سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تنشر النص الإنكليزي للاتفاق الأمني وبغداد تنفي أي فرق بينه والنص العربي . الصدر يعلن "الحداد" لكنه لن يتحرك عسكرياً و "علماء المسلمين" تتهم "التوافق" ب "بيع العراق"
لم تحسم مصادقة البرلمان العراقي على الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة الجدل حوله بين الأحزاب والقوى السياسية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض. وامتد الانقسام إلى داخل كل طائفة. هيئة"علماء المسلمين"السنّة اتهمت"الحزب الإسلامي"والأطراف السنّية الأخرى المؤيدة للاتفاق ب"بيع العراق". والزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن الحداد ثلاثة أيام احتجاجاً على توقيعه، لكنه لم يأمر أنصاره ببدء المواجهة لإسقاطه:"حفاظاً على وحدة البلاد". واعتبره أحد وكلاء السيستاني"انتقاصاً من السيادة". وفيما أكدت مصادر حكومية عراقية أن لا فرق بين النص العربي للاتفاق والنص الإنكليزي الذي أفرجت عنه الولاياتالمتحدة أمس"كي لا يؤثر في مواقف المشرعين العراقيين قبل التصويت عليه"، تكثفت التحركات لتشكيل لجان مشتركة للبدء بتطبيقه. أمنياً، أعلنت الشرطة أن نحو 12 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 17 عندما فجر انتحاري نفسه داخل مسجد شيعي في بلدة المسيب 60 كم جنوببغداد خلال الصلاة. وفي أول رد للصدر على إقرار البرلمان للاتفاق مع واشنطن، دعا أنصاره الى إعلان الحداد ثلاثة أيام واقامة مجالس عزاء. ونقل بيان صادر عن مكتب الصدر في النجف قوله:"نعزي الشعب العراقي بهذا المصاب ... اتفاقية الذل والهوان". وطالب الصدر أنصاره ب"اقامة مجالس العزاء في عموم المساجد"، و"نشر السواد في عموم البلاد"و"اغلاق مكاتبه في العراق لثلاثة أيام". وتظاهر مئات المصلين، على رغم فرض قوات الأمن اجراءات أمنية مشددة قرب موقع الصلاة، وأحرقوا العلم الأميركي وسط هتافات"كلا كلا اتفاقية". وفي كربلاء 100 كلم جنوببغداد، أشار ممثل السيستاني احمد الصافي إلى رفض بعض النواب وموافقة آخرين على الاتفاق، وقال:"هناك قلقان الأول: هل ستمارس الحكومة السيادة بمقدار ما هو منصوص في الاتفاق؟ والثاني: عدم وجود ضمانات قانونية لإخراج العراق من البند السابع وإلغاء ما كبله بعد أحداث عام 1991". وطالب العراقيين بالعمل على تحقيق سيادة البلاد"واذا أرادوا تحقيق ذلك فيحققونه بالوحدة والابتعاد عن المصالح الضيقة الفئوية والطائفية". وحذر من ان"سيادة العراق خلال فترة وجود القوات الأجنبية لا تكون كاملة، بل ناقصة من نواح عدة منها الحصانة القضائية للجنود وعدم تفتيش البريد الرسمي وحرية القوات الأجنبية في الدخول والخروج". وكانت هيئة"علماء المسلمين"اعتبرت في بيان أمس ان البرلمان"باع العراق وشعبه"بتوقيعة"اتفاق الاذعان للاحتلال". واتهمت"جبهة التوافق"السنّية، من دون ان تسميها، بأنها"قدمت طوق النجاة للاحتلال كما فعلت عند تمرير الدستور". واعتبرت"وثيقة الاصلاح السياسي"التي قدمتها"التوافق"لخدمة"مصالح سياسية وهمية". إلى ذلك، أعرب المرجع الشيعي محمد اليعقوبي عن"خيبة أمله"من توقيع الاتفاق. ونشرت الولاياتالمتحدة أمس نص الاتفاق الأمني بالإنكليزية بعد ان كانت رفضت ذلك قبل ان يصادق البرلمان العراقي على النص العربي. وقلل المستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي من المخاوف حول وجود ترجمات مختلفة للنص، وقال ل"الحياة"إن"ما يثار من ضجة حول وجود اختلاف بين النصين مبالغ فيه ولا أساس له من الصحة". واضاف ان الوفد العراقي المفاوض"قارن بين النصين كلمة كلمة وحرفاً حرفاً ولم يترك أي مجال للتأويل في أي نص أو بند". ولفت الى ان"الاتفاق أكد ان اللغتين هما الحكم. ولم تعط أي لغة الأرجحية على الاخرى، عند التنازع حول فقرة أو نص أو كلمة في المحاكم الدولية، وعند حدوث اشتباه معين لن يعتمد نص واحد". وكان النائب عن كتلة"الحوار الوطني"محمد الدايني شكك في تأخير الإدارة الأميركية نشر النسخة الانكليزية للاتفاق، وقال ل"الحياة"إن"هناك تضارباً بين النسختين وبعض النصوص المبهمة للاتفاق قد يذهب الى تحميل العراق تمويل القطعات العسكرية الأميركية". نشر في العدد: 16675 ت.م: 29-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: الصدر يعلن "الحداد" لكنه لن يتحرك عسكرياً و "علماء المسلمين" تتهم "التوافق" ب "بيع العراق"