قبل ايام على بدء زيارة الرئيس جورج بوش للشرق الاوسط المقررة في التاسع من الشهر الجاري، شهدت المنطقة حركة ديبلوماسية ناشطة بهدف تنسيق المواقف العربية تجاه قضايا المنطقة، بدءاً بعملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل ومرورا بالعراق ولبنان والملف النووي الايراني. ومن المقرر ان يصل الرئيس محمود عباس إلى الرياض اليوم للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، في حين استقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الرئيس نيكولا ساركوزي في العقبة في الاردن مساء امس، واجرى اتصالا هاتفيا مع خادم الحرمين الشريفين، كما تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي الذي اكد له ان جولته تهدف الى تأكيد التزام بلاده دعم عملية السلام. في الوقت نفسه، واصلت اسرائيل عدوانها ضد قطاع غزة ومدينة نابلس شمال الضفة الغربية. راجع ص 5 و6 في موازاة ذلك، استبقت القيادة الاسرائيلية زيارة بوش بتبديل لهجتها ازاء الاستيطان وعملية السلام، فأعلن رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان الظرف الدولي الحالي مناسب جدا لاسرائيل للتوصل الى اتفاق سلام قبل ان ينهي بوش ولايته"مطلع السنة 2009، في حين قال نائبه حاييم رامون للاذاعة الاسرائيلية ان"خطوات حقيقية ستتخذ لازالة هذه المواقع"الاستيطانية العشوائية في الضفة، مضيفاً ان"المواقع غير المشروعة الواقعة شرقي السياج ستكون مرشحة للازالة". وقال اولمرت لصحيفة"جيروزالم بوست":"شاء تضافر ظروف نكاد نرى فيه عناية إلهية، ان يتولى بوش رئاسة الولاياتالمتحدة، وساركوزي رئاسة فرنسا، وانغيلا ميركل مستشارية المانيا، وغوردن براون رئاسة الوزراء في بريطانيا"، متسائلا:"هل يمكن ايجاد تركيبة اكثر ايجابية من تلك بالنسبة الى اسرائيل؟". واضاف ان على الدولة العبرية ان تدرك ان افضل اصدقاء لها يرى مستقبلها ضمن حدود 1967 ومن دون الضفة وهضبة الجولان السورية، ولا يعترف بضم القدسالشرقية بعد احتلالها. كما أقر بأن اسرائيل تعهدت تجميد الاستيطان في الضفة بموافقتها على"خريطة الطريق"، غير انها بقيت حبراً على ورق. واعتبر ان الضمانات التي قدمها بوش في رسالة العام 2004 عن ضرورة الاعتراف ب"الواقع الديموغرافي"في الضفة، تسمح لاسرائيل بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية القائمة"من دون اقامة مستوطنات جديدة او مصادرة اراض يملكها فلسطينيون". ورأى ان اي اتفاق تسوية دائم مع الفلسطينيين يجب ان يقر بأن مستوطنة"معاليه ادوميم في الضفة جزء لا يتجزأ من القدس واسرائيل". رغم ذلك، واصلت حكومته عدوانها على قطاع غزة حيث قتلت"قوة خاصة"ناشطيْن من"كتائب القسام"التابعة لحركة"حماس"في بلدة بيت حانون، كما واصلت عملياتها في مدينة نابلس شمال الضفة حيث بدأت السلطة الفلسطينية بتطبيق خطتها الامنية، ما دفع رئيس الحكومة سلام فياض الى اتهام اسرائيل بمحاولة تقويض جهود حكومته لفرض الامن.