رام الله، غزة - رويترز، معاً - احتفل الفلسطينيون امس بأول ايام عيد الأضحى بذبح الأضحيات وزيارة المقابر وتبادل تهنئة «ان شاء الله يكون ابنكم ضمن صفقة تبادل الأسرى»، في وقت لوحظ ان اللحم والفحم هو المطلوب الرقم واحد، وأن التنافس شديد على السلع الصينية والتركية. وأدى رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة، القيادي البارز في حركة «حماس» اسماعيل هنية صلاة العيد في المسجد، فيما توجه بعض سكان غزة بعد الصلاة الى المقابر لزيارة مقابر احبائهم. وفي البلدة القديمة في القدسالمحتلة، توافد آلاف المسلمين (الذين تجاوزوا سن الخمسين للرجال واللواتي تجاوزن الخامسة والأربعين) لأداء صلاة العيد في المسجد الأقصى قبل أن يتوجهوا لزيارة مقابر أحبائهم. وفي مدينة الخليل في الضفة الغربية التي تصاعد فيها التوتر بعد يوم من تقارير عن قيام فلسطيني بطعن وجرح مستوطنين، توجه المصلون لأداء صلاة العيد في المسجد الإبراهيمي المقدس لدى المسلمين واليهود. وبما ان العيد يحل هذا العام في ظل تزايد الحديث عن اقتراب التوصل الى صفقة تبادل اسرى لإطلاق مئات الأسرى في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت، تداول المواطنون مع اهالي الأسرى تهنئة «الفرج قريب، وإن شاء الله يحرر ابنكم من الأسر في اقرب وقت»، وذلك تعبيراً عن حال التضامن المجتمعي مع ذوي الأسرى خصوصاً ممن يمضون سنوات طويلة في سجون الاحتلال، اذ يحرص المواطنون على تنظيم زيارات جماعية لمنازل الأسرى الذين تحتل قضيتهم اولوية بالنسبة الى الفلسطينيين بمستوياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة. وكثر الطلب يوم العيد على شراء اللحم والفحم، وفي هذا الصدد، قال الشاب باسل بلحاوي، وهو يعمل ذبّاحاً في اول ايام عيد الأضحى، وأيضاً شوّاء، ان «الفحم واللحم المطلوبين الرقم واحد في اول ايام عيد الأضحى المبارك، وزيادة على ذلك الفاكهة التي تعتبر رئيسة بعد الطعام». وكانت محال الحلاقة شهدت ليلة العيد حالة من الاكتظاظ الشديد لأن غالبية المواطنين يؤخرون حلاقة رؤوسهم الى ليلة العيد، حتى ان غالبية اصحاب محال الحلاقة اضطرت الى الاستعانة بمن يوصفون ب «حلاقي الأعياد»، وهم الشبان الذي يجيدون فن الحلاقة لكنهم لا يمارسونها الا في الأعياد على اساس ان حلاقة الشعر باتت تعتبر احد طقوس الاحتفال بالأعياد لدى المواطنين. كما شهدت اسواق مدينة رام الله والبيرة حالة اكتظاظ شديدة من المواطنين الذين استغلوا صرف رواتب الموظفين لشراء الحاجات الضرورية لعيد الأضحى، اذ عملت الجهات المختصة على اغلاق الشارع الرئيسي في رام الله لإتاحة المجال امام البائعين والمواطنين لشراء حاجاتهم للاحتفال بالعيد. واستمرت حركة المواطنين الناشطة حتى ساعات المساء وسط ازدحام المركبات الخارجة والداخلة من المدينة وإليها. وحظيت الملابس والأحذية وألعاب الأطفال على اهتمام المواطنين، وسط حال من الصراع بين البضائع الصينية والتركية على تسيّد السوق في رام الله، على رغم الفروق الواضحة في الأسعار والنوعية، اذ اكد الكثير من المواطنين لوكالة «معا» المحلية الفلسطينية انهم باتوا يفضلون شراء الملابس التركية على رغم ارتفاع سعرها، لأنها تمتاز بنوعية جيدة بعكس الملابس الصينية التي تمتاز بأسعارها المخفضة وبنوعيتها المتواضعة. في غضون ذلك، حرصت الشرطة على مشاركة المواطنين الاحتفال بحلول عيد الأضحى ووزعت في كل المحافظات بطاقات معايدة على المؤسسات والمواطنين. وقال المكتب الإعلامي للشرطة الفلسطينية أن هذه النشاطات تهدف إلى التقرب أكثر من المواطنين أيماناً من قيادة الشرطة الفلسطينية وقائدها اللواء حازم عطا الله بأن الأمن يجب أن يكون شراكة حقيقية بين المواطن والشرطة.