حمّل مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الشهري أمس المجلس النيابي اللبناني، وفريقي الأكثرية والمعارضة، المسؤولية عما وصفه ب"تفكك"لبنان وهو ما"لم يسبق ان واجهه من قبل"، اذا استمر"إصرار كلتا الجماعتين على موقفها"، ما يضع"البلد بأكمله في مأزق كبير وشلل تام". جاء ذلك في وقت دعا السفير الايراني في لبنان رضا شيباني بعد زيارة احد اركان المعارضة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي انه بحث معه"التدخل الاميركي السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة". واذ اكد دعم ايران لتوافق اللبنانيين قال:"الحياة السياسية السوية في لبنان تتعرض للخطر وعودتها الى الطابع السليم تستدعي رد فعل مناسباً تجاه هذا التدخل الخارجي السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية". ورغم انسداد الافق، لم يستبعد رئيس الهيئة التنفيذية في حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع حصول"تفاهم ما في آخر لحظة". ويأتي"انذار"مجلس المطارنة الموارنة الذي يستشعر الخطر من فراغ رئاسي، قبل 4 أيام من موعد الجلسة النيابية التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري الاثنين المقبل في 12 الجاري، والمرشحة للتأجيل نظراً الى ان جهود التوافق على رئيس جديد للجمهورية لم تثمر بعد ومن غير المتوقع ان تثمر قبل انعقادها. راجع ص7 وينتظر ان يُستأنف حوار بري مع زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري الذي عاد الى بيروت فجر أمس، في محاولة لاستكشاف سبل التوافق في موازاة ترقبهما لإمكان قيام البطريرك الماروني نصرالله صفير بمبادرة توحّد الموقف المسيحي على مرشح أو اثنين، أو قيامه هو بوضع لائحة صغيرة يتم اختيار الرئيس منها في المجلس النيابي. ويتوقّع ان يبحث بري والحريري في مصير جلسة الاثنين وهل ستؤجّل الى 14 الجاري موعد بدء مهلة الأيام العشرة الأخيرة قبل انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، والتي يُعتبر فيها البرلمان منعقداً"حكماً"كهيئة انتخابية. وفي المقابل تحدثت أوساط في الاكثرية عن ان هدف التحرك الخارجي والداخلي تشجيع البطريرك صفير على مبادرة ما في حال فشل حوار الاقطاب السياسيين المعنيين. وتتكثف الجهود الخارجية لاتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده خلال الأيام المقبلة، ويزور بيروت عدد من الموفدين، بموازاة اللقاءات والقمم المنعقدة في الخارج والتي يشكل هاجس تفادي الفراغ الرئاسي في لبنان أحد مواضيعها الرئيسة. وفي وقت يصل الى بيروت خلال الساعات المقبلة موفدا الرئاسة الفرنسية، الأمين العام لقصر الاليزيه كلود غيان، ومستشار الرئيس نيكولا ساركوزي للشؤون الديبلوماسية جان دافيد ليفيت، من أجل لقاء القيادات الرئيسية، واصل مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف جولته على الفعاليات السياسية فالتقى أمس بري والنائب الحريري وزعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون ولحود وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، لاستطلاع الموقف قبل اتخاذ قرار من قبل الأمين العام عمرو موسى اذا كان سيزور لبنان في اطار وفد عربي رفيع المستوى. وقال يوسف أن حوار بري والحريري سيستأنف في سرعة وأنه تلقى تأكيدات بمواصلته لتجاوز الازمة. وواكب هذا التحرك نشاط آخر لموفد الخارجية الايطالية سيزار راغاغليني الذي التقى ايضاً اضافة الى الذين التقاهم يوسف، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي أكد ان خيار الحزب هو التوافق على الرئيس ورفضه أي خروج على الاصول الدستورية. كما زار الموفد الايطالي جنبلاط. وفي موازاة ذلك قام السفراء الاجانب والعرب في لبنان بتحرك مكثف في اتجاه القيادات اللبنانية التي تترقب نتائج جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخارجية خصوصاً لقاءه أول من أمس البابا بنديكتوس السادس عشر والذي تناولا فيه الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وزار السفير السعودي في بيروت الدكتور عبدالعزيز خوجة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ثم التقى النائب الحريري للتداول بآخر المعطيات. وكان الحريري أجرى اتصالاً ببري واتفقا على اللقاء، فيما استقبل زعيم تيار"المستقبل"السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان، وزار كل من السفير البابوي لويجي غاتي والسفير الروسي سيرغي بوكين وسفير الاتحاد الاوروبي باتريك لوران، جنبلاط. في غضون ذلك، اكد الدكتور سمير جعجع ان العمل جار على قدم وساق لعقد لقاء بينه وبين العماد ميشال عون وانه سيبذل كل جهده للتوصل الى تفاهم مع عون"من ضمن قناعاتنا وثوابتنا". وكشف انه لا يزال ينتظر أجوبة على اسئلة ارسلها وكان من المفترض ان يتسلم الجواب اول من امس، وأبدى استعداده لعقد أي لقاء ثنائي، وأكد ان لا مشكلة في الاجتماع مع الوزير السابق سليمان فرنجية. وأوضح ان نواب كتلة"القوات اللبنانية"لن يقبلوا بتعديل الدستور ولن يمشوا بالتعديل لو حصل. وجاءت مواقف جعجع في حديث الى"المركزية". وعن مصير جلسة الاثنين المقبل قال جعجع:"ان الدعوة الى جلسة 12 الجاري والجلستين اللتين حصلتا في السابق لم تكن جدية، بالتالي الجلسات ليست جدية. فلنتذكر جميعاً كيف كانت تحصل الانتخابات الرئاسية في السابق فعندما كان يدعو رئيس المجلس الى جلسة انتخابية كان اول ما يقوم به هو النزول الى القاعة، واذا كان لديه كتلة نيابية كانت أول الحاضرين، ثم يعدد النواب الحاضرين ويسأل عن الغائبين، وما اذا كانوا غائبين باعذار ام لا. وظل احد رؤساء المجلس ساعات في المجلس يحض النواب على حضور الجلسة. اما اليوم فلا نرى شيئاً من هذا القبيل من قبل الرئيس بري، كل ما نراه هو دعوة نظرية من قبله وفي نهاية المطاف تكون كتلته اول الغائبين". ورداً على سؤال قال:"عندما يكون النائب سعد الحريري يفاوض، اضع يداي في مياه باردة وكلي ثقة بما يفاوض به". لكنه اوضح ان نسبة تقدم مساعي التوافق هي"15 الى 20 في المئة"ولم يستبعد"التفاهم على شيء ما في آخر لحظة".