بدأت مكتبة الإسكندرية في اتخاذ خطوات فعلية لتوثيق واقعة اغتيال مؤسس جماعة"الإخوان المسلمين"في مصر حسن البنّا. وتأتي الخطوة ضمن مشروع تقوم به المكتبة لتوثيق أهم وأشهر قضايا الاغتيالات السياسية التي شهدها المجتمع المصري في إطار مشروع"ذاكرة مصر المعاصرة"الهادف إلى توثيق ما دار في المجتمع المصري من أحداث بارزة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وأوضح المسؤول الإعلامي لمكتبة الإسكندرية خالد عزب أن قضية اغتيال حسن البنّا هي جزء من تاريخ قضايا الاغتيالات التي وقعت في مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وقال:"نظراً إلى أهمية قضايا الاغتيالات في التاريخ المصري خصصت المكتبة قسماً يوثّق أهم وأشهر قضايا الاغتيالات السياسية التي شهدها المجتمع المصري على رأسها اغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي باشا ومحاولات اغتيال النحاس باشا وأحمد ماهر وصولاً إلى اغتيال الرئيس السابق أنور السادات". وتابع عزب في اتصال هاتفي مع"الحياة"أن المكتبة تتعاون مع مجموعة من الباحثين المحترفين في مجالات عدة لتوثيق الأحداث التاريخية التي وقعت في مصر في القرنين الماضيين. يذكر أن اغتيال حسن البنّا وقع في 8 كانون الأول ديسمبر 1948 في عهد النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت، وسبقه قراره حلّ جماعة"الإخوان المسلمين"ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها. من جانبه، أشار رئيس المكتب السياسي لجماعة"الإخوان"عصام العريان إلى عدم وجود تنسيق بين المسؤولين في المكتبة وجماعته، ووصف توثيق اغتيال البنّا ب"الخطوة الرسمية"و"تعكس وجهة نظر النظام في الحادثة". وقال العريان ل"الحياة":"وجهة نظر النظام تتغير بين تارة وأخرى، إذ وجدنا إدانات واسعة لحادثة الاغتيال مع بداية عهد ثورة تموز يوليو 1952 تبعها تغيير في وجهة النظر نظراً إلى الخصومة الشديدة التي نشبت بين النظام و"الإخوان". لذلك فمن السابق لأوانه أن نعلم ماذا ستعكس وجهة نظر النظام الحالي في تلك الواقعة الآن بخاصة وأن التاريخ المصري"مشوّه"والدليل على ذلك شطب اسم الرئيس الأول لمصر محمد نجيب في المراحل السابقة".