شهدت مدينة عكا شمال إسرائيل مصادمات بين اليهود والعرب لليلة الرابعة على التوالي في تصعيد لحدة التوتر في المدينة رغم الدعوات إلى الهدوء. وطبقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح في الاشتباكات التي وقعت مساء السبت رغم تعزيزات الحراسة والدوريات من الشرطة التي أغلقت قطاعا من المدينة بعد حلول الليل للسيطرة على المواجهات التي تستخدم فيها الحجارة. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روسينفيلد إن قوات الأمن استخدمت خراطيم المياه لتفريق رماة الحجارة في المدينة واعتقلت 32 شخصا من الجانبين في يوم شهد إضرام النيران في ثلاثة منازل عربية وألحق أضرارا بها. وأشار المتحدث إلى أن الشرطة أبقت على تعزيزات قوامها سبعمائة عنصر للسيطرة على الأوضاع ومنع انتشار أعمال العنف في المدينة الساحلية التي يقطنها زهاء خمسين ألفا من اليهود والعرب. ومنذ اندلاع الاضطرابات مساء الأربعاء الماضي لم تقع أي إصابات خطيرة لكن النيران أضرمت في 11 على الأقل من المنازل العربية منذ بدء أعمال الشغب التي اندلعت بعد اعتداء يهود على سائق سيارة عربي داخل أحد الأحياء المختلطة بذريعة خرقه حرمة صوم يوم الغفران. وسرت على الأثر شائعات وخصوصا عبر مكبرات الصوت في المساجد أن السائق قتل، ما دفع مئات من السكان العرب إلى الخروج إلى الشوارع، كما قالت الشرطة التي أكدت أن المتظاهرين العرب تسببوا بخسائر تقدر بنحو مائة سيارة وأربعين متجرا. وأغلقت الكثير من المتاجر والمطاعم في البلدة القديمة -وهي منطقة سياحية شهيرة- أو حرمت من ممارسة أي أنشطة تجارية السبت، وجرى توزيع نشرات باللغة العبرية تطالب بمقاطعة المؤسسات التجارية العربية. وفي إطار الجهود لإنهاء المصادمات قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عن عكا عباس زكور إنه يحاول التوسط للتوصل إلى هدنة يعلن خلالها ممثلون عن العرب إدانتهم لسائق السيارة الضالع في واقعة عيد الغفران. وأضاف زكور في تصريح للإذاعة الإسرائيلية “رغم خلافاتنا فإننا اعتقدنا أننا لا يمكن قط أن نصل إلى مثل هذه الظروف التي نشهدها في عكا كانت هذه أيام قليلة صعبة لليهود والعرب” معربا عن أمله بنجاح جهود الحوار.