يبدو أن زيارة المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، إلى روسيا أسهمت في تعديل بعض مواقف الزائرة. فهي تعهدت الاعتراض، في اجتماع رؤساء دول حلف شمال الأطلسي ناتو في كانون الأول ديسمبر المقبل، على ضم أوكرانياوجورجيا، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، إلى الحلف. وقالت مركيل إن ما يحول دون قبول ترشح أوكرانياوجورجيا الى الحلف هو معارضة أوكرانيين كثر انضمام بلادهم إلى"الناتو"، ومعاناة جورجيا مشكلة حدودية تفاقمت بعد الحرب في أوسيتيا الجنوبية. وهذا ما أراد الكرملين سماعه، وانتظره. ويبدو ان علاقات الشراكة الاقتصادية الروسية ? الألمانية، ومصالح الطرفين في مجال إمدادات موارد الطاقة الروسية إلى أوروبا غلبت الخلاف في وجهات النظر في شأن أزمة القوقاز. وهذا ما أشارت إليه ميركل حين تكلمت على احتفاظ الطرفين بوجهات نظرهما حيال الملفات الخلافية. وجليّ أن ميركل عدلت عن موقفها السابق. فهي قالت، في لقاء جمعها بميدفيديف قبل شهرين، ان انضمام جورجيا الى ال"ناتو"ضرورة. وفي زيارتها موسكو، اكتفت المستشارة الألمانية بالتمسك ب"وحدة أراضي جورجيا". وهذه الزيارة تؤذن ببدء ترميم العلاقات الروسية - الأوروبية، وتشذيبها من شوائب الحرب في القوقاز. وهي دليل على قصر نظر أطراف راهنت على تخريب العلاقات الروسية بشركاء أساسيين في أوروبا من طريق اللعب على وتر ملف سياسي، وإهمال عمق المصالح التي تربط الطرفين. وليس من قبيل الصدفة أن يجدد ميدفيديف اقتراح فكرة معاهدة الأمن في أوروبا. فأمن القارة هو مسؤولية أهل القارة لا مسؤولية الشريك اللدود وراء الأطلسي. والحق أن ملف الطاقة هو أولوية في نظر ألمانيا وغيرها من بلدان أوروبا. ويعلن حضور ميدفيديف وميركل حفل توقيع اتفاق تعاون بين شركة"أيه اون"وعملاق الغاز الروسي"غاز بروم"، دلالات مهمة. ويتحدث بعضهم عن"عمليات ابتزاز روسية"، ومحاولات لاستخدام الطاقة ورقة ضغط سياسي، بينما يشرّع الاتفاق الروسي - الألماني الأخير أبواب التنقيب عن الغاز الطبيعي أمام برلين في واحد من أكبر حقول الغاز الطبيعي الروسي. عن يوليا نازاروفا ، "أر بي كا ديلي" الروسية، 3/10/2008