اكدت مصادر رسمية عراقية الجمعة أن الاتفاقية الامنية بين بغداد و واشنطن التي اقرها البرلمان الخميس وتحدد مستقبل القوات الاميركية في البلاد، ستصبح نافذة بعد اسبوعين. وقال نصير العاني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية لوكالة فرانس برس "يفترض ان يتسلم مجلس الرئاسة الاتفاقية يوم الاحد القادم، وعند اقرارها تعد نافذة وفي حال رفضها تعاد الى مجلس النواب". واضاف "اما في حال مر عشرة ايام من تسلم المجلس للاتفاقية ولم يتم اتخاذ القرار بصددها فتعتبر نافذة" ايضا. واقر البرلمان العراقي الخميس، باغلبية 149صوتا من اصل 198نائبا حضروا الجلسة هذه الاتفاقية التي تنظم وجود القوات الاميركية في العراق بعد انتهاء تفويض الاممالمتحدة الممنوح لها حتى نهاية 2008.من جانبه، اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عدم الحاجة لتوقيع جديد بين العراق والولاياتالمتحدة، بعد توقيع الاتفاقية في 17من الجاري مع السفير الاميركي في العراق رايان كروكر. وقال زيباري لفرانس برس ردا على سؤال حول توقيع جديد للعراق والولاياتالمتحدة للاتفاقية "كنت مفوضا من قبل حكومتي والسيد كروكر كان (مفوضا) من قبل (وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا) رايس، ولا توجد حاجة لمراسم اخرى للتوقيع" من جديد. وتنص الاتفاقية خصوصا على انسحاب "جميع قوات الولاياتالمتحدة" البالغ عددها حاليا 146الف جندي "من جميع الاراضي والمياه والاجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31كانون الاول/ديسمبر عام 2011". كما تنص ايضا على انسحاب "جميع قوات الولاياتالمتحدة المقاتلة من المدن والقرى والقصبات العراقية في موعد (....) لا يتعدى 30حزيران/يونيو 2009". ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الجمعة انصاره الى اعلان الحداد ثلاثة ايام واقامة مجالس العزاء احتجاجا على اقرار البرلمان العراقي للاتفاقية الامنية مع واشنطن. ونقل بيان صادر عن مكتب الصدر في النجف ( 160كلم جنوب بغداد) عن الصدر "نعزي الشعب العراقي بهذا المصاب (..) اتفاقية الذل والهوان". وطالب الصدر وفقا للبيان انصاره ب"اقامة مجالس العزاء في عموم المساجد" و"نشر السواد في عموم البلاد" و"اغلاق مكاتب الصدر في العراق لثلاثة ايام". واكد الشيخ اوس الخفاجي المقرب من الصدر في مؤتمر صحافي الجمعة مواصلة رفض التيار للاتفاقية قائلا "نحن باقون على موقفنا، وسنقاوم بكل اشكال المقاومة وكل اشكال الجهاد". واعلن الصدر في 14من الجاري، تشكيل كتائب باسم "لواء اليوم الموعود" قال انها ستقاتل الاميركيين في حال بقائهم في العراق. واضاف الخفاجي "لن نقبل بهذه الاتفاقية مهما كانت وهي لا تعني لنا شيئا". بدوره، وصف لواء سميسم رئيس الهيئة السياسية للتيار اقرار الاتفاقية ب"مصيبة يوم الخميس الاسود". وقال "سنبقى رافضين وسيسجل التاريخ مواقفنا ومواقف من وقع على الاتفاقية". من ناحية أخرى وجه الرئيس الاميركي جورج بوش "تهنئة" الى البرلمان العراقي اثر اقراره الخميس الاتفاقية الامنية "التاريخية" مع الولاياتالمتحدة التي تنص على انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية 2011، بحسب بيان للبيت الابيض. وقال بوش في البيان ان "التصويت الذي حصل اليوم يظهر تطور الديموقراطية في العراق وقدرته المتنامية على ضمان امنه الذاتي"، معربا عن امله بان "يقر مجلس الرئاسة العراقي بسرعة" هذه الاتفاقية. واضاف بوش "نهنئ اعضاء مجلس النواب على اقرارهم هذين الاتفاقين التاريخيين اللذين سيخدمان المصالح المشتركة والمستديمة لبلدينا والمنطقة". وتابع الرئيس الاميركي في بيانه "قبل عامين كان هذا اليوم يبدو بعيد الاحتمال، ولكن النجاح الذي حققه ارسال تعزيزات (اميركية مطلع 2007الى العراق) وشجاعة الشعب العراقي امنا الشروط اللازمة للتفاوض على هذين الاتفاقين واقرارهما من قبل البرلمان العراقي". وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو في بيان "نظرا الى الوضع الذي كنا فيه في كانون الثاني/يناير 2007، فاننا حققنا تقدما على الصعد السياسية والاقتصادية وفي المجال الامني"، مشيرة بذلك الى اعلان بوش ارسال قوات اضافية الى العراق. واضافت المتحدثة "الى درجة ان تحست الظروف قد اتاح لنا التوصل الى هذا الاتفاق المتبادل مع عراق يتمتع بالسيادة ويحل مشاكله عبر السياسة وليس بالبنادق والقذائف". واعتبرت ان الاتفاق "نجاح كبير لجيشنا ولقوات الامن العراقية". على صعيد آخر نشرت الولاياتالمتحدة الخميس الصيغة الانكليزية للاتفاقية حول الوجود العسكري الاميركي في العراق بعدما امتنعت عن ذلك حتى اقرار النص في البرلمان العراقي. ونشر البيت الابيض الترجمة الرسمية لنص الاتفاقية بعد ساعات على تصويت النواب العراقيين على الاتفاقية التي استمر التفاوض بشأنها قرابة العام بين واشنطن وبغداد. وقال الناطق باسم البيت الابيض كارلتون كارول لوكالة فرانس برس "اعتبرنا ان من المناسب نشر النص بعد اقراره في البرلمان العراقي"، معتبرا ان نشره قبل ذلك كان ليؤثر على النقاشات حول الاتفاق الذي ينص على انسحاب القوات الاميركية بالكامل من العراق بحلول نهاية العام