يزور وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الولاياتالمتحدة غداً بدعوة من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن مدلسي سيجري لقاءات «رفيعة المستوى» مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي، كما سيلتقي جون بايدن نائب الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأوضحت مصادر في وزارة الخارجية الجزائرية أن زيارة مدلسي للولايات المتحدة ستدوم يومين، وأنها «على قدر من الأهمية» وتأتي «في إطار تعزيز العلاقات والشراكة الموجودة أصلاً بين البلدين». وتلقى مدلسي الدعوة من كلينتون لإجراء محادثات في شكل «ثنائي بحت». وتأتي زيارة مدلسي لواشنطن عقب «إنزال» ديبلوماسي أميركي في الجزائر خلال الأسابيع الماضية. إذ حل فيها كل من نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، وقبله مساعدة وزيرة الخارجية المكلفة الدفاع الخاص بأفريقيا فيكي هودليستون التي درست التعاون الأميركي - الجزائري في مجال «مكافحة الإرهاب» وملاحقة «القاعدة» والتنظيمات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي. وقبل أسبوع زار الجزائر قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» الجنرال وليام وورد. وعُلم أن زيارة مدلسي لواشنطن ستتناول خمسة ملفات هي: المغرب العربي، الساحل الأفريقي، الشرق الأوسط، محاربة الإرهاب، والصراعات في افريقيا. ويُعتقد أن ملف نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة «بوليساريو» سيكون محوراً أساسياً في المحادثات، وربما ستسعى الولاياتالمتحدة إلى محاولة التقريب بين وجهات النظر بين الجزائر والمغرب بخصوص الحدود البرية المغلقة بينهما، مثلما أشارت إلى ذلك كلينتون خلالها زيارتها الأخيرة لمراكش في المغرب. وسيبحث مدلسي أيضاً في ملف الساحل الافريقي، خصوصاً بعد إعلان الجزائر أنها تؤيد تقديم الولاياتالمتحدة تعاوناً أمنياً مع دول الساحل شرط أن يمر التعاون عبر الإتحاد الافريقي. أما الملف الثالث فسيكون الشرق الأوسط. ومعلوم أن فيلتمان أعلن الشهر الماضي في الجزائر أنه طلب من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أن يلعب دوراً في ملف إيران.