أكدت مصادر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ل «الحياة» ان الاتصالات من اجل تسريع تشكيل الحكومة تكثفت وبوتيرة أعلى خلال اليومين الماضيين، في شكل يسمح لرئيس البرلمان بأن يستمر في تفاؤله بإمكان إحداث اختراق في الجمود الحاصل خلال الأيام القليلة المقبلة. ولم تستبعد، اذا استمرت وتيرة الاتصالات على حالها، ان ينتقل البحث الى الأسماء والحقائب في التشكيلة الحكومية. واستند بري في تفاؤله الى موجة جديدة من الاتصالات بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للبحث في بدائل الإصرار على الثلث المعطل (11وزيراً) من طريق تسمية الرئيس سليمان الوزير الحادي عشر من الطائفة الشيعية، على ان يكون حيادياً ويحظى بموافقة «حزب الله» وحركة «أمل». وعلم ان بري اجتمع ليل السبت الماضي مطولاً مع المعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين الخليل من اجل البحث في المخارج المطروحة في شأن مطلب الثلث +1 الذي تطرحه المعارضة، بعد مكالمة هاتفية مطولة بينه وبين الحريري. ونقل زوار بري عنه قوله، حين سئل عن مطلب بعض المعارضة بالحصول على 11 وزيرا: «إذا حصلنا على 10 فأين تضعون وليد جنبلاط... لا يراهنن احد على الانقسام الحاد الذي كان سائداً وأنا لا أحكي عواطف بل أستند الى أمور محددة وإن شاء الله لا أكون مخطئاً». واضاف هؤلاء ان بري يعتبر ان الاتصالات صارت على السكة ما قبل النهائية وأنه «خلافاً لبعض الأجواء الإعلامية التي تربط التأخر في تأليف الحكومة بنوع من الفرملة في تقدم العلاقات السعودية – السورية، فإن هذا غير صحيح، فالعلاقات بين الرياضودمشق في حالة تواصل دائم وبتوطيد مستمر وهي ليست مجمّدة... ان العامل الخارجي ينتظر هذه المرة ان يقدم اللبنانيون على إنجاز صنع في لبنان، ويترك للبنانيين ان يتوافقوا لتتم مباركة هذا التوافق من الخارج». واوضحت مصادر مواكبة للاتصالات البعيدة من الأضواء التي يجريها الحريري، ان استجابة سائر الفرقاء، بمن فيهم الخصوم للتكتم الذي قرر اعتماده حافظ على وتيرة التحسن في العلاقة بينه وبينهم في التطرق لعملية تأليف الحكومة ولسائر الملفات التي نوقشت، وسمحت بطغيان المنحى الإيجابي على جهود حلحلة العقد. وقالت ان طمأنته مرات عدة «حزب الله» وقادة المعارضة وكذلك الرئيس سليمان الى ان أي موضوع يمس المقاومة ووجودها وسلاحها لن يطرح على مجلس الوزراء للتصويت عليه، قبل حصول تفاهم مع الحزب في شأنه، ساعد على ترسيخ الأجواء الإيجابية. وذكرت هذه المصادر ان رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط مع هذا المبدأ ايضاً. وهذا يعني ان الوزراء المنتمين للحريري والمنتمين للرئيس سليمان ولجنبلاط سيلتزمون هذا الموقف وهذا يغني عن المطالبة بالثلث المعطل داخل الحكومة. وذكرت المصادر نفسها ان الرئيس سليمان يهمه ألا يكون هناك ثلث معطل يجمد أمور الدولة العادية، مقابل حرصه على طمأنة المقاومة بالنسبة الى القضايا المتعلقة بها وبسلاحها. وفي ظل ترقب الأوساط السياسية لما ستنتجه كثافة الاتصالات البعيدة من الأضواء، ذكرت أوساط مطلعة ان ما يجري بحثه فعلياً هو اسم الوزير الشيعي السادس الذي يسميه رئيس الجمهورية. وأن اسماء عدة طُرحت، لكن استبعدت نظراً الى عدم استيفائها شروط الحيادية. وبموازاة هذا الترقب أجرى الرئيس سليمان امس اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لبحث آخر التطورات في المنطقة ونتائج محادثات موفد الرئيس الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل وتم التشديد على استمرار التشاور والتنسيق بين الرئيسين حيال التحديات في المنطقة وتعزيز التضامن العربي ووحدة الموقف بالنسبة الى إحياء مفاوضات السلام والثوابت العربية. وأكدت مصادر رئاسية ان البحث لم يتطرق الى الشأن اللبناني الداخلي وموضوع تأليف الحكومة خصوصاً ان الرئيس سليمان يردد منذ مدة ان التأليف يأخذ وقتاً لأنه يتم من دون تدخل خارجي. وذكرت ان الاتصال تم بعد اتصال من ميتشل مساء اول من أمس بالرئيس سليمان لإطلاعه على نتائج محادثاته مع الأسد في دمشق وأكد له فيه، ان لا تسوية على حساب لبنان. وأكد ميتشل لسليمان ان المحادثات كانت مفيدة وأن الأسد اكد تضامن سورية مع الجهود لإطلاق مفاوضات السلام. كما أبلغه ميتشل انه لم يتمكن من زيارة بيروت في جولته الحالية، لكنه سيزورها في جولته المقبلة. وعلى صعيد المصالحات المسيحية فقد أطلع النائب سليمان فرنجية الرئيس سليمان امس على نتائج لقائه مع رئيس حزب الكتائب الرئيس السابق امين الجميل اول من امس في إطار هذه المصالحات، وأثنى الرئيس اللبناني على المبادرات التصالحية التي يقوم بها فرنجية، فيما أطلع الرئيس الجميل موفد رئيس حزب «القوات اللبنانية» الوزير طوني كرم على ما جرى في لقاء المصالحة مع فرنجية وتيار «المردة». وقال الجميل في تصريح له ان اللقاء بينه وبين فرنجية في بكفيا «يسرّع مسار الحوار بين «المردة» و «القوات اللبنانية» ويؤسس لعلاقات جيدة من اجل استنهاض الدور المسيحي...» لكن الجميل أشار الى ان «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون «ليس مستعداً بعد للقاء الكتائب». وتحدث الجميل عن «الكلام العالي والمتشنج من بعض قيادات التيار الوطني...». من جهة ثانية، وفي سياق إزالة ذيول المواجهة التي وقعت بين قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان وبين الأهالي وعناصر حزبية قبل زهاء 10 أيام في بلدة خربة سلم عقد اجتماع في سراي بلدة تبنين (قضاء بنت جبيل) عصر امس حضره قائد «يونيفيل» كلاوديو غراتسيانو، وقيادات من القطاع الغربي في «اليونيفيل»، الى جانب قائد اللواء ال11 في الجيش اللبناني العميد صادق طليس والنائب الأول لمدير المخابرات في الجيش العميد عباس ابراهيم والنائبين علي بزي وحسن فضل الله ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل علي بزي و10 رؤساء بلديات من قضاء بنت جبيل وغياب رئيس بلدية خربة سلم. وبعد الاجتماع توجه الجميع الى بلدة خربة سلم لطمأنة الأهالي وإزالة ذيول الإشكال الذي وقع بين الكتيبة الفرنسية وأهالي البلدة.