كشف قيادي في حركة "حماس" ل "الحياة" عن زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أو نائبه موسى أبو مرزوق إلى القاهرة بعد جولة الرئيس جورج بوش في المنطقة، وذلك بهدف مناقشة إبرام صفقة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المخطوف في غزة غلعاد شاليت، إضافة إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية. وأكد مصدر مصري موثوق به ل"الحياة"أن ملف الجندي الإسرائيلي المخطوف في غزة عاد ليحتل الصدارة في الاتصالات الإسرائيلية مع المصريين، مشيراً إلى أن المسؤول الإسرائيلي عن الملف عوفر ديكل رافق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في زيارته الأخيرة لشرم الشيخ، قبل أن يزور القاهرة الأسبوع الماضي حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان وحضه على التحرك في هذا الملف. وأوضح المصدر أن ديكل أبلغ سليمان استعداد إسرائيل لإبرام صفقة شاليت في أقرب وقت ممكن، داعياً مصر إلى تنشيط دورها كوسيط. وقال إن باراك بحث أيضا مع مبارك في جهود الوساطة المصرية وضرورة تفعيلها، موضحاً أن"الإسرائيليين معنيون تماماً بتسوية هذه المشكلة وإبرام الصفقة". ولفت إلى أن"هذه المسألة من شأنها تقوية حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت التي تواجه ضغوطاً كثيرة بسبب قضايا بينها عدم الإفراج عن شاليت حتى الآن، خصوصاً أن الجندي الأسير من عائلة لها دور في انشاء دولة اسرائيل وكان جده من قيادات الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية موساد ولقي عمه حتفه في حرب تشرين الأول أكتوبر عام 1973". ورجح أن تتصل مصر قريباً بحركة"حماس"لإرسال مبعوث لها لإجراء محادثات في هذه المسألة، متوقعاً أن يتم ذلك عقب زيارة بوش للمنطقة. وأعرب عن اعتقاده بأن"إسرائيل أعادت حساباتها ثانية واصبحت أكثر مرونة، ولديها الرغبة في وضع حد نهائي لهذه المسألة وحلها، وهي أبدت استعدادها بإمكان التجاوب مع جهود الوساطة المصرية". وأشار إلى أن"إسرائيل كانت تتعامل في ما مضى بشكل مختلف، وكانت ترفض كل الأسماء التي تطرحها حماس، معولة على أن مصر ستضغط على قيادات الحركة. لكن إسرائيل بادرت بإجراء الاتصالات لحض القاهرة على دفع جهود الوساطة، عندما شعرت بأن الأخيرة غير معنية بالأمر كثيراً، إضافة إلى توتر علاقاتها مع حماس، ما لا يمكن معه الضغط على الحركة أو إجراء أي اتصالات مباشرة معها من أجل هذه الصفقة فقط". يُذكر أن رئيس الوفد الأمني المصري في غزة اللواء برهان حماد يقود جهود الوساطة، وكانت الصفقة على وشك أن تبرم بعد أن تم اتفاق على الأسماء وطريقة التسليم ومراحله. وأوضح المصدر أنه تم الاتفاق على تسليم مئة من الأسرى عبر مدينة نويبع في المرحلة الأولى، على أن تسلم"حماس"شاليت إلى مصر التي ستسلمه بدورها إلى إسرائيل خلال أسبوع بعد ضمان إفراج إسرائيل عن دفعة ثانية من الأسرى الفلسطينيين تتضمن 150 معتقلاً آخرين. ولفت المصدر إلى أن مصر اقترحت أن تضم الصفقة القيادي في حركة"فتح"مروان البرغوثي باعتباره شخصية قوية يمكن الالتفاف حولها، وأكد أن إسرائيل وافقت على اسمه. وحين سألته"الحياة"عن أبرز الأسماء التي رفضتها إسرائيل، أجاب:"هناك شخصيات فلسطينية بطولية اعتبرت إسرائيل ايديها ملطخة بالدماء، بينها الفتاة التي استدرجت شاباً إسرائيلياً عبر الإنترنت إلى مدينة رام الله وقتلته"، مشيراً إلى أن القائمة المرفوضة تضم أسماء أردنية ولبنانية، بينها الأسير اللبناني سمير القنطار الذي تريد إسرائيل مبادلته في إطار صفقة أخرى مع"حزب الله"في مقابل الجنديين اللذين أسرا في تموز يوليو 2006، كما رفضت إسرائيل إطلاق أسرى فلسطينيين من سكان أراضي 1948.