في إطار احتفالاتها بمناسبة مرور 60 عاماً على إنتاج السيارة الرياضية 911 في 8 حزيران يونيو 1948، طرحت شركة بورشه الألمانية نسخة من 911 أدخلت عليها تعديلات جمالية وميكانيكية، لتتابع بذلك استعراض تفوّقها الديناميكي في تقديم طرز رياضية بامتياز، الى جانب متعة قيادة فريدة من نوعها، خصوصاً ان السيارة تتمتع بمجموعة كبيرة من التقنيات الجديدة على مستوى المحرك وعلبة التروس المتطورة والفريدة ذات القابضين الفاصلين المزدوجين Doppelkupplungsgetriebe PDK والمتوافرة كتجهيز اختياري وأجهزة نقل الحركة، لتضمن متعة قيادة أكبر مع استهلاك أقل للوقود. يتميز الجيل الجديد من كاريرا 911 بمقدمته اللافتة والمزودة بفتحات هواء جانبية ضخمة، اضافة الى تقنية المصابيح الجديدة والمطوّرة، بحيث تتوافر حالياً طرز 911 كلها قياسياً بمصابيح أمامية زينون الى جانب اضاءة LED للنهار مدمّجة في الصادم الأمامي فوق مداخل الهواء الجانبية. ومن هذا المنطلق، نجد ستة مصابيح LED على كل جانب، ما يضفي على 911 نظرة لافتة ومثيرة للإعجاب أكثر مما مضى. كما يبرز تجهيز اختياري آخر في 911 بفئتيها الكوبيه والمكشوفة، يتمثل بالمصابيح الديناميكية للمنعطفات تتبع زاوية التفاف المقود وبالتالي وجهة الطريق، ما يقدم اضاءة أفضل في مختلف الظروف، وعلى المسارات المتعرجة خصوصاً. كذلك اعتمدت بورشه تقنية اضاءة الدايود في المصابيح الخلفية التي أعيد تصميمها فأصبحت تمتد في شكل مستدق ناحية طرفي المؤخرة، وتمتاز هذه التكنولوجيا بفترة خدمة أطول الى جانب توفير في استهلاك الطاقة الكهربائية كما تستجيب بسرعة أكبر، ما ينعكس على سلامة اضافية. ويشار أيضاً الى أن بورشه أولت، أثناء تطوير الجيل الجديد من 911 كاريرا كابريوليه، اهتماماً خاصاً بتطوير السقف القماشي والمحافظة على جودته في المدى الطويل. وتمثل الهدف في جعل السقف يبدو وكأنه شبه جديد حتى بعد الاستخدام المكثّف والطويل من دون أن يترك ذلك أي أثر للاهتراء. لذا طورت الهيكلية الميكانيكية للسقف بحيث تضاعفت مقاومتها للاهتراء. ولأنها لا تقتنع الا بالأمور التطبيقية جرى التأكد من جودة السقف المطوّرة من خلال اختبار بورشه التقليدي عبر استخدام"نباض هيدروليكي"يمثل اختباراً شاملاً للمواد بما يماثل تجربة تحمّل شاقة وطويلة المسافة عندما يكون السقف مفتوحاً. كذلك وفرت بورشه لكاريرا الجديدة تهوئة اختيارية للمقاعد يمكن طلبها مع المقاعد التقليدية أو المريحة مع ذاكرة، ما يزيد من راحة جلوس السائق ومرافقه. كما تتم تهوئة المقاعد عبر مروحة في كل من وسادة المقعد وظهره. ويمكن ضبط سرعتها على ثلاثة مستويات، علماً أن هذه المقاعد قادرة أيضاً على سحب الرطوبة كلما دعت الحاجة، ما يؤمن جواً لطيفاً. قدرات أكبر زودت بورشه 911 كاريرا وكاريرا أس بمحركين جديدين من فئة بوكسر من ست اسطوانات متعاكسة، ومسطحة مع تقنية الحقن المباشر للوقود DFI إضافة الى اعتماد وللمرة الأولى على الإطلاق، علبة تروس بقابضين سميت Porsche Doppelkupplung، وذلك في سيارة رياضية بإنتاج تجاري. وقد ارتفعت قدرة محرك 3.6 ليتر 20 حصاناً لتصل الى 345 حصاناً عند سرعة 6500 دورة في الدقيقة فضلاً عن عزم 390 نيوتن متر عند سرعة 4400 دورة في الدقيقة، وهو قادر على بلوغ 289 كلم/س كسرعة قصوى مع علبة PDK 87 كلم/س مع العلبة اليدوية، الى جانب تسارع من صفر الى 100 كلم/س خلال 4.7 ثواني 4.9 ثواني للعلبة اليدوية، والى 160 كلم/س خلال 10.4 ثواني في نسخة الكوبيه 10.7 ثواني، علماً أن هذه الأرقام تتحول الى 4.9 و 10.8 ثواني في فئة الكابريوليه. أما كاريرا S، فقد زودت بمحرك سعته 3.8 ليتر يولد قدرة 385 حصاناً عند سرعة 6500 دورة في الدقيقة أي بزيادة 30 حصاناً مقارنة بالجيل السابق، اضافة الى 420 نيوتن متر عند سرعة 4400 دورة في الدقيقة كحد أقصى لعزم الدوران. وتصل السرعة القصوى في هذا المحرك الى 302 كلم/س مع علبة تروس PDK 300 كلم/س مع العلبة التقليدية اليدوية، فيما يبلغ تسارعه من صفر الى 100 كلم/س خلال 4.5 ثواني 4.7 ثواني تصل الى 4.3 عند استخدام نظام التحكم بالانطلاق Launch Control، الوارد مع مزايا سبورتس كرونو بلاس الاختيارية. أما التسارع من صفر الى 160 كلم/س فيتم خلال 9.6 ثواني 9.9 ثواني مع العلبة اليدوية. ويشار أخيراً الى أن التحدي في تطوير علبة تروس PDK بقابضين، تمثل بجمع عزم الدوران المرتفع الذي يولده المحركان ذات الأداء المتقدم مع علبة تروس بأبعاد صغيرة جداً ومدمّجة للغاية تضمن عملانية كبيرة أثناء الاستخدام اليومي مع وزن منخفض جداً وأدنى درجات الخسارة. كما تجمع هذه العلبة الجديدة ذات النسب السبع بين الراحة المتفوقة لعلبة التروس الأوتوماتيكية والديناميكية المعهودة للعلبة اليدوية، اذ تسجل طرز بورشه المزودة بعلبة PDK تسارعاً أفضل. تجهيزات مثيرة لا شك أن علبة تروس بقابضين PDK التي دخلت الإنتاج التجاري شكلت صلب التغيير في هذه السيارة، ولدى اختبارنا هذه العلبة ومقارنتها مع مثيلتها اليدوية، يتضخ أن تعشيق نسبها السبع يتم بطريقة الكتروهيدروليكية من دون أي انقطاع للقوة الدافعة لتجمع بذلك مزايا علبة التروس اليدوية والأوتوماتيكية معاً، ما يؤمن خلال القيادة أداءً ديناميكياً متفوقاً مع تعشيق مريح واستهلاك وقود جيد. كذلك زودت كاريرا قياسياً بنظام مساند في الانطلاق يتيح للسائق الانطلاق والمناورة بالسيارة بسهولة وسلاسة تامتين على المنحدرات. ولدى التوقف على احدى المنحدرات يسيطر هذا النظام على السيارة، مؤمناً الانطلاق مجدداً من حالة التوقف من دون تراجع الى الوراء، إضافة الى ترس تفاضلي ميكانيكي محدود الانزلاق مع غلق بنسبة 22 في المئة عند التسارع، و27 في المئة في حال عدم الضغط على دواسة الوقود، نظام بورشه للتحكّم النشط بالتعليق PASM، مكابح مطوّرة ومكوّنة من أقراص مثقوبة بتهوئة داخلية يبلغ قطرها وسماكتها في المحور الأمامي 330x28 ملم كاريرا، و330x34 ملم كاريرا S، في مقابل 82x330 في المحور الخلفي. أما مسافة التوقف من سرعة 100 كلم/س فلا تتعدى 38 متراً. كذلك يتوافر اختيارياً في كاريرا الجديدة نظام بورشه للتحكّم بضغط الإطارات الذي يراقب ضغط الهواء في كل اطار، نظام بورشه للتحكّم بالتوازن لتأمين سلامة نشطة ومتفوقة ويتألف من مكابح مانعة للانغلاق ABS، ونظام منع انزلاق العجلات على ذاتها ASC، وتحكّم بقوة المحرك المنقولة الى العجلات الدافعة EDC، وكبح تفاضلي أوتوماتيكي ABD. يضاف الى ذلك نظام مساند للكبح وملء مسبق لنظام الكبح الذي يهدف الى تحضير أفضل لعملية الكبح، والى تقصير المسافة اللازمة للتوقف بالسيارة في الحالات الطارئة. كما تتوافر 911 كاريرا مع علبة تروس PDK بمزايا سبورتس كرونو بلاس الاختيارية التي تتضمن وظيفتين اضافيتين هما"التحكم بالانطلاق"، ووظيفة تعشيق خاصة لقيادة ديناميكية للغاية. وعلى غرار الجيل السابق تحتوي مزايا سبورتس كرونو بلاس على الخصائص التالية: ساعة توقيت رقمية ونظيرية على لوحة المؤشرات، وضعية عمل رياضية للمحرك، نظام بورشه للتحكّم النشط بالتعليق، علبة التروس الى جانب مفتاحي سبورتس وسبورتس بلاس لتشغيل الوضعية الرياضية، شاشة عرض للأداء ضمن نظام بورشه للتحكم بالاتصالات، وذاكرة مستقلة ان وظيفة التحكّم بالانطلاق هي عبارة عن برنامج مساند لتحقيق تسارع مثالي في مختلف الظروف. ولتشغيل هذه الوظيفة، يكفي الضغط على مفتاح تشغيل"سبورتس بلاس"في الكونسول الوسطي بحيث تظهر كلمات Active Launch Control، أو نظام التحكّم بالانطلاق يعمل. تجربة شخصية الشعور كان رائعاً لأن الانطلاق بهذه السيارة تم كما في السباقات بمساعدة نظام التحكّم بالانطلاق، بعدما ضغطت بقدمي اليسرى على المكابح وفي الوقت ذاتهه بقدمي اليمنى على دواسة الوقود. وعند بلوغ سرعة دوران المحرك 6500 دورة في الدقيقة رفعت قدمي عن دواسة المكابح لتنطلق السيارة بسرعة قصوى، بحيث تضمن علبة التروس أفضل تماسك للعجلات مع الطريق. وتتوافر الوظيفة الثانية الجديدة في مزايا سبورتس كرونو بلاس بالتناغم مع علبة تروس PDK، وهي عبارة عن استراتيجية تعشيق خاصة لأداء رياضي للغاية، بما يؤمّن أسرع تعشيق ممكن يتناسب مع القيادة على حلبات السباق. وتعمل هذه الوظيفة أيضاً عبر الضغط على مفتاح تشغيل سبورتس بلاس لتنتقل من بعدها PDK مباشرة الى أسرع أوقات تعشيق واستجابة ممكنة. على صعيد آخر، طوّر مهندسو بورشه نظام التحكّم بالاتصالات PCM الذي يعتبر عنصراً أساسياً للتحكّم بالسيارة، والذي يشكل وحدة تحكّم مركزية بالمزايا السمعية ووظائف الاتصالات، اذ زود بعدد أقل من الأزرار ومفاتيح التشغيل الى جانب كون القائمة منطقية وواضحة للغاية. وتتمثل الميزة الأبرز بالشاشة الملونة التي ازداد قياسها من 5.8 الى 6.5 بوصة، وهي متوافرة للمرة الأولى بتكنولوجيا التحكّم عبر اللمس. كذلك يتضمن نظام بورشه للتحكّم بالاتصالات اختيارياً نظام ملاحة بقرص صلب سعة 40 جيغابايت يحتسب المسار المطلوب بسرعة وفعالية أكبر مع ميزة التحكّم الصوتي. كذلك كان بإمكاني التحكّم عبر هذا النظام بمصادر سمعية خارجية مثل USB او iPod المتوافرة اختيارياً مع نظام التواصل السمعي العام، الى جانب موالف تلفزيون بإمكانه التقاط محطات نظيرية أو رقمية غير مشفّرة ليعرض صورها على شاشة نظام بورشه للتحكّم بالاتصالات. www.carsandspeed.com