ناقشت وزيرة التربية والتعليم العالي اللبنانية بهية الحريري في مجدليون مع وفد من لجنة المتابعة الفلسطينية المنبثقة من القوى الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة، الأوضاع الأمنية"غير المستقرة"في المخيم وسبل تحصين الساحة الفلسطينية ومنع اختراقها من أي غرباء، والحفاظ على أمن المخيم والجوار، الى جانب موضوع إعادة إعمار مخيم نهر البارد، والشأن الإنساني والحياتي لأبناء المخيمات. ولم تخف الحريري"القلق من الأحداث التي يشهدها مخيم عين الحلوة منذ أكثر من شهرين"، لكنها أعربت عن ثقتها ب"وعي الأفرقاء الفلسطينيين في المخيم وعلى الساحة الفلسطينية في لبنان وعدم الانجرار لأي محاولة أو خلاف يمكن أن يؤديا الى اشتباك يؤثر في عين الحلوة وصيدا". وقالت الحريري:"أعتقد ان هناك إرادة لدى جميع الأخوة الفلسطينيين من فصائل منظمة التحرير وتحالف وقوى إسلامية بعدم السماح بأي انجرار لأي انفجار يؤثر في أمن المدينة وأمن الفلسطينيين وقضيتهم. وإذا كانت هناك من خلافات فيمكن أن تحاصر وتحتوى وأن يكون هناك نوع من المصارحة والحوار الذي يؤدي الى رفع مصلحة القضية الفلسطينية فوق مصلحة الأفراد". وأشار أمين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد مقدح اثر اللقاء الى أن"الوزيرة الحريري أبدت حرصها الشديد على أمن عين الحلوة واستقراره ولم تخف قلقها من الأوضاع التي تحصل يومياً في المخيم". ونقل عنها تأكيدها"ضرورة أن لا يدخل أي غريب الى المخيم"، ووعدها بأنها ستعمل جاهدة على ان"تصل الأمور باتجاه تثبيت الوضع الأمني فيه والاهتمام بالجانب الإنساني والاجتماعي والحياتي لأبنائه". وقال مقدح:"أكدنا لها أننا بالتعاون معها، ومن خلال لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، ومع فاعليات مدينة صيدا، سنعمل على تثبيت الأمن والاستقرار في عين الحلوة، وأكدنا ضرورة معالجة الوضع التربوي والإنساني والخدماتي ورفع المستوى المعيشي والوضع الإنساني للشعب الفلسطيني، وحرصنا على أمن والمخيم والعلاقة مع الجوار اللبناني". وأشار الى أن"التوطين والتهجير مرفوض من كل القوى، وجددنا التمسك بمشروعية الحق الفلسطيني في العودة الى فلسطين". وقال مسؤول حركة"حماس"في منطقة صيدا أبو أحمد فضل اثر اللقاء:"للأسف الشديد أن المخيمات الفلسطينية في شكل عام، ومخيم عين الحلوة ومخيم البداوي في شكل خاص، تسلط عليهما الأضواء في شكل سريع ومتفاعل، وهذا يضر بالقضية الفلسطينية وبملف المخيمات الفلسطينية، نحن كلجنة متابعة مع الأمن والاستقرار في المخيم ومع ترتيب الأمور مع كل الأفرقاء وتحديداً مع جوار عين الحلوة في منطقة صيدا، أما لجهة اتخاذ إجراءات داخل المخيم فلجنة المتابعة من كل القوى والفصائل تسهر ليلاً ونهاراً على أمن الناس وتحرص على أن لا يتورط مخيم عين الحلوة في أي ملف". وأضاف:"إذا ثبت أو تبين أن شخصاً ما له علاقة بملف معين فتتم معالجة الأمر بالتفاهم بالضغط على هؤلاء الناس لئلا نتورط في اي مشكلة جديدة ولئلا يحدث كما حدث في مخيم البداوي أو كما حدث في السابق في مخيم نهر البارد". وأضاف فضل:"أننا حريصون جداً، لأن مخيم عين الحلوة هو عنوان اللجوء وعنوان الشتات واذا حصل لمخيم عين الحلوة ما حصل في نهر البارد أو غيره فنعتبر ان الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية على المحك وان حق العودة وحق اللاجئين وحقوقنا المدنية والإنسانية والسياسية تضيع في مهب هذه الملفات الأمنية. فنحن حريصون على أن نكون متعاونين كفصائل فلسطينية مجتمعة مع القوى اللبنانية ومع النواب ومع الوزيرة الحريري والفاعليات الصيداوية والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كي نحفظ الأمن في مخيمنا وفي جوار المخيم". ولفت فضل الى أن"موضوع تشكيل القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة بحاجة الى ترتيب لأن هذا عمل مشترك لكل القوى والفصائل ويحتاج الى غطاء أمني وسياسي، وعمل القوة الأمنية أصلاً هو جزء من المرجعية الفلسطينية الموحدة في لبنان لأن هذا عمل مشترك وهذا لا ينطبق فقط على مخيم عين الحلوة بل يشمل كل المخيمات في لبنان، لكن نحن من خلال لجنة المتابعة ومن خلال التواصل الدائم نحرص على ضبط الوضع ونعمل على ترتيب البيت الفلسطيني ما استطعنا وعلى تشكيل مرجعية فلسطينية ترعى تشكيل القوة الأمنية ومعالجة كل القضايا". عرض عسكري إلى ذلك، أقامت حركة"فتح"عرضاً عسكرياً في مخيم عين الحلوة هو الأكبر منذ أعوام، في الذكرى الرابعة لغياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وشارك في العرض نحو 400 عنصر من الحركة التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في حضور مئات الأشخاص في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وارتدى العناصر زياً عسكرياً، حاملين بنادق رشاشة وقاذفات صواريخ. وتبعتهم آليتان عسكريتان تحمل كل منهما مدفعين مضادين للطائرات. وقال منير المقدح، قائد"الكفاح المسلح الفلسطيني"في لبنان المكلف ضبط الأوضاع الأمنية داخل المخيمات، لوكالة"فرانس برس"ان هذا العرض"هو الأكبر في مخيم فلسطيني منذ 1991"، زمن تطبيق اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية وأدى الى تسليم غالبية الميليشيات المحلية سلاحها للسلطات الرسمية. وأضاف المقدح:"فليعلم الجميع ان تحويل مخيم عين الحلوة الى نهر بارد جديد هو أمر مرفوض" وفي مخيم الرشيدية أيضاً، أحيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة"فتح"الذكرى الرابعة لاستشهاد عرفات والذكرى العشرين لإعلان وثيقة الاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية باحتفال جماهيري حاشد في مخيم الرشيدية، في مشاركة مسؤولين لبنانيينوفلسطينيين. وألقيت في الاحتفال كلمات عدة أبرزها لأمين سر حركة"فتح"في لبنان سلطان أبو العينين الذي اعتبر"ان الحوار الفلسطيني - الفلسطيني يجب ان يكون الاعتبار الأول لأنه يشكل منعة الشعب الفلسطيني ومقاومته للعدو الإسرائيلي"، داعياً الى"ضرورة الابتعاد عن المصالح السياسية الضيقة ووضع القضية المركزية أمام نصب أعين الجميع، وان تعود غزة الى حضن الشرعية الفلسطينية تأكيداً على ان فلسطين وطن واحد لجميع أبنائه". ورأى أبو العينين ان"الاعتذار يجب ان يكون من أهالي تل الزعتر وذوي الشهداء وجسر الباشا ومن صبرا وشاتيلا، ومن كل الذين دفعوا ثمن الانتماء للقضية الفلسطينية ومقاومتها"، مناشداً الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري والسيد حسن نصر الله"العمل لإعادة إعمار مخيم نهر البارد". وأكد ان"قرار فصائل منظمة التحرير الفلسطينية واضح، فلا مجال لترك أحد يخل بالأمن اللبناني داخل المخيمات الفلسطينية". نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: 15 ط: الرياض