سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفاق على آلية للتفاوض وتوقع تدشين المفاوضات النهائية خلال لقاء عباس وأولمرت ونفي النية لإطلاق البرغوثي ولجنة الأسرى تجتمع غداً . إسرائيل تروج لحدوث تقدم في المفاوضات قبل زيارة بوش لصد الضغوط في ملف الاستيطان والتركيز على إيران
قبل ثلاثة أيام من وصول الرئيس جورج بوش إلى إسرائيل في أول زيارة له منذ تسلمه الرئاسة، تحاول أوساط قريبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت بث الانطباع على الصعيد الإعلامي تحديداً، بحصول تقدم على مسار الاتصالات السياسية مع الفلسطينيين، مثل التسريب عن اتفاق لتشكيل لجنة عليا تشرف على المفاوضات الخاصة بالقضايا الجوهرية القدس والحدود واللاجئين، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من اولمرت لصد ضغوط أميركية متوقعة على خلفية مواصلة إسرائيل نشاطها الاستيطاني في القدسالمحتلة وأنحاء مختلفة في الضفة الغربية، من خلال عرض هذا الاتفاق انجازاً. إلى ذلك، سارع مكتب اولمرت إلى التأكيد بأن الإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي في إطار صفقة تبادل أسرى مع"حماس"ليس وارداً البتة، منتقداً موقف عدد من الوزراء ونائب وزير الدفاع الداعي إلى الإفراج عن البرغوثي. وأفادت أوساط اعلامية إسرائيلية أمس أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي في الأيام الأخيرة لوسائل إعلام دولية وإسرائيلية وانتقد فيها مواصلة إسرائيل نشاطها الاستيطاني، لا تبعث على ارتياح سدنة الدولة العبرية الذين يفضلون أن يكون الملف الايراني وليس الفلسطيني في صلب المحادثات التي سيجريها بوش معهم. وتابعت انه على ضوء تصريحات بوش تعمل أوساط اولمرت في الأيام الأخيرة على خلق انطباع بأن الاتصالات مع الفلسطينيين تشهد تقدماً، من دون أن تستبعد أن يقوم اولمرت بعقد اجتماع اليوم أو غداً مع الرئيس محمود عباس أبو مازن ليكون بمثابة تدشين رسمي لبدء المفاوضات الخاصة ب"القضايا الجوهرية"للصراع، وليؤكد عبر ذلك لضيفه الكبير ان إسرائيل تواصل محاولاتها الحقيقية لدفع العملية السياسية التي لم تشهد تقدماً منذ مؤتمر أنابوليس، وهكذا تتفادى انتقادات أميركية علنية على مواصلة مشروعها الاستيطاني. وقالت الصحيفة إن إسرائيل فهمت من المسؤولين في الإدارة الأميركية أن بوش لا يريد لعب دور محرّك العملية السياسية إنما يأتي بصفته مراقباً أعلى لسير المفاوضات، وللتيقن من حصول تقدم دعا إليه في مؤتمر أنابوليس. ورد زعيم حزب"إسرائيل بيتنا"نائب رئيس الحكومة أفيغدور ليبرمان على أخبار نسبت إلى أوساط سياسية قريبة من رئاسة الحكومة بأن مفاوضات الحل الدائم ستبدأ قريباً، من دون استبعاد أن يتم إعلان ذلك رسمياً خلال زيارة بوش، بالتهديد بمغادرة الائتلاف الحكومي فوراً. وقال:"نكرر موقفنا بأنه في حال طرق القضايا الجوهرية، فإننا سننسحب من الحكومة". من جهتها، أفادت صحيفة"هآرتس"أن الأميركيين بانتظار موقف واضح من رئيس الحكومة الإسرائيلية في شأن تجميد الاستيطان في القدسالمحتلة وفي المستوطنات الكبرى غرب الجدار الفاصل، التي تشكل نحو 80 في المئة من المستوطنات في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تريد استغلال زيارة الرئيس الأميركي لحضه على فرض عقوبات اقتصادية دولية أخرى على ايران، في موازاة تشجيع فرض قيود اقتصادية على شركات تجارية كبرى غربية تقيم علاقات مع طهران. اتفاق على آلية للتفاوض إلى ذلك، أفادت الصحيفة أن رئيس طاقمي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي أحمد قريع وتسيبي ليفني توصلا الأسبوع الماضي إلى اتفاق مبدئي على إنشاء آلية جديدة لبدء المفاوضات الخاصة بالقضايا الجوهرية تتمثل أساساً في تشكيل لجنة ثنائية يترأسانها في موازاة مواصلة الاجتماعات الثنائية الدورية بين اولمرت وعباس. واضافت ان اللجنة العليا برئاسة ليفني وقريع وعضوية مستشاريهما ستبحث في القضايا الجوهرية، على أن يحسم اولمرت وعباس في لقاءاتهما الدورية مرة كل أسبوعين في الخلافات الناشئة، وتناط بلجنة ثالثة مهمة معالجة سائر القضايا الخلافية. وردت مصادر فلسطينية بالقول إن المشكلة ليست في تشكيلة اللجان بقدر ما هي في مواقف إسرائيل المتشددة في القضايا المختلفة، مضيفة أن إسرائيل تريد من نشر مثل هذا الخبر الترويج عشية زيارة الرئيس الأميركي لنجاحات غير واقعية في الاتصالات مع الفلسطينيين. صفقة شاليت - البرغوثي على صعيد آخر، نفى مكتب رئيس الحكومة أنباء عن أن المسؤول المكلف متابعة قضايا الجنود الإسرائيليين الأسرى عوفر ديكل التقى اخيرا مرات عدة امين سر حركة"فتح"في الضفة الأسير في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي لبحث مسألة إطلاقه. وأكد البيان أن الإفراج عن البرغوثي ليس وارداً على جدول الأعمال. وكانت صحيفة"معاريف"ذكرت أمس أن ديكل التقى البرغوثي في سجنه في إطار التقدم الحاصل في الاتصالات في شأن إبرام صفقة تبادل أسرى يتم بموجبها إفراج الفلسطينيين عن الجندي المخطوف في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل إفراج إسرائيل عن 450 أسيراً فلسطينياً. وكان نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي قال مساء أول من أمس إن البرغوثي سيكون على لائحة الأسرى الذين يطالب الفلسطينيون بإطلاقهم، وأعرب عن تأييده الإفراج عنه"لأنه يجب فعل كل شيء لإعادة الجنود المخطوفين إلى بيوتهم"، وهذا ما أثار حفيظة عدد من الوزراء، في مقدمهم وزير الأمن الداخلي آفي ديختر الذي قال أمس إن يدي البرغوثي"ملطختان بدم سميك، ويجب أن ينهي حياته في السجن". من جهته، كرر وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعيزر موقفه المؤيد الإفراج عن البرغوثي، وقال للإذاعة العسكرية إنه سيحارب من أجل شمل البرغوثي في صفقة تبادل الأسرى. وأضاف أنه يعتقد أن عباس ليس معنياً بالإفراج عن البرغوثي"لأنه يشكل خطراً على زعامته للشعب الفلسطيني". وتابع ان"من أحبط الافراج عن البرغوثي لم يكن الرفض الاسرائيلي، وانما مخاوف عباس من تعاظم قوة البرغوثي السياسية". واضاف ان الرئيس الفلسطيني"يخشى من منافسة البرغوثي له على زعامة الفلسطينيين، لذلك منع خروجه الى الحرية وعودته الى الحلبة السياسية". وزاد ان"سبب قتالي على مدار 24 ساعة من اجل اطلاق البرغوثي هو رغبتي في ايجاد شخص قادر على الجلوس معنا والتوصل الى حل دائم". وقالت أوساط سياسية إن الإفراج عن البرغوثي في إطار صفقة تبادل مع"حماس"سيشكل ضربة لرئيس السلطة الفلسطينية"لكن الأمر الإفراج ممكن في حال سُجل تقدم على مسار المفاوضات، وفي هذه الحال سيعتبر الإفراج مكسباً لعباس". ومن المنتظر أن تلتئم اللجنة الوزارية الخاصة لشؤون الأسرى برئاسة النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون غداً للبت في تعديل الشروط للإفراج عن الأسرى"الملطخة أياديهم بالدماء".