تعيش مدينة كربلاء أوضاعاً خاصة في أيام العيد. الاستعدادات تبدأ بتشديد نقاط التفتيش لتسهيل مرور الوافدين إليها إلى المظاهر الأخرى المبتكرة التي تنفرد بها المحافظة. زوار كربلاء الذين يفدون إليها في اليوم الأول من العيد لزيارة مقابر ذويهم والمراقد يبقون طوال أيام العيد في المكان الذي تكتظ فيه الطرق بالسيارات وتقطع السلطات المحلية المداخل الخارجية في نقاط محددة قبل نقلهم بسيارات خاصة إلى مركز المدينة. أما أهالي كربلاء فيغادرون منازلهم إلى المتنزهات العامة التي انتشرت في شكل لافت في العامين الماضيين وأشهرها المتنزه الكبير في حي الحسين وسط المدينة الذي يضم حديقة للحيوانات على شاكلة متنزه الزوراء في بغداد. تصميم المتنزه الذي يستقطب آلاف العائلات الكربلائية طوال أيام العيد يقترب كثيراً من تصاميم المتنزهات الإيرانية. أما الباعة المتجولون فيجدون في العيد مناسبة رائعة لتصريف بضاعتهم. مدينة الألعاب الوحيدة في المدينة تقع في منطقة الحر، حيث اعتاد السكان على قضاء العيد منذ عقود مضت، وقد تحولت اليوم إلى مكان مهجور بعدما نهب «الحواسم» الكثير من ألعابها بعد عام 2003، فاستعاض عنها السكان بالمتنزهات الحديثة. صانعو الحلوى الكربلائية الشهيرة (الدهين) لا يتمتعون بعطلة العيد مثل باقي أقرانهم العاملين في مجالات أخرى، فالزبائن يتضاعفون مرات عدة عن الأيام العادية ما يدفعهم إلى العمل عشرين ساعة يومياً. تحسين جاسم، أحد أصحاب مصانع الحلوى قال ل «الحياة» إن عدد العمال يتضاعف منذ اليوم الأخير لرمضان، وبعضهم يعمل لساعات إضافية بسبب ارتفاع الطلب من الوافدين طوال أيام العيد. وأضاف إن «الدهين هو أفضل هدية يقتنيها الوافدون من باقي المحافظات لعائلاتهم من كربلاء في العيد، ولذلك يتضاعف الطلب عليها وتتضاعف معه أرباحنا». أصحاب شراب «بلنكو» وهو نوع من العصائر المحلية المصنوعة في البيوت من بذور نبات الريحان ينتشرون في شكل لافت بين الوافدين والخارجين إلى المتنزهات والقبور. مقبرة كربلاء فتحت أبوابها مبكراً قبل العيد وانتشر أصحاب المركبات عند مداخلها ومخارجها لنقل الوافدين مع ما يحملون من أطعمة وحلويات إلى قبور ذويهم. وعلى رغم أن الكثير من الوافدين يزورون المقابر في كل عام تقريباً إلا أن الأعياد لا تخلو من زائرين جدد انقطعوا عن زيارة ذويهم سنوات طويلة. يختلف العيد في كربلاء عن غيرها من المدن العراقية بالمظاهر الدينية للوافدين إليها، وكثير من الكربلائيين يغادرون مدينتهم في أواخر أيام رمضان إلى المناطق السياحية في إيران لقضاء عطلة العيد.