نقلت صحيفة"يديعوت احرونوت"الاسرائيلية امس عن مصادر سياسية اسرائيلية تأكيدها الرسمي للمرة الاولى أن اتصالات جارية فعلا لبلورة"صفقة"يتم بموجبها اطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل الافراج عن 800 اسير فلسطيني في المعتقلات الاسرائيلية. وأضافت ان الايام الأخيرة شهدت تكثيف الاتصالات لاخراج الصفقة الى حيز التنفيذ. واوضحت المصادر انه يفترض تنفيذ"الصفقة"، في حال اقرارها، على ثلاث مراحل تقضي الأولى بالافراج عن 300 أسير فلسطيني بموازاة الافراج عن شاليت، او ان يتم الافراج عنهم بعد ايام من اطلاقه. وفي المرحلة الثانية، بعد اشهر من الأولى، يتم الافراج عن 300 اسير آخر، على ان يتم الافراج عن 200 آخرين في المرحلة الثالثة قبل نهاية العام. ونقلت الصحيفة عن المصادر السياسية ذاتها، ان اسرائيل ترفض قطعا ان تشمل الصفقة المتبلورة امين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد خمس مرات في اسرائيل بزعم مشاركته في عمليات مسلحة استهدفت اسرائيليين، وذلك على غرار رفضها ان تشمل اي صفقة للافراج عن الجنديين الاسيرين لدى"حزب الله"اطلاق عميد الاسرى العرب سمير القنطار. وذكرت الصحيفة ان مصر تقوم بلعب دور الوساطة الأساسي في بلورة الصفقة للافراج عن شاليت، وانه خلال الشهر الماضي والأيام الأخيرة قامت وفود امنية اسرائيلية بزيارة القاهرة ولقاء ضباط مصريين كبار يعملون تحت امرة مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. وزادت ان نائب رئيس"شاباك"سابقا عوفر ديكل الذي كلفه رئيس الوزراء الاسرائيلي معالجة ملف الجنود الاسرائيليين الأسرى الثلاثة في القطاع ولدى حزب الله زار هو ايضا القاهرة سرا الأسبوع الماضي وقد يعود اليها هذا الا سبوع لإتمام الصفقة. وتابعت ان الضباط المصريين المكلفين متابعة الموضوع يواصلون في قطاع غزة اتصالاتهم بقيادة حركة"حماس"التي تقوم بدورها بإجراء الاتصالات مع محتجزي شاليت. وقالت المصادر السياسية الاسرائيلية ان الاتصالات ما زالت في مراحلها الأولى"لكن اطار الاتفاق واضح ولم يتبق سوى الاتفاق على التفاصيل"، مع الاشارة الى ان الحديث هو عن مفاوضات لا تخلو من التعقيدات. وقال مسؤول امني اسرائيلي للصحيفة ان التأخير في ابرام الصفقة ناجم عن الخلاف على الجدول الزمني لإطلاق الأسرى الفلسطينيين. وتابعت الصحيفة ان اسرائيل ابلغت الجانب المصري المفاوض استعدادها الافراج عن الاسرى الفلسطينيين مطلع شهر رمضان المبارك. وزادت ان الصفقة الجاري الحديث في شأنها لا تشمل الافراج عن عشرات الوزراء والنواب من حركة"حماس"الذين خطفتهم اسرائيل ردا على اسر الجندي شاليت بداعي انه سيتم الافراج عنهم مع اعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. ورد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي على الخبر بالقول ان لا علم لديه بالصفقة المذكورة وان اسرائيل شبعت وعودا بأن الافراج عن شاليت وشيك. وزاد ان لا علم لديه اصلا عن"انطلاقة"جديدة وشيكة في هذا الملف. وقال والد الجندي الأسير نوعم شاليت ان احدا لم يبلغه عن"انفراج"في قضية ابنه، مضيفا ان التقدم في الاتصالات لا يحصل سوى في عناوين الصحف"لكن على الأرض لا شيء من هذا". واضاف للاذاعة العبرية ان كل ما تريده اسرائيل اولا هو تلقي"تأكيد"بأن غلعاد ما زال حياً،"لكن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يرفض ذلك وبإملاء من السلطات السورية"، معتبرا"اشارة الحياة"ضرورية للتقدم في المفاوضات. من جانبه، كرر وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس القول امس ان"المفتاح لأمل جديد"في المنطقة يكمن في الافراج عن الجنود الاسرائيليين الثلاثة.