أكدت مصادر سورية مطلعة ل «الحياة» أن الرئيس بشار الأسد سيقوم بزيارة قصيرة الى طهران قريباً لتهنئة الرئيس محمود أحمدي نجاد لفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والبحث في العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة. ويرافق وزير الخارجية وليد المعلم، الرئيس الأسد في رابع زيارة له الى طهران كان آخرها في آب (اغسطس) العام الماضي، علماً أن الرئيس الأسد كان بين أول القادة الذين هنأوا نجاد بفوزه بالرئاسة العام 2005. كما أن الرئيس الايراني قام بعدد من الزيارات الرسمية الى دمشق خلال السنوات الأخيرة. وكانت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أكدت أن «تمسك سورية بعلاقات الصداقة مع إيران على رغم كل الضغوط والأكاذيب، أحبط المحاولات الإسرائيلية والغربية الرامية إلى تصوير إيران كعدو للعرب». ونقلت مصادر رسمية في دمشق عن رئيس «مجمع تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني تأكيده خلال لقائه الامين العام المساعد لحزب «البعث» الحاكم عبدالله الاحمر أهمية «تعزيز العلاقات بين سورية وإيران والتعاون والتنسيق في كل المجالات». وأفادت المصادر أنه تم التأكيد في اللقاء الذي جرى في طهران أن «الاحتلال الإسرائيلي هو أساس المشكلة في المنطقة وأنه لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل إلا بإنهاء هذا الاحتلال وعودة الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». ويتزامن الحديث عن زيارة الرئيس الاسد مع قيام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة إلى دمشق اليوم (الثلثاء). وأوضحت المصادر أن الرئيس الأسد سيجري محادثات مع المالكي اليوم (الثلثاء)، علماً أن سورية تؤكد تمسكها بوحدة العراق واستقراره وتحض على تعزيز المصالحة الوطنية بين كل مكونات الشعب العراقي في ضوء النتائج الايجابية للانتخابات المحلية الأخيرة. وقالت مصادر في السفارة العراقية ل «الحياة» إن وفداً يضم الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ وصل أمس الى دمشق، لإجراء محادثات تمهيدية قبل وصول المالكي الذي يبدأ محادثات بلقاء رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري لمتابعة ما جرى بحثه خلال زيارة الى بغداد في نيسان (ابريل) الماضي لتطوير العلاقات الاقتصادية. وأشارت المصادر الى أن الوفد المرافق للمالكي يضم عدداً من الوزراء بينهم وزراء النفط حسن الشهرستاني والموارد المائية لطيف رشيد والامن الوطني شيران الوائلي. وسيلتقي المالكي ليل اليوم وجهاء من الجالية العراقية قبل أن يعود الى بغداد ليل اليوم. وكانت الدكتورة شعبان استعرضت، في محاضرة أُلقيت ليل أول من أمس، التطورات الاقليمية والدولية الأخيرة ونجاح سورية في مواجهة الضغوطات بفضل عوامل بينها الانفتاح على المحيط الاقليمي بالتمسك بالعلاقة مع طهران وتعزيز العلاقة مع أنقرة وبغداد. وقالت: «إن حكمة الرئيس الأسد ورؤيته المبنية على الصمود والمقاومة ودينامية سياسته ونظرته الإستراتيجية للسلام العادل والشامل القائم على استعادة كامل الأرض والحقوق العربية، عززت دور سورية المحوري في المنطقة ومكنتها من مواجهة الضغوط والتحديات التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية بعزم وثبات». وعن العلاقة مع واشنطن، قالت الدكتورة شعبان إن الإدارة الأميركية الجديدة «بدأت خطوات جيدة لإعادة العلاقات بين سورية والولايات المتحدة الأميركية إلى إطارها الطبيعي». الى ذلك، نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن «مصدر مسؤول» في وزارة الدفاع نفيه ما جاء في بعض الوسائل الإعلامية من أن صاروخاً يجرى تجريبه في سورية قد انحرف عن مساره وتسبب في مقتل 20 شخصاً في سوق بمنطقة منبج قرب الحدود مع تركيا. وقال المصدر «إن جميع ما قيل عن تجربة إطلاق الصاروخ وعن سقوط الضحايا هي أخبار عارية عن الصحة تماماً».