إنقسم العراقيون في تحديد موعد عيد الأضحى، كما كان يحصل إبان نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ففي وقت احتفل قسم منهم بحلول العيد أول من أمس ومن بينهم أتباع التيار الصدري والتيار الخالصي والعرب السنة والأكراد، أحيى الشيعة المقلدين للمرجعية الدينية العليا في النجف العيد يوم أمس. وفي كربلاء، ألقى إمام وخطيب صلاة العيد في المدينة حيدر الموسوي خطبة العيد، داعياً فيها رئاستي الجمهورية والوزراء إلى تشخيص الجهات المسؤولة عن الإرهاب. وقال الموسوي الذي أمّ المصلين في الحضرة الحسينية"إن العملية الإرهابية التي استهدفت الأبرياء قرب ضريح الإمام الحسين عليه السلام كانت تهدف الى جرنا إلى حرب طائفية". وأضاف"أن رئاسة الجمهورية دعت بعض الجهات السياسية إلى نبذ الإرهاب لأجل الدخول في العملية السياسية ورئاسة الجمهورية ذاتها قالت إن بعض الجهات السياسية في النهار معنا وفي الليل مع الإرهاب". ورأى الموسوي:"كان على رئاسة الجمهورية والحكومة أن تشخصا هذه الجهات في صراحة كي نعي من هي الجهة التي تدعم الإرهاب". وتساءل عن تنصل بعض الجهات من مسؤولية العملية الانتحارية في كربلاء، قائلاً إن"قيادة شرطة المدينة تنصلت منها وأكدت أن لجنة حماية ما بين المقامين تتحمل مسؤوليتها لوقوعها بينهما". وزاد:"كيف استطاع منفذ العملية الدخول إلى المدينة والمرور عبر حواجز التفتيش؟". ووفد عشرات آلاف الزائرين المحليين والعرب والأجانب خلال يوم عرفة الى مدينة كربلاء. وشهدت مقابر المدينة ازدحاماً شديداً، اذ توجه الزوار بعد أداء مراسم زيارة مرقدي الامام الحسين بن علي وأخيه العباس إلى مقابر ذويهم لقراءة سورة الفاتحة. ومرت زيارتا عرفة وعيد الأضحى في هدوء ولم تسجل أي حوادث أمنية في المدينة نتيجة للإجراءات الأمنية المشددة داخل كربلاء وعلى الطرق المؤدية اليها. وفي بغداد، شهدت عموم المناطق هدوءاً نسبياً، في حين بدت"المنطقة الخضراء"مركز الحكومة العراقية ونشاطات السياسيين، غارقة في الصمت خلال أيام العيد، اذ خلت من الاعلاميين والسياسيين لانشغالهم بعطلة الأضحى. وشجع الانتشار الكثيف لقوات الأمن تحسباً لأي طارىء في أنحاء العراق، العراقية على ارتياد مدن الألعاب والمتنزهات والأسواق، مصطحبة معها أطفالها الذين حُرموا من نزهة العيد طيلة السنوات الثلاث الماضية. وفي الموصل، بدت مظاهر العيد أكثر وضوحاً نتيجة دفء الطقس واستقرار الوضع الأمني. وأكدت مصادر صحافية أن مدينتي الألعاب في الجانبين الأيمن والأيسر من المدينة، شهدتا وفود عائلات مصطحبة أطفالها للتمتع بالأرجوحات ودواليب الهواء، فيما شهدت أسواق المدينة وخصوصاً الدواسة وباب الطوب وشارع نينوى والزهور وسوق النبي يونس إقبالاً كثيفاً من المتبضعين. ووقع ازدحام كثيف في حركة السير، وذلك على عكس اليوم الأول من العيد.