الاختلاف بين الطائفتين، الشيعة والسنة، في العراق في تحديد أول أيامه، جعل مظاهر العيد تنتشر بشكل تدريجي بين أحياء العاصمة، فالسنة بدأوا الاحتفال الثلاثاء وانقسم الشيعة بين الأربعاء والخميس، فيما أعلنت السلطات العراقية عطلة مدتها ستة أيام. وعلى رغم ذلك، تتشابه نشاطات العائلات البغدادية في العيد. الآباء والأمهات وكبار السن يتوجهون الى المقابر، كمقبرتي الكرخ وابوغريب اللتين تكتظان بالزوارالسنة، فيما تستقبل النجف العائلات الشيعية التي يزور معظمها مقبرة السلام. أبو يزن 49 عاماً قضى أول أيام العيد مع عائلته في مقبرة أبوغريب، حيث عدد من ذويه، بينهم أحد أولاده الذي قتل في حادث انفجار قبل عام. ويقول:"العيد بالنسبة إلينا هو معايدة موتانا وزيارتهم، فقد فقدنا الفرحة منذ سنوات وأصبحت زيارة القبور النشاط الوحيد الذي نقوم به في هذه المناسبة". ويضيف أنه خصص اليوم الثاني لزيارة مقبرة الكرخ، حيث مقابر عائلة زوجته، أما الصغار فيقضون عطلة العيد في ساحات الالعاب الشعبية القريبة من منزلنا في حي الجامعة غربي بغداد". في الأحياء الشيعية تستعد عشرات الحافلات لنقل الزوار الى مقبرة وادي السلام في محافظة النجف أكبر مقبرة قي العراق كما هي العادة في كل عيد، غير ان السنوات الأربع الماضية شهدت تغيراً بسيطاً بعد انشاء"مقبرة الشهداء"في محافظة كربلاء التي أقيمت خصيصاً لقتلى أحداث العنف قبل أكثر من عامين. وللمرة الأولى، منذ سنوات، تشهد العاصمة حفلات غنائية في بعض الفنادق والنوادي حتى ساعات متأخرة من الليل، ويقول ماهر حيدر21 عاما"هناك اقبال شديد هذا العام على الحفلات بعد عودة الفنانين العراقيين الذين كانوا في الخارج، لكن تذاكر هذه الحفلات باهظة الثمن لذا فضلنا الذهاب الى المتنزهات العامة"، ويشير الى ان العيد بالنسبة اليه يستمر ستة أيام"لاستغلال كل لحظة من لحظات الفرح التي أصبحت قليلة ونادرة هذه الأيام". إلا ان آخرين يفضلون البقاء في المنزل خلال أيام العيد والاستمتاع ببرامج التلفزيون في حال توفر الكهرباء. وبينهم أم تغريد التي تعتبر الخروج من المنزل في العيد"مخاطرة كبيرة". وتقول:"إن الأماكن المزدحمة غالباً ما تكون هدفاً للسيارات المفخخة والانفجارت لذا منعت أولادي من الخروج في العيد".