قال منشقون عن جبهة "بوليساريو" إن ناشطين صحراويين، في مقدمهم كرامة دايش مولاي علي، تعرضوا في مطلع الأسبوع الجاري للاعتقال على يد الأمن العسكري الجزائري في ظروف غامضة. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن شهود أن الناشط الصحراوي المحسوب على تيار"خط الشهيد"الذي يقيم قياديوه البارزون في إسبانيا، كان برفقة أفراد من أسرته عند مدخل مدينة تندوف جنوب غربي الجزائر عندما أرغمته قوات من الأمن العسكري الجزائري على النزول من سيارته واقتادته إلى مكان مجهول. بيد أن مسؤولين في جبهة"بوليساريو"أنكروا أي صلة لهم بالحادث عندما قام أفراد من قبيلة"الرقيبات - سواعد"بالاستفسار عن مصيره. وأوردت الوكالة أن دورية تابعة ل"بوليساريو"كانت تجول في"المنطقة الأولى"قرب شريط المنطقة العازلة التي أقامتها الأممالمتحدة، اعترضت ناشطين من فصيل"خط الشهيد"وهما علي وبشير الموحد وتم تجريدهما من ممتلكاتهما وتُركا في الخلاء، ما حدا بهما إلى التوجه مشياً نحو مدينة نواذيبو في شمال موريتانيا. وعرف عن"خط الشهيد"أنه يعارض القيادة الحالية لجبهة"بوليساريو"والمغرب على حد سواء. وقد أصدر نداء على هامش عقد لقاء حول الصحراء في مدينة اشبيلية الإسبانية طالب فيه بالضغط على قيادة"بوليساريو"لوقف حملتها ضد نشاطاته. على صعيد آخر، وصف الخبير الأميركي في شؤون الإرهاب والأمن جيمس ماديسون مدير معهد نيلسون للشؤون الدولية التعاون المغربي - الأميركي في الحرب على الإرهاب بأنه"ايجابي". وقال إن المغرب الذي يعتبر أقدم حلفاء بلاده وشريكها في افريقيا، يتعاون مع واشنطن في هذا النطاق في شكل مهم على الصعيدين الأمني والعسكري والديبلوماسي. ورأى أن تشكيل قوات"افريكوم"القيادة العسكرية الافريقية في القوات المسلحة الأميركية"يعتبر حافزاً للتعاون بين الولاياتالمتحدة والبلدان الافريقية. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها خبير أميركي عن مجال التعاون المغربي - الأميركي على خلفية تشيكل قوات"افريكوم"، بخاصة وقد صدر عن بلدان شمال افريقيا تأكيدات لناحية رفض اقامة قواعد أميركية على أراضيها. وبدأت رويترز القيادة العسكرية الأميركية الجديدة في أفريقيا عملها الأربعاء الماضي. وتشكلت القيادة التي تعرف باسم"أفريكوم"من ثلاث قيادات كانت في الماضي مسؤولة عن أفريقيا. ولكن مقرها سيبقى في الوقت الراهن في شتوتغارت ألمانيا. وستستخدم منشآت كانت تشغلها من قبل القيادة الأميركية لأوروبا. وكان الرئيس جورج بوش أعلن عن الخطط الخاصة بالقيادة والتي تشمل انشاء قاعدة في أفريقيا في شباط فبراير 2007. ولكن منذ ذلك الحين تراخى المسؤولون عن المشروع عقب صدور ردود أفعال عدائية من أفريقيا بما في ذلك جنوب أفريقيا ونيجيريا وهما بلدان كبيران في القارة. وتلاقي واشنطن صعوبات في أن توقف خططاً لإنشاء قواعد جديدة وترفض شكوكاً متفشية على نطاق واسع من أن الدافع الحقيقي وراء القواعد هو مواجهة النفوذ الصيني المتنامي والسيطرة على امدادات النفط من خليج غينيا وهي امتدادات من المتوقع أن تسد 25 في المئة من احتياجات الولاياتالمتحدة بحلول 2015. وقال قائد أفريكوم الجنرال وليام وارد لهيئة الاذاعة البريطانية:"لا توجد خطة خفية"، مضيفاً أن من"الوهم"أن تكون واشنطن تعتزم بناء قواعد جديدة في أفريقيا. وقالت تيريزا ويلان نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أفريقيا"ان انشاءنا لبنية تنظيمية جديدة لنطبق استراتيجية أمنية في أفريقيا لم يغير أياً من القواعد التي حكمت البنى التنظيمية القديمة". وأضافت أن قيادة أفريكوم التي سيكون نصفها من هيئات مدنية بما فيها وزارة الخارجية ستكون"أكثر حذراً في شأن السعي من أجل حلول عسكرية للمشاكل في أفريقيا". والسبب المعلن لانشاء أفريكوم هو بناء قدرة للقوات الافريقية على مواجهة كل شيء من الكوارث إلى الارهاب وجعل القارة أكثر استقراراً.