عندما تهمل الأمم والشعوب تاريخها، تسقط وتضيع في متاهات الزمن، فكم من الأمم والشعوب سقطت، وكم من الأنظمة والإمبراطوريات انهارت، وكم من التاريخ السيئ شكل دفعاً قوياً للأمم كي تعيد صناعة تاريخها. فأين نحن من تاريخنا الخالد؟ ولماذا نُضيّع هذا التاريخ ونحكم على أمتنا اليوم بالتخلف والتدهور القيمي والأخلاقي؟ علينا جميعاً أن نقرأ التاريخ ونستفيد من تجارب الأمم السابقة، لنسخرها في حاضرنا. في تاريخنا من الخوالد والمآثر ما هو كفيل بأن يعيد الى الأمة العربية مجدها وعزّتها وكرامتها، فيجب علينا أن نتخذ من هذا التاريخ نقطة للانطلاق والعودة الى ريادة العالم وقيادته. إن المشكلات التي نعاني منها اليوم هي مشكلات مشابهة حدثت في تاريخنا وقد تغلب عليها السابقون، وحتى نتغلب عليها نحن يتطلب الأمر منا العودة الى التاريخ، وتجارب الشعوب والأمم السابقة في مواجهة مشكلاتها وكيفية التغلب عليها، وهذا لا يتأتى إلا بالجهد والعمل والإيمان القوي بالقدرة على التغيير.على دولنا العربية وقادتها وكل الهيئات العربية، العمل على الاهتمام بتاريخنا وتنمية الوعي بأهميته، بهدف تربية الجيل وتنشئته على معرفة تاريخه الصحيح، كي ننتصر على أعدائنا الذي يريدون لنا أن ننسى تاريخنا، لذلك قاموا بتشويه هذا التاريخ خلال استعمارهم البلاد العربية، وتحكموا بالمناهج الدراسية وزوّروا الحقائق. غسان مصطفى الشامي - بريد الكتروني