تنشط المغنية المصرية نادية مصطفى فنياً لتعود إلى جمهورها الكبير، إذ عقدت جلسات عمل عدة مع اثنين من كبار الملحنين في مصر، هما الموسيقاران حلمي بكر ومحمد سلطان. "أحتار عندما اسمع أشياء غريبة ويسمونها أغاني، وهي بعيدة كل البعد من الغناء. ولكن أصحابها يملكون الأموال والقدرة على التوزيع أو وراءهم شركات إنتاج كبرى تساندهم في البث اليومي على القنوات الغنائية الخاصة بهذه الشركات، أو بالدفع على سبيل الإعلان. فتذاع أغانيهم على القنوات التلفزيونية المختلفة ويحققون النجاح"، تقول مصطفى مضيفة:"على رغم ذلك، في داخلي حب للغناء الأصيل الذي تربيت عليه، ولذلك فكرت في أستاذي حلمي بكر، الموسيقار الذي أعتبره والدي الروحي، وهو الذي ساعدني كثيراً في بداية مشواري الفني. وفكرنا معاً في تقديم أغنية فيها طرب تعيش مع الزمن، وتكسر موجة الغناء الهابط الذي يقدم الآن في الساحة الغنائية التي أصبحت لا تطاق، ومن حظي أن الشاعر عبدالرحيم محمد كان عنده أغنية رائعة في كلماتها اسمها"أنا معرفشي". وبدأنا جلسات الحفظ مع المحلن حلمي بكر قبل شهر رمضان الفائت، وسجلت الأغنية ليلة عيد الفطر. وستُطرح بنظام"السنغل"، لأنني غير مرتبطة مع شركات إنتاج". وتعزو مصطفى عدم إنجاز ألبوم غنائي الى كونها غير مرتبطة بشركات إنتاج كبرى،"وهذا يشعرني بالحزن، لأن هناك أناساً ليست لهم صلة بالفن إطلاقاً، وعلى رغم ذلك، فإن شركات الإنتاج تساندهم وتكرر أغانيهم على الناس حتى تعلق في أذهانهم. أنا لا أقول هذا من أجل استجداء أصحاب الشركات الكبرى لتساندني، بل لأنني فنانة أحب فني وأعشق الغناء، ولكن في ظل هذه الفوضى الاقتصادية وتحكّم أصحاب رؤوس الأموال بالفن، سنجد كثيراً من الفنانين بلا عمل، والخاسر هو الشعب البسيط الذي يبحث عن الكلمة الحلوة والموسيقى الجميلة في ظل العناء الذي يلاقيه في حياته اليومية". وعن حل هذه المشكلة، تقول:"هناك مشكلة كبيرة يعاني منها نجوم الغناء في مصر، وهي عدم نجاح الشركات في تسويق الألبومات الغنائية، كونها تخسر لأن الشباب الآن يأخذ الأغاني من على شبكة النت ويسمعها ويضعها في CD من دون استفادة الشركة المنتجة، والأمل بأن تتدخل الدولة لحل هذه المشكلة". وتردف:"هناك أغنية أخرى انا في صدد تسجيلها مع الموسيقار محمد سلطان، ولكننا نحتاج الى بعض الوقت لأن الاستاذ سلطان وهو أستاذي الأول، من الصعب أن يسجل أغنية بسهولة، إلا إذا تأكد تماماً أن هذه الاغنية ستحقق نجاحاً طول العمر، وليس لفترة قصيرة". وعن السؤال الذي يطرح دائماً عن أن الفنانين العرب استطاعوا أن يسحبوا البساط من تحت أقدام المطربين المصريين، تقول:"شركات الانتاج هي التي تصنع للمطرب أو للمطربة الجو المناسب من الدعاية، ليحقق النجاح". وتسأل:"هل معقول أن القنوات الغنائية الخاصة لا تذيع اغاني لهاني شاكر ومدحت صالح ومحمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو؟ كل هؤلاء النجوم الكبار لا تجدهم على خريطة القنوات الغنائية. المغنية الوحيدة التي ساندتها شركة نصر محروس هي شيرين عبدالوهاب. القضية إذاً هي شركات الانتاج، فأغانيّ لا تذاع إلا في القنوات الأرضية في التلفزيون المصري والإذاعة المصرية، ولا أجدها على كل القنوات الفضائية الخاصة، وهذه كارثة كبرى لأي فنان يريد أن يوصل فنه إلى كل الشعوب العربية". وتضيف:"ما يريحني بعض الشيء أن الناس ما زالت تتذكر أعمالي وأسمعها عندما أسير في الشارع مع البسطاء الذين يمتلكون الكاسيتات البسيطة، وما زالت الحفلات هي المتنفس الوحيد للفنانين المصريين المهضوم حقهم". وعن أسباب عدم تعاقد شركة"روتانا"معها، على رغم تعاقدها مع مغنين مصريين كثر، ترى مصطفى أن هناك أسباباً"لا أعلمها على رغم أن الاستفتاءات التي تجرى سنوياً ويشارك فيها كبار الملحنين والفنانين تضعني أنا والمطربة أنغام في مقدم المطربات العرب".