية ذاتها، قلب باريس، حيث أقيم في حدائق التروكاديروعلى بعد أمتار من برج إيفل، موقع يضم شاشة عملاقة أقيمت شراكة مع محطة"فرانس2"و"راديو فرانس انترناسيونال" واستوديو نقالاً، يستقبل فيه مقدمو المحطة عدداً من الشخصيات الأميركية من ديموقراطيين وجمهوريين، إضافة الى خبراء في أكثر من مجال، فرنسيين وأميركيين وأوروبيين آخرين. وعلى الشاشة سيظهر بين الحين والآخر مراسلو المحطة في المدن الأميركية للتعليق واستقبال الضيوف وإعلان ما يتوافر من نتائج شيئاً فشيئاً. والواقع ان كل هذا، سواء كان عربياً أم بريطانياً أم فرنسياً - أوروبياً، وسواه من أنواع الاهتمام في العالم أجمع، يضفي على المعركة الانتخابية الأميركية لهذه الدورة طابعاً استثنائياً، جاعلاً منها ثاني أكبر حدث تلفزيوني هذا العام بعد الألعاب الأولمبية. فهل يستحق فوز اوباما او ماكين، إن حدثت المعجزة الصغيرة التي يتوقعها، كل هذا الصخب التلفزيوني؟ هنا نستعير من أحد المراقبين الساخرين قوله: حسناً، قد لا يستحق الاحتفال بفوز أوباما كل هذا الصخب، ولكن يستحقه بالتأكيد وداع جورج دبليو بوش والتيقن من انه لن يعود.