مع اقتراب موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات نهاية كانون الثاني يناير المقبل يحتدم الصراع في محافظة الانبار غرب بغداد بين مجلس انقاذ الانبار والحزب الاسلامي ويتصاعد تبادل الاتهامات بين الطرفين بالفساد و"شراء الذمم". واتهم رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس"الحزب الاسلامي بإغداق الاموال على بعض شيوخ الانبار لشراء ولائهم للتصويت لصالح قوائمه الانتخابية"مشيرا في اتصال مع"الحياة"الى ان"قادة الحزب الاسلامي الذين بدأوا بالتقاطر على محافظة الانبار يعقدون صفقات سرية مع بعض شيوخ عشائر المحافظة لإقناعهم بدخول الانتخابات في قوائم ترفع شعار الاستقلالية لكنها ترتبط سراً بالحزب الاسلامي". ولفت الهايس الى ان"مجلس الانقاذ تمكن من اعداد قائمة بأسماء الشيوخ الذين تواطؤوا مع الحزب الاسلامي وسيتم الاعلان عنها قريبا". واتهم"زعيم صحوة الانبار الشيخ احمد ابو ريشة بتشجيع الاسلاميين على استغلال شيوخ الانبار، من خلال تحالفه المطلق مع قيادات الحزب الاسلامي ومنحهم الفرصة لاعادة نفوذهم في الانبار". واضاف الهايس:"بات مستحيلاً فوز الاسلاميين في انتخابات مجالس المحافظات لانكشاف اوراقهم أمام أبناء الانبار الذين بذلوا جهودا كبيرة لتأمين محافظتهم وطرد الارهابيين منها بعدما ايقنوا تماما ان الحزب الاسلامي حاول تجيير الانجازات التي تحققت بفضل تكاتفهم باسمه، لكنه فشل". وتابع ان التكتل الوحيد الذي يجمع غالبية اهالي الانبار على تأييده هو"جبهة عشائر العراق التي شكلت أخيراً". في صفوف الشرطة ونفى الهايس وجود مشاكل بين الحكومة وعشائر الأنبار بشأن مقاتلي الصحوة من ابناء الانبار، وقال إن"مسلحي الإنقاذ والصحوة وثوار الأنبار أصبحوا في صفوف الشرطة والجيش، ويعملون وفق القانون، فلا يوجد من يقاتل خارج الأجهزة الأمنية"لافتاً الى ان"الانبار تعد حاليا من المدن المستقرة والهادئة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض اعمال العنف فيها بشكل كبير". الى ذلك قلل الحزب الاسلامي من اهمية تصريحات الهايس مؤكدا انها"تصريحات شخص مأجور لا تستحق الرد". وقال الناطق باسم الحزب الاسلامي النائب سليم عبدالله في حديث الى"الحياة"إن"تصريحات الهايس مأجورة لصالح بعض الجهات التي تعمل جاهدة من اجل شق وحدة صف ابناء الانبار الى جانب تشويه سمعة الحزب الاسلامي"مشيرا الى ان"مثل تلك التصريحات لا تستحق الرد كونها معروفة الغايات". وكان النائب عن"جبهة التوافق"عمر عبدالستار اكد في تصريحات سابقة الى"الحياة"ان"مجلس الانقاذ يحاول تصعيد الخلاف بينه وبين الحزب الاسلامي الذي يشهد له الجميع بوطنيته وحرصه على دعم ابناء جلدته لبناء العراق الجديد"مضيفا ان"الانتخابات المقبلة ستكشف حقيقة تلك التنظيمات التي تحاول تشويه سمعة الحزب الاسلامي الذي سيحصد غالبية الاصوات باعتماده قواعده الشعبية في الانبار". الى ذلك، شكك أعضاء في مجلس محافظة ديالى بإمكان تأمين الأوضاع الامنية للانتخابات المقبلة في المحافظة. وقال النائب علي التميمي في تصريح الى"الحياة"إن"الهجمات، سواء عن طريق العبوات الناسفة او الهجمات الانتحارية، تؤشر الى ان بعض مدن ديالى غير مؤهلة لخوض الانتخابات"، مشيرا الى ان"الوضع الامني لا يزال هشا"وتوقع ان"تشهد ديالى وضعا امنيا سيئا خلال فترة الانتخابات المقبلة". وكان قائد شرطة ديالى أكد جهوزية القوات الامنية لتأمين الوضع الامني خلال الانتخابات المقبلة في عموم المحافظة. نشرت في العدد: 16657 ت.م: 2008-11-11 ص: 12 ط: الرياض