كررت بغداد امس رفضها الغارة الاميركية على سورية لكنها طالبتها بالتصرف ك"جيران طيبين"مؤكدة عدم رضاها عن تعاونها لوقف حركة المتمردين عبر الحدود. فيما اتصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بنظيره السوري بشار الاسد مندداً بالغارة واصفا إياها ب"عمل وحشي". وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، امس، ان العراق ينتظر أن تقدم الولاياتالمتحدة تفاصيل عن الغارة على قرية سورية اسفرت عن سقوط قتلى. وبدأت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحقيقا في الحادث وقالت انه لا يجب استخدام أراضي العراق في شن هجمات على دول أخرى. وقال الدباغ ل"رويترز"، على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لأوروبا وآسيا الذي يعقد في اسطنبول، ان الحكومة العراقية لم تتلق أي تفاصيل من الولاياتالمتحدة وانها طلبت اطلاعها على الحادث. واضاف ان العراق أوضح موقفه بأنه لا يقبل مثل هذا النوع من الاعتداء الذي يؤدي الى مشكلات مع جيرانه. كما طالب الدباغ سوريا بوقف ما وصفه بنشاط متمردين داخل سورية وتعزيز التعاون في مجال الاستخبارات وحراسة الحدود. وقال أن العراق يتوقع أن يتصرف السوريون كجيران طيبين لكنه عبر عن عدم رضا الحكومة العراقية عن مستوى تعاون السوريين. ورأى الدباغ انه لا ينبغي أن تؤثر الغارة على العلاقات بين دمشقوبغداد. في هذا الوقت، نقلت وكالة الانباء الايرانية عن احمدي نجاد قوله للأسد في اتصال هاتفي:"ان الولاياتالمتحدة ارتكبت خطأ جديدا عبر تنفيذها هذا العمل الوحشي الذي لا هدف له". واضاف ان"الشعب والحكومة في ايران سيقفان دوما الى جانب اشقائهم السوريين". الى ذلك، ندد البيت الابيض في بيان بالحكم الذي صدر في دمشق الاربعاء على 12 معارضا سوريا بالسجن لمدة سنتين ونصف السنة، ودعا الى اطلاقهم فورا. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الاميركية دانا بيرينو في البيان ان"الولاياتالمتحدة تدين الحكم بالسجن لمدة سنتين ونصف السنة في حق 12 عضوا في المجلس الوطني لإعلان دمشق". واضاف البيان ان"هذا الحكم يظهر مجددا ازدراء الحكومة السورية بالحقوق الاساسية للشعب السوري وحرياته"، داعيا"الحكومة السورية الى اطلاق المعارضين ال12 فورا، وكذلك اطلاق السجناء السياسيين الآخرين". وتابع:"يجب ان تلتزم سورية واجباتها بموجب الميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية"، مضيفا ان"على النظام السوري الا ينتظر ان يعامل كعضو محترم في الاسرة الدولية في حال استمر في قمع منهجي لمواطنيه". وكانت المحكمة الجنائية في دمشق اصدرت الاربعاء احكاما بالسجن في حق رئيس مكتب امانة اعلان دمشق النائب السابق رياض سيف، ورئيسة المجلس الوطني لاعلان دمشق فداء اكرم الحوراني، واميني السر احمد طعمه واكرم البني شقيق المحامي المعتقل انور البني، واعضاء الامانة العامة علي العبدالله وجبر الشوفي ووليد البني وياسر العيتي واعضاء المجلس الوطني محمد حجي درويش ومروان العش وفايز سارة وطلال ابو دان. ووجهت اليهم تهما"بنشر اخبار كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الامة واضعاف الشعور القومي وايقاظ النعرات العنصرية والمذهبية والانتساب الى جمعية سرية بقصد قلب كيان الدولة السياسي والاقتصادي". وهذه المحاكمة هي الاكبر لمعارضين منذ العام 2001، حين حوكم عشرة معارضين اوقفوا خلال"ربيع دمشق"الذي تلى تسلم الرئيس بشار الاسد الحكم في تموز يوليو 2000 وشهد فترة محدودة من حرية التعبير.