اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أن منطقة الخليج من أكثر مناطق العالم دينامية وتميزاً، علماً أن تحديات كبرى لا تزال تواجه فرص العمالة لشعوب المنطقة. وشدد براون على أن الشركات البريطانية، في مختلف المجالات تستعد لتقديم الخدمات في المنطقة وفي مجالات الصناعة والهندسة وغيرها. وتحدث براون عبر الفيديو من مقر 10 داونينغ ستريت، مخاطباً الحفل الذي أقامته غرفة التجارة العربية - البريطانية في بريطانيا وحضره وزراء وسفراء عرب ورجال وسيدات أعمال خليجيون وبريطانيون شاركوا في المعرض التجاري الخليجي - الأوروبي، الذي نظم تحت شعار"الفرص والتجارة والصداقة". ورعت الحفل شركة آرامكو السعودية. وأكد وزير الاعمال البريطاني لورد بيتر ماندلسون للحضور، أن اتفاق الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا، الذي يبحث منذ 20 عاماً، أصبح على وشك الجهوزية للتوقيع. وأضاف:"لم يبق سوى تنازلات بسيطة يقدمها كلا الطرفين قبل التوقيع قريباً". وشدد ماندلسون، وكان يشغل منصب مفوض التجارة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على التكامل الاقتصادي بين بريطانيا ودول مجلس التعاون، وفرص الشراكة الاقتصادية الواقعية بين بلده ودول الخليج. وأشار الى أن اقتصاد بلاده يعمل على سد حاجات مواطنين مسنين في حين تواجه الاقتصادات الخليجية تحدي تلبية حاجات مجتمع المواطنين الشباب وصغار السن. وناشد دول الخليج تلبية النداءات العالمية للمشاركة، وعلى أساس الشريك، للخروج من أزمة المال التي يشهدها العالم. وأشارت الأمينة العامة الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة العربية - البريطانية أفنان الشعيبي الى أن حجم الصادرات البريطانية الى دول مجلس التعاون بلغ 12 بليون جنيه استرليني عام 2007 معظمها في شكل خدمات وبضائع. وزاد حجم الصادرات البريطانية الى المنطقة 20 في المئة. ونوهت الشعيبي بالحضور المميز للشركات الخليجية، معتبرة تنظيم المعرض فرصة نادرة لبحث المزيد من التعاون بين الدول الخليجية ودول الاتحاد الأوروبي. وتحدّث المدير التنفيذي لشؤون"آرامكو السعودية"خالد عبدالله البريك، عن المملكة السعودية التي تشكل أكبر أسواق المملكة المتحدة خارج إطار"منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية"، وأهم شركائها التجاريين والاستثماريين في منطقة الشرق الأوسط وعرض نبذةً سريعةً عن"آرامكو"، التي تختزن أكبر احتياطات نفط تقليدية ومثبتة وتحتل المرتبة الرابعة من حيث احتياطات الغاز، إضافةً إلى موقع الريادة في العالم من حيث إنتاج النفط وتصديره. وقال:"من سمات"آرامكو السعودية"الحيوية، انفرادها بإمداد العالم بالطاقة، إذ أنّ قدرتها الإنتاجية الاحتياطية تتراوح ما بين 1.5 مليون ومليونيْ برميل يومياً تستطيع من خلالها ضخ كميات إضافية من النفط في حال حدوث أي خلل على مختلف المستويات. وتعتبر هذه القدرة الاستراتيجية حيوية لضمان استقرار المستهلكين والمنتجين على حدٍ سواء". وأوضح أن التزام"أرامكو السعودية"بمفهوم الترابط في مجال الطاقة، ينطوي على برنامج مكثف لجهة استكشاف النفط والغاز، إضافة إلى محفظة مشاريع ضخمة من الفئة العالمية تهدف إلى تعزيز القدرة الإنتاجية، والانتقال إلى قطاع البتروكيماويات بغية إدخال سلسلة من القيم الجديدة داخل المملكة، وثقافة الابتكار الملتزمة بالتقنيات الجديدة والبحوث والتطوير من أجل منتجات وعمليات تصنيع أكثر فعاليةً وصفاءً. وتناول معنى الترابط من وجهة نظر المعرض. و"كيف تُبنى العلاقات من خلال التواصل. ومن خلال تشاطر الموارد، بدءاً من المعرفة ووصولاً إلى التقنيات، ومن المنتجات إلى الخدمات مروراً بالموهبة. ومن خلال تخطي الصعاب والعقبات. هكذا تُبنى العلاقات". وعرض نشاطات الشركة في بريطانيا مثل فريق العمل على مشروع"منيفة"الضخم المتخصص في عمليات تطوير النفط البرية والبحرية، وتصل قدرته الإنتاجية إلى 900 ألف برميل من النفط الخام الثقيل العربي في اليوم الواحد، المتواجد في بريطانيا في مهمة عمل. وختم بقوله:"يمكن للتبادل والمصلحة المشتركة وتعزيز التفاهم، التي تغذي جميعها العلاقات، أن تحملنا من معركة البقاء في زمن الصعاب إلى عالم الازدهار". نشر في العدد: 16661 ت.م: 15-11-2008 ص: 24 ط: الرياض