وافق الزعيم الكونغولي المتمرد لوران نكوندا على دعم عملية سلام في شرق الكونغو يتفاوض عليها مبعوث الأممالمتحدة الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو. تزامن ذلك مع معارك ضارية توقفت لاحقاً، بين الجيش الكونغولي وقوات المتمردين على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال مكان عقد اللقاء. وأكد أوباسانجو التوصل إلى اتفاق، فيما قال نكوندا متحدثاً بالفرنسية:"طلب منا مواصلة دعم عملية"السلام ووافقنا." وتصافح الرجلان بحرارة. وارتدى لوران نكوندا بزة رمادية وقميصاً أبيض وربطة عنف حمراء، بدل البزة العسكرية التي يرتديها عادة. وارتدى اوباسنجو وهو رئيس نيجيريا السابق، اللباس النيجيري التقليدي. واستعرض الرجلان قوات المتمردين في المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب بزعامة نكوندا. ودخل اوباسنجو ونكوندا بعد ذلك يداً بيد الى المبنى الذي عقد فيه اللقاء. ولم يلتق اي من الموفدين السابقين الذين اتوا في الأسابيع الأخيرة الى الكونغو الديموقراطية زعيم المتمردين رسمياً. ميدانياً، أفادت الأممالمتحدة بأن"معارك ضارية"دارت أمس بين المتمردين والجيش، على بعد عشرين كيلومتراً من مدينة كانيابايونغا الاستراتيجية في اقليم شمال كيفو، وعادت وأكدت أنها توقفت لاحقاً. وقال الناطق العسكري باسم بعثة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية اللفتنانت كولونيل جان بول ديتريتش"ان المعارك توقفت حوالى الساعة 8.30 6.30 ت غ وعاد الهدوء الآن". وأضافت بعثة الأممالمتحدة ان المعارك بدأت قرابة الساعة السابعة الخامسة ت غ في ضواحي بلدة رويندي التي تبعد نحو عشرين كلم جنوب شرق مدينة كانيابايونغا التي تعتبر موقعاً استراتيجياً خاضعاً للقوات الحكومية ومنفذاً نحو كل الجزء الشمالي لإقليم شمال كيفو. وأضاف اللفتنانت كولونيل ديتريتش:"لا نملك حصيلة دقيقة في الوقت الحاضر"، مشيراً الى ان ستة جرحى من الجيش الكونغولي هم في عهدة القبعات الزرق. ولم تعرف بعد بوضوح أسباب اندلاع المواجهات بحسب بعثة الأممالمتحدة التي أرسلت"دورية كبيرة الى المكان". من جهته اتهم الناطق باسم حركة التمرد المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب برتران بيسموا الجيش الكونغولي بمهاجمة مواقع المتمردين فجراً واستخدام المدفعية الثقيلة. الى ذلك أكد الجيش في بيان نشر في كينشاسا أمس، توقيف"معظم"جنود الجيش الكونغولي الذين قاموا بأعمال نهب هذا الأسبوع في منطقة كانيابايونغا. وأفادت هيئة أركان الجيش في البيان:"في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر، ارتكبت عناصر من القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية بعض أعمال النهب في مدينة كانيابايونغا"في إقليم شمال كيفو. وأكدت ان الشرطة"أوقفت معظمهم واستعادت الممتلكات المسروقة". وعندما توجهت اليه وكالة فرانس بر بالسؤال رفض المتحدث باسم هيئة الأركان الكولونيل ليون ريشار كاسونغو إعطاء مزيد من التفاصيل. وتابع البيان ان"مرتكبي أعمال النهب سيحالون قريباً على المحكمة العسكرية في غوما"عاصمة اقليم شمال كيفو"لمعاقبتهم بصرامة وفقاً للنظام التأديبي العسكري". وأشارت الأممالمتحدة الى ان بعض الجنود ارتكبوا تجاوزات وعمليات نهب على نطاق واسع في كانيابايونغا ومنطقتها مطلع الأسبوع الماضي. نشر في العدد: 16663 ت.م: 17-11-2008 ص: 18 ط: الرياض