كالعادة استقبل أطفال فلسطين العيد، بلون وطعم مختلفين عن بقية العالم العربي، فهناك حصار حدودي، وحصار اقتصادي، وحصار حتى للمرضى، وحصار ديني. إسرائيل كعادتها تغلق المعابر وتحرم السكان من السفر سواء بهدف التعليم، أو العلاج، وحتى أداء فريضة الحج... حتى الوصول الى المسجد الأقصى لأداء الصلاة. الفلسطينيون متعبون من الحصار، وفي الوقت نفسه خائفون من أن تستأنف إسرائيل عمليات الاغتيالات للمجاهدين والمقاومين، أيضاً خائفون من التوغلات، ويخشون من اجتياح قطاع غزة ومن انتشار الفقر والبطالة. العيد، استقبله الفلسطينيون بأضاحٍ جديدة، فالطيران الإسرائيلي استهدف العشرات منهم. في جولة في شوارع غزة، هناك مدينة الشيخ رضوان التي تشتهر في مواسم الأعياد بالاكتظاظ الشديد، لكن قلة كانت تحمل بضائع. ترى ما السبب؟ الموظفون يتجولون قرب الصراف الآلي للبنوك، عسى ان تتحقق"نبؤه"، وتقرر الحكومة صرف رواتب، او صرف مستحقات الموظفين المتراكمة طوال السنوات الماضية. لكن التوقعات لم تتحقق. أسواق الفاكهة كان لها نصيب كبير من الحالة الفلسطينية على رغم وجود أصناف متعددة من الفواكه إلا ان الإقبال عليها ضئيل، والسبب إنها تحمل أرقاماً قياسية في ارتفاع الأسعار بعدما استطاعت الإفلات من الحصار. لم أكن أتصور ان سعر كيلو ونصف كيلو من الفاكهة يوازي نصف كيلو من اللحوم الطازجة. أما الأسماك فبأسعارها الجنونية أصبح المواطن لا يستطيع إلا ان يلتقط صورة تذكارية له ولزوجته وأولاده الى جانبها. سهيلة حسين - بريد الكتروني