تفتح عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى بيروت بعد ترؤسه وفد لبنان الى القمة الفرنكوفونية في كيبك في كندا، الباب أمام تقرير مصير المصالحة المسيحية - المسيحية الموعودة بين رئيس حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع وزعيم"تيار المردة"الوزير السابق سليمان فرنجية، في حضور رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون واحتمال انضمام الرئيس الأعلى لحزب الكتائب رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل الى اللقاء. راجع ص7 وفي معلومات"الحياة"ان مصالحة جعجع - فرنجية - عون بدأت تواجه صعوبات برزت أخيراً من خلال تبادل الشروط في شأن تشكيل لجنة تحضيرية لإعداد مشروع البيان الختامي مسبقاً، خوفاً من ان تنتهي الى مزيد من التأزم في الشارع المسيحي. وبحسب المعلومات، فإن صعوبة توفير مناخات التسريع في إنجاز المصالحة المسيحية - المسيحية لا تعني ان الساعين من اجلها هم الآن أمام مهمة مستحيلة، وإنما يمكن عقد اللقاء بين المتخاصمين قبل الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل وهو الموعد المحدد لعقد الجلسة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني في رعاية رئيس الجمهورية، استجابة لما نص عليه اتفاق الأطراف اللبنانيين في مؤتمر الدوحة. أما في شأن المصالحة الأخرى الموعودة بين الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، فإن المواكبين للاتصالات الجارية لإتمامها بعد لقاء الأخير ووفد من نواب حزب الله برئاسة رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد، اجمعوا على ان تأخرها يعود لأسباب أمنية وأن لا عوائق سياسية أمام حصولها في أي وقت. وفي هذا السياق، نقل عن لسان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله أمام زواره إن مصالحة نصرالله - الحريري ستتم عاجلاً أو آجلاً، ومن الأفضل عدم الاستمرار في تناولها من حين الى آخر وكأن هناك عائقاً يتجاوز الاعتبارات الأمنية لكل منهما والتي يجب ان تؤخذ في الاعتبار. وقال بري انه لا يحبذ الحديث عنها يومياً ومن الأفضل ان نتركها حتى تحصل، وسيكون لحصولها تأثير إيجابي باعتبارها تصب في خانة تنفيس أجواء الاحتقان بعد ان أرست المصالحات الأخرى جواً من الاسترخاء السياسي انعكس ايجاباً على الوضع الأمني ككل. وإذ اعتبر بري أن المصالحات قد لا تؤثر في مسار التحالفات الانتخابية، كرر في المقابل قوله بعد زيارته الأخيرة لرئيس الجمهورية في بعبدا إن لا مانع لديه من ان تؤدي المصالحات الى تغيير في التحالفات في الانتخابات النيابية في الربيع المقبل. وفي مطلق الأحوال - بحسب ما نقل عنه زواره - يعتقد بري ان استكمال مسيرة المصالحات سيؤدي حتماً الى إيجاد مناخ افضل لخوض الانتخابات النيابية، وسيدفع باتجاه كسر الحدة في المواقف السياسية في ظل التواصل بين معظم الأطراف الأساسيين. لكن كلام بري عن احتمال ان تؤدي المصالحات الى تغيير في التحالفات الانتخابية طرح تساؤلات لدى جميع الأطراف، وفي صفوف حلفائه قبل قوى 14 آذار، فيما قيل ان كلامه جاء بغية التخفيف من اندفاع بعض حلفائه الى حصر التمثيل المسيحي بهم وأن يكون الآخرون مجرد ناخبين لمصلحة لوائحهم. يذكر ان مشاركة بري في افتتاح مسجد محمد الأمين في الوسط التجاري لبيروت، الى جانب النائب الحريري وكبار المدعوين من الدول العربية والمرجعيات الدينية اللبنانية كان موضع تقدير لما تشكله من ترسيخ للمصالحات تمهد لعودة التفاعل بين القوى السياسية، مع ان تواصله وزعيم كتلة"المستقبل"قائم ولم ينقطع. في هذه الأثناء، وصل رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الى القاهرة للاجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية احمد ابو الغيط ومسؤولين مصريين آخرين، فيما يعاود سفير إيران لدى لبنان محمد رضا شيباني تحركه باتجاه أبرز القيادات في الأكثرية. ويأتي تحرك شيباني بعد زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون طهران بدعوة رسمية، وتردد ان شيباني سيلتقي في الساعات المقبلة النائب الحريري إضافة الى آخرين في قوى 14 آذار. ويُفترض ان يجدد السفير الإيراني الدعوة للحريري لزيارة طهران من باب التأكيد ان بلاده منفتحة على الجميع وأنها لا تحصر علاقاتها بفريق معين في لبنان. أما على صعيد التحضيرات لتبادل السفراء بين لبنان وسورية بعد قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، فقد علمت"الحياة"ان مجلس الوزراء لن يتطرق في جلسته غداً برئاسة سليمان الى تعيين أول سفير للبنان في سورية. وعزت مصادر وزارية السبب الى انه لا بد من التريث ريثما ينتهي الرؤساء الثلاثة، سليمان وبري وفؤاد السنيورة، من مداولاتهم في هذا الشأن والتي يُفترض ان يباشروها قريباً، إضافة الى ان تعيين السفير في مجلس الوزراء يتم باقتراح من وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي لن يطلب إدراج اسم المرشح لهذا المنصب على جدول أعمال المجلس قبل ان يتوافق الرؤساء الثلاثة على الاسم. وأكدت المصادر نفسها أن تبادل السفراء بين البلدين يمكن ان يتم قبل ذكرى استقلال لبنان التي تصادف 22 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وكشف عدد من زوار دمشق ل"الحياة"أن فريقاً سورياً بدأ يعاين عدداً من المباني القائمة بين محلتي الجناح وبئر حسن في الضاحية الجنوبية من بيروت لاختيار المبنى الذي ستتخذه دمشق مقراً لسفارتها في لبنان. ولفت زوار دمشق، وهم من المعارضة، الى وجود توجه لدى القيادة السورية لتعيين سفير من الطوائف المسيحية، وأكدوا ان من بين الأسماء المطروحة السفير الحالي لسورية لدى إسبانيا الوزير السابق مكرم عبيد خال الوزير السابق كرم كرم، ورئيس تحرير جريدة"البعث"الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية الياس مراد. وقالوا إن القرار النهائي بخصوص تعيين السفير سيتخذ قريباً.