ثمة مفارقة لافتة: هناك نقد عربي شديد، بعضه محق، لكن كثيره متحامل وغير موضوعي في شأن تغطية الفضائيات العربية للحرب على / في العراق، يقابله نقد غربي أكثر ليناً وتفهماً لتلك التغطية. هذا ما يمكن تلمسه من قراءة ما كتب ويُكتب في الإعلام العربي، ومقارنته بما كتب ويُكتب في الإعلام الغربي. كيف نفهم قسوة النقد العربي، ولين النقد الغربي للمسألة نفسها، فيما حق لنا أن نتوقع العكس؟ ستحاول هذه المقاربة الإجابة عن هذا السؤال من خلال محاولة تقويم تغطية الفضائيات العربية في الحرب، مقارنة بتغطية الفضائيات الغربية للحرب نفسها. هناك إشكالية تحليلية في الاضطرار الى مقارنة الإعلام العربي بالإعلام الغربي يجب التوقف عندها، إذ كأنما يتضمن ذلك إقراراً بأن الأخير هو "المعيار والمقياس" الذي يجب الاحتكام إليه. أولاً، لا يمكننا اعتبار الإعلام الغربي هو المقياس المطلق، لأن النقد الذاتي الذي يواجهه ذلك الإعلام في دوائر الصحافة والبحث والأكاديميا يجرده من سمة "المعيار". فهذا الإعلام، الذي وإن كان أعمق خبرة وأكثر تعقيداً من الإعلام العربي، يعاني من اختلالات بنيوية كبيرة تتعلق باحتكارية الملكية، والوقوع في أسر نظرية "السوق"، والجنوح الى الإثارة وسرعة الإيقاع والصورة المؤثرة، فضلاً عن سيادة خطاب ابتساري واختزالي تسطيحي للقضايا الخارجية. وهو خطاب ينحو منحى استشراقياً، في الكثير من جوانبه، عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين، ويكرس من الصور النمطية السائدة في المخيلة الغربية ولا يتحداها. ذكر لي أحد مراسلي واحدة من كبريات شبكات التغطية الغربية أن شبكة أميركية رئيسة طلبت من زميل له عشية الحرب الأميركية على أفغانستان استطلاع آراء النخبة الباكستانية إزاء تلك الحرب. وانه استضاف عينات من المهنيين والنقابيين والحداثيين والإسلاميين في الاستوديو المخصص في إسلام آباد. لكن منتج البرنامج طلب منه تغيير "الضيوف" والإتيان بمجموعة غاضبة من "الملالي ذوي اللحى" لأن ذلك مفهوماً أكثر للمشاهد الأميركي من استضافة باكستانيين حليقي اللحى ويتكلمون عن معارضتهم للحرب بهدوء، ومن دون صراخ!. مع ذلك لا نستطيع تعميم هذه القصة على كل وسائل الإعلام الغربية، ولا يمكن أن نضعها جميعاً في سلة واحدة، فهناك مثلاً فارق شاسع بين محطة مثل "فوكس نيوز" المتحاملة والمنحازة بإطلاق، ومحطة مثل "القناة البريطانية الرابعة" التي تقدم دائماً وجهة النظر الأخرى بكل شجاعة وموضوعية. كثير من النقد أشار الى أن الفضائيات العربية "ضللت" الرأي العام العربي، وصورت له جوانب من الحرب لم تكن موجودة أصلاً، أو أنها بالغت وضخمت جوانب هامشية منها. وعلى سبيل المثال يُشار الى المبالغة في تصوير "المقاومة"، وما كان ينتظر القوات الأميركية - البريطانية من "فيتنامبغدادية"، والتقليل من وحشية النظام العراقي أو التغاضي عن جرائمه خلال الحرب. صحيح أن جزءاً من تغطية الفضائيات ساهم في خلق صورة عند الرأي العام العربي تعتقد ب"أسطورة عراقية" عسكرية قيد التشكل. لكن هذا الشرك كان "عولمياً" بامتياز، ولم يكن الإعلام الغربي والمحللون الاستراتيجيون الذين يظهرون على شاشاته أقل "سذاجة" من نظرائهم المحللين العسكريين العرب، الذين تعرضوا بدورهم لهجمة نقد شرسة. فالرأي العام الغالب في العالم بأسره كان متوافقاً على أن المعركة الحاسمة والقاسية التي تنتظر القوات الأميركية - البريطانية ستكون في بغداد، وستكون بالغة الشراسة مع قوات الحرس الجمهوري. أي أن الفضائيات العربية، ومحلليها الاستراتيجيين، كانوا يرددون بالعربية ما تردده الفضائيات الغربية بل والعالمية، ومحللوها، باللغات الأخرى. لكن فلننظر الى تهمة التضليل نفسها على الجانب الآخر. يذكر الجميع في الأيام الثلاثة الأولى أن الفضائيات الغربية تلقفت ما كانت تُعلن عنه القيادات العسكرية والسياسية للحملة العسكرية، وانها سقطت في أكثر من فضيحة إعلامية، فكانت هناك تغطيات في تلك الأيام الأولى ثبت أنها تضليلية بامتياز أهمها: 1 سقوط أم قصر في أول أيام الحملة. 2 استسلام فرقة عسكرية عراقية مكونة من ستة آلاف جندي مع قائدها. 3 قيام تمرد في البصرة ضد النظام. والمصدر الوحيد لتلك الأخبار كان القيادات العسكرية والسياسية للحملة، وكان من الواضح أن ذلك كله جزء رئيسي من الحرب النفسية، التي تضمنت شن حرب إعلامية كاسحة موازية للحرب العسكرية الكاسحة، بأمل أن يؤدي ذلك الى انهيار وحدات جيش النظام العراقي التي سيتناهى الى مسامعها، من خلال المنشورات المتساقطة عليها مع القذائف، ان الفرق تستسلم تباعاً، والمدن تتمرد واحدة بعد الأخرى. من المفهوم طبعاً ان يكون الكذب والتضليل أعمدة للحرب النفسية خلال الحروب، لكن من غير المفهوم أن تبلع الفضائيات الغربية، بما فيها كبرياتها مثل "سي أن أن" و"بي بي سي" و"آي تي في" و"سكاي نيوز"، تلك الأكاذيب والتضليلات من دون اختبار للمعلومات والتدقيق فيها وفقاً للتقاليد الصارمة التي تطبقها في الأيام العادية لتغطياتها. والخلاصة هنا هي أن الفضائيات الغربية وقعت في شرك التضليل، وأن الفضائيات العربية التي أرسلت مراسليها الى البصرة حيث "التمرد"، وأجرت مقابلات على الهواء مباشرة مع قائد الفرقة التي "استسلمت"، كانت هي التي اشتغلت بمهنية وذهبت الى الميدان لتتحقق من دقة الأخبار الواردة من القيادات الحربية. التضليل والمبالغة اللذان اتهمت بهما الفضائيات العربية تعلقاً أيضاً بما يحدث في بغداد، وتحديداً بكون تلك الفضائيات كانت تنقل ما يردده النظام العراقي من دون تمحيص، وهذا ينقلنا الى التهمة الثانية. نقل مراسلو الفضائيات العربية على الهواء مباشرة المؤتمرات الصحافية التي كان يعقدها وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف، ولم يكونوا وحدهم من يفعل ذلك. بل شاركهم في التغطية نفسها ومن المكان نفسه، من وزارة الإعلام ثم فندق "فلسطين"، مئات المراسلين من العالم. وكان أولئك المراسلون شبه "أسرى" في الأمكنة التي تحددها لهم وزارة الإعلام، ولم يكن لهم حق التنقل الحر. وكانت نافذتهم الوحيدة للتغطية ما يقوله الصحاف والمسؤولون العراقيون، وما يرونه هم بأعينهم، ولم يكن هناك الكثير مما يشاهدونه. كل هامش المناورة كان في "التذاكي" في توجيه الأسئلة للصحاف، الذي لم يكن يفتقد الوقاحة لإسكات أي صحافي لا يروق له سؤاله. بل كان يعترض على الكلمات والمصطلحات التي يستخدمها المراسلون العرب، كما يقول كثيرون منهم، ووصل به الأمر الى تهديدهم بالتصفية الجسدية كما حصل مع مراسل الجزيرة ماجد عبدالهادي إذا لم "يقولوا الحقيقة". معنى ذلك أن "التضليل" الذي قامت به الفضائيات العربية، بنقلها مؤتمرات الصحاف الصحافية، كان "تضليلاً مكشوفاً"، وكان واضحاً لأقل المشاهدين ذكاء أن هامش مناورة تلك الفضائيات في بغداد كان محدوداً جداً. إضافة الى ذلك، كانت الفضائيات العربية تتسابق على نقل المؤتمرات الصحافية ل"الطرف الآخر" سواء من قاعدة السيلية في قطر، أو واشنطن، أو لندن. بل ان الناطقين الرسميين الأميركيين والبريطانيين تمتعوا بأوقات بث على الهواء لم يتمتعوا بها على شاشات التلفزيون الغربية. وهذا يعني أن "التوازن" كان متحققاً فعلاً بل وإلى درجة غير مهنية أحياناً، لأنه لم يكن مقبولاً من ناحية حرفية نقل "كل" المؤتمر الصحافي ل"كل" المسؤولين. لكن تهمة التواطؤ لا تتوقف هنا، بل، وهذا هو المهم، تنتقل الى القول ان الفضائيات العربية لم تغطِ لا خلال الحرب، ولا طبعاً قبلها، وحشية النظام، وظلمه وبطشه بالشعب العراقي، سواء في الجنوب الشيعي، أو في الشمال الكردي. وهذه التهمة محقة ولا جدال فيها. لكنها تهمة لا تضيف شيئاً جديداً، إذ من كان سيجرؤ على القيام بتغطية لها علاقة من قريب او بعيد بتلك المجازر، ويضمن ان لا يُضاف اسمه وأسماء فريق التصوير معه الى قوائم القتلى والمنكل بهم؟ وكيف كان بإمكان أي وسيلة إعلامية اختراق كل التحصينات الأمنية والوصول الى مثل تلك التغطيات، وعدم خسارة فرق مراسليها. ومع قسوة هذا السؤال حيث يتعلق بالتضحية بحياة مراسلين، إلا أن هناك سؤالاً يبقى برسم الإجابة من قبل إدارات الفضائيات العربية متعلق بالتضحية بالحرمان من دخول العراق إن هي تعرضت لوحشية ذلك النظام من خلال برامج حوارية أو غيرها مما لا علاقة له بالبرامج التوثيقية الميدانية. وهذا السؤال يعود الى سنوات عدة، ولم يكن وليد الحرب فقط. وهنا فإن كل محطة فضائية كانت لها حساباتها الخاصة في إيجاد توازن بين الدرجة التي من الممكن أن تصل اليها في نقد النظام العراقي بما لا يؤدي الى صب جام غضبه عليها وطردها من العراق كلياً. طبعاً هذا لا يبرر السكوت عن تلك المظالم، وبالتأكيد من حق العراقيين الذين اكتووا بظلم النظام أن يرفضوا هذا التحليل البارد، بيد أنه على الأقل يحاول أن يلحظ الصورة بكل أجزائها. ففي وسط إعلامي يشتد فيه التنافس في شكل كبير، تسود المساومات والتنازلات ويصبح رسم التوازنات عملية بالغة الصعوبة، وفي خلال تلك العمليات يسقط جزء من المهنية، وجزء من الموضوعية، وجزء من الحيادية ضحايا لها. وفي هذا السياق، سياق التخلي عن المهنية في مقابل الحصول على "امتيازات" خصوصاً بالتغطية، تقدم "سي أن أن" "نموذجاً" فائقاً حول التواطؤ مع النظام العراقي. فالمعلومات التي كُشفت أخيراً عن مدى وعمق ذلك التواطؤ مثيرة حقاً، ومدهشة. فالشبكة الأميركية التي ظلت تحظى بمعاملة خاصة من قبل النظام خلال سنوات ما قبل الحرب كانت اتفقت مع النظام بأن لا تقوم بأي تغطية للجرائم الوحشية والمظالم التي تراها في العراق في مقابل أن تتمتع بميزات خاصة. بل والأسوأ من ذلك أن الشبكة كانت تحاول إقناع العراقيين بالحصول على "تغطية حصرية" لما يحدث في العراق، أي أن يطرد النظام بقية شبكات التلفزة بحيث تكون "سي أن أن" الوحيدة التي تغطي الحرب، كما حصل في حرب 1991. أي أن أشهر محطة تلفزيونية في العالم تزعم بأنها تريد نشر "الحرية والتعددية" ومن أقوى بلد في العالم يزعم أن رسالته نشر "الحرية والديموقراطية" في العالم تريد القضاء على أي أصوات إعلامية تعددية أخرى تنقل من العراق وجهة نظر أخرى لما يحدث هناك! ردد كثيرون تهمة العاطفية والخطاب التعبوي في شأن تغطية المراسلين العرب من العراق، وهي أكثر التهم انتشاراً، وربما الوحيدة التي يُعتبر جزء منها حقيقياً فعلاً وعليها شواهد كثيرة. بالطبع كان بعض المراسلين العرب يخلطون بين نقل الخبر والتحليل و"تطعيمه" بالرأي الشخصي الخاص بالمراسل. وفي أوقات عدة كانت المساحة التي يستغلها المراسل في نقل "رأيه" أكثر من تلك المساحة التي ينقل فيها للمشاهدين الحدث أو الخبر المعين. لكن في الوقت نفسه كان هناك كثير من أولئك المراسلين ممن امتازوا بالدقة والحرفية، وكانوا حذرين في عدم التورط بالإدلاء بآرائهم، بل كان المشاهد يلاحظ عليهم دقة اختيارهم للألفاظ والكلمات، منسوبة الى مصادرها. وعلى العموم، لا يجب أن يغيب الإطار العام للحرب والمزاج العربي المعادي بشدة لها عن التحليل، وأن أولئك المراسلين كانوا يعملون وسط أجواء اقليمية وشعبية متوترة. فهم كانوا يدركون أنهم يغطون ما تراه المخيلة الجمعية العربية "غزواً أميركياً لبغداد الرشيد"، وكان تمريناً قاسياً بالنسبة الى الكثيرين منهم عزل مشاعرهم الخاصة، وتغطية الحدث ب"حيادية" مطلقة. لكن على العموم، لم يكن المشاهد العربي بالغباء الذي تفترضه كثير من الاتهامات الموجهة الى الفضائيات العربية، حيث يُقال أنها ضللته وخدعته ونزعت عنه القدرة على التفكير والتحليل. فقد كان أي خلط للرأي مع الخبر من قبل أي مراسل عملية مكشوفة يفقد فيها المراسل صدقيته، لا أكثر ولا أقل. والآن كيف كان الوضع على "الجبهة الأخرى"، جبهة تغطية الفضائيات الغربية؟ في الأيام الأولى للحرب، وتحديداً في الأيام الثلاثة أو الخمسة الأولى، كان بالغ السوء، وكان الكثير من الخطاب الإعلامي الغربي منحازاً وتعبوياً. فهناك شواهد كثيرة كان فيها مراسلو الشبكات الكبرى يسقطون سقطات لا تقل سوءاً عن سقطات بعض المراسلين العرب. شبكة "فوكس نيوز" بالطبع لا تخفي انحيازها و"وطنيتها"، وهي تعلن بصراحة انها "تؤسس مدرسة" جديدة في الإعلام، وهي "الانحياز" الى أميركا! لكن بعيداً من فجاجة "فوكس نيوز"، نشاهد مراسلاً لشبكة "سكاي نيوز" يقول: "أرى دبابة من دبابات "العدو" وقد تحطمت كلياً"، متخذاً موقفاً منحازاً باعتماده وصف "العدو"، أو "نحن وهم" وبعيداً من أي أوهام بالحيادية. واستمعنا لكثير من التعليقات والتقارير من محطات كبرى لم تكن بعيدة عن الخطاب الرسمي الأميركي - البريطاني، خصوصاً في الأيام الأولى للحرب حين كان التوتر يسيطر على ذلك الخطاب جراء عدم نجاح نظرية "حرب الأيام الثلاثة" وبروز مقاومة غير متوقعة في الجنوب. لكن علينا أن نقول انه بعد الأسبوع الأول من الحرب، واكتشاف "خديعة" السقوط السريع لأم قصر، وتمرد البصرة، واستسلام فرق الجيش العراقي، استرد كثير من التغطية الإعلامية الغربية بعض الصدقية، وصارت أكثر تدقيقاً في الأخبار الواردة من القيادة العسكرية. بعد هذا، كيف يمكن أن نقوم أداء الفضائيات العربية والغربية وبأي مقياس؟ من الموضوعي أن نقول ابتداء أن البيئة السياسية والإعلامية والقدراتية التي يتحرك فيها الإعلام الغربي أكثر صحية من تلك التي يتحرك فيها الإعلام العربي. ففي الحال الثانية، تتحكم في هذا الإعلام عوامل غير موضوعية مثل طبيعة الملكية الحكومية أو شبه الحكومية، وتفاوت أسقف الحرية الإعلامية، والخضوع للمزاجية الإدارية، وقصر عمر التجربة التاريخية. وفي حال الإعلام الغربي هناك طبعاً معوقات أخرى أو مماثلة، لكنه يظل يتمتع بسقف حريات أعلى، وبشفافية أكبر، وبهيكليات ادارية أكثر وضوحاً ومزاجية أقل وخبرة تاريخية أطول. وإذا أخذنا هذه البيئات في الاعتبار، مضافاً اليها المعايير والمقاييس التي يتفاخر بها الإعلام الغربي، مثل الحيادية والحرفية والصدقية والتوازن، وغير ذلك، فإن النتيجة تكون لمصلحة الفضائيات العربية التي استطاعت أن تكسر الاحتكار الغربي في نقل الأخبار للمرة الأولى في تاريخ العرب الحديث، بل واستطاعت أن تكسر ذلك الاحتكار على مستوى عالمي بدليل أن مئات محطات التلفزة في بلدان العالم من آسيا الى افريقيا وأوروبا وحتى أميركا اللاتينية كانت تأخذ صورها عن الحرب من محطات عربية. وهكذا وبالعودة الى السؤال، عنوان هذه المقاربة، إزاء النقد العربي الشديد لهذه الفضائيات في مقابل النقد الغربي الأقل شدة، يمكن أن نرى الجواب متمثلاً في أن الإعلاميين والأكاديميين الغربيين مطلعون على عيوب ونقاط ضعف الإعلام الغربي أكثر من نظرائهم العرب، ولهذا فلا يرون منطقاً في توجيه اتهامات للفضائيات العربية تعاني منها فضائياتهم بالدرجة الأولى. * كاتب فلسطيني مقيم في بريطانيا.