لم تنتظر الأحزاب الإسرائيلية قرار الرئيس شمعون بيريز المتوقع أن يدعو فيه رئيسة الكنيست داليا ايتسيك إلى الإعلان عن انتخابات عامة مبكرة في أعقاب فشل زعيمة حزب"كديما"تسيبي ليفني تشكيل حكومة جديدة، فباشرت حملتها الانتخابية فيما استطلاعات الرأي التي نشرت أمس تؤكد دخول الدولة العبرية في حمى انتخابات عامة لم تكن معظم الأحزاب، باستثناء"ليكود"اليميني، يرغب بها وبالذات في وقت يخيم على الاقتصاد شبح ركود وأزمة حقيقية. وكان بيريز التقى أمس ممثلي الأحزاب المختلفة في إجراء بروتوكولي ليسمع منهم رأيهم في شأن الخطوة المستوجبة بعد فشل ليفني في مهمتها. وأوصى ممثلو جميع الأحزاب بيريز بالذهاب إلى انتخابات مبكرة في غياب نائب قادر على حشد غالبية من 61 نائباً لتشكيل حكومة جديدة خلال 21 يوماً. من جهته، طرح حزب"كديما"على جدول أعمال الكنيست الذي افتتح دورته الشتوية والأخيرة له مساء أمس، مشروع قانون لحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وسط توقعات بأن يحظى الاقتراح بتأييد غالبية النواب. ومع إقراره، يتم تحديد موعد للانتخابات يرجح أن يكون في 27 من كانون الثاني يناير المقبل. في غضون ذلك، وخلافاً للتوقعات بأن فشل ليفني في تشكيل حكومة أضر بصورتها وبفرصها لتحقيق نجاح في الانتخابات المقبلة، ابتسمت استطلاعات الرأي لزعيمة"كديما"، متوقعة أن تنجح في الحفاظ على تمثيل الحزب الحالي في الكنيست 29 نائباً في مقابل استطلاع آخر توقع 31 نائباً، لكنها في الآن ذاته أكدت أن زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو سيضاعف تمثيل الحزب في الانتخابات المقبلة من 12 نائباً إلى 29، فيما تحافظ أحزاب اليمين والمتدينين على قوتها، ما يعني أن تكتل اليمين والمتدينين قد يفوز بغالبية برلمانية، وإن كانت طفيفة. أما الخاسر الأكبر في الانتخابات فسيكون حزب"العمل"بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك، إذ تنبأت الاستطلاعات بأن يتهاوى تمثيل الحزب من 19 نائباً إلى 12 فقط. كما توقعت انهيار حزب"المتقاعدون"الممثل حالياً بسبعة نواب. لكن ابرز ما اشارت إليه استطلاعات الرأي هو حقيقة أن أياً من الحزبين الكبيرين"كديما"و"ليكود"لن يكون قادراً على تشكيل حكومة جديدة بمفرده من دون اللجوء إلى الأحزاب الصغيرة، ما ينذر باستمرار الأزمة الائتلافية إلا في حال تم تشكيل حكومة"وحدة وطنية"تضم الحزبين الكبيرين و"العمل"سيرأسها زعيم الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية. واعتبرت ليفني نتائج الاستطلاعات"مشجعة جداً"، ودعت أعضاء حزبها إلى العمل من أجل ترجمة الاستطلاع إلى أرض الواقع. وأضافت ان من الضروري إجراء الانتخابات في أسرع وقت"لنعيد الى الشعب الشعور باليقين والاستقرار". وزادت أن أهمية"كديما"تكمن في أنه"يمثل وجهة نظر مركزية، وهو قادر على تشكيل حكومة مع أحزاب تتماهى مع وجهة النظر هذه". من جهته، حاول باراك في حديثه امام أعضاء كتلته البرلمانية التخفيف من وطأة استطلاعات الرأي"المتشائمة"، وقال إن"حزب العمل العريق ذو رصيد تاريخي، وهو الأكثر خبرة وتجربة، ولديه أوسع منتخب من الشخصيات القيادية القادرة على العودة لتصريف أمور الدولة". ووسط ترحيب اليمين الإسرائيلي بفشل ليفني وبنتائج الاستطلاعات، هاجم زعيم حركة"شاس"الدينية الشرقية ايلي يشاي بشكل عنيف"كديما"ووصف أعضاءه ب"المتلونين والعنصريين والمتبجحين". كما ان طاقم"كديما"الذي فاوض"شاس"اتهم ليفني بأنها تعاملت في المفاوضات الائتلافية مع"شاس"ب"وصاية واستعلاء وتسببت في إخراج المارد الطائفي من القمقم بشكل قبيح". وأعرب زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو عن ثقته بأنه سيكون على رأس الحكومة المقبلة بداعي أن الإسرائيليين"لن يصوتوا لحزب يدعو إلى تقسيم القدس"، في إشارة الى"كديما"، لكنه أضاف أنه يريد تشكيل حكومة"وحدة وطنية".